خلف كواليس الانتصارات.. كيف نجح السكتيوي في قيادة الأسود لنهائي “الشان”؟

بعد كل هذه الانتصارات للمنتخب المحلي المغربي على حساب المنتخبات الإفريقية، يبرز عنصر خفي وراء النجاح وهو الاستقرار النسبي والتغييرات المحكمة التي يجريها المدرب المغربي طارق السكتيوي على التشكيلة بدءا من أول مباراة له ضد أنغولا إلى مباراة أمس التي حجز فيها المنتخب المحلي المغربي مقعدا له رفقة منتخب مدغشقر في نهائي بطولة الشان للاعبين المحليين 2024.
استقرار نسبي على مستوى التشكيلة
وقد عرفت تشكيلة المدرب المغربي استقرارا نسبيا منذ انطلاق صافرة الشان، حيث شغلت ذات المراكز ذات الأسماء، كالمهدي الحرار في حراسة المرمى، ياسين بلعمري في خط الدفاع، ولاعب الجيش الملكي أنس باش في مركز وسط دفاعي، إلى جانب زميله مروان الوداني كصمام الدفاع، ثم محمد ربيع حريمات في خط الوسط، بالإضافة إلى خالد أيت أورخان، فضلا عن لاعب الرجاء محمد بولكسوت، وفي الهجوم بقيت أسماء مثل يوسف مهري وأسامة المليوي تخوض المباريات بعد مباراة المنتخب ضد زامبيا.
وكان من حصيلة هذا الاستقرار الفوز على منتخبات صعبة جاءت لتدافع عن لقبها، كمنتخب تنزانيا الذي لم يذق طعم الخسارة حتى واجه المنتخب المغربي، بالإضافة إلى منتخب الكونغو الديمقراطية المعروف بالصلابة الدفاعية والتحولات السريعة في الأطراف، وأخيرا منتخب السنغال أمس الثلاثاء بعدما فاز عليه في ركلات الترجيح.
التغييرات وغيّر مسار المباراة
ما كان يميز طارق السكتيوي عن مدربي المنتخبات الأخرى هو نقطة التغييرات التي كان يجريها في الوقت المناسب من المباراة، وفوق كل هذا كله تؤثر في تغيير مسارها، حيث يستغلها في الشطر الثاني من المباراة. وفي الغالب يتعمد طارق السكتيوي استبدال عماد الرياحي وخالد أيت أورخان وأنس باش بلاعبين يغطون الدفاع وبلاعبين مهاجمين، ففي مباراة كينيا التي انهزم فيها المنتخب المغربي، قام طارق السكتيوي باستبدالهما بصابر بوكرين وأسامة المليوي محافظا على خالد أيت أورخان من أجل استعادة التعادل عبر التكتل الهجومي.
في المقابل، كان هناك تكتل دفاعي في المباراة التي حسمها المنتخب المحلي المغربي قبل نهايتها كمباراة زامبيا التي شهدت تغيير يوسف مهري بمحمد مفيد، وهو ما حصل كذلك في مباراة الكونغو حينما استبدل يوسف مهري مرة أخرى بأيوب خيري وصابر بوكرين بمحمد مفيد، كما قام بإبدال ارتكازي الدفاع مروان الوداني وبوشعيب عراصي باللاعبين مهدي مشخشخ وأيوب خيري في مباراة تنزانيا بسبب جمعهما لبطاقتين صفراوين وهو ما أدى لغيابهما.
وواصل طارق السكتيوي مسلسل تغييراته أمس أمام السنغال بعدما حافظ عليها حتى الدقائق الأخيرة من المباراة، منها دخول أيوب خيري مكان مهدي مشخشخ وصلاح الدين الراحولي مكان خالد بابا، ثم دخول محمد مفيد في الشوط الإضافي الثاني مخلفا خروج صابر بوكرين.
وفي هذا السياق، اعتبر المحلل الرياضي عبد الرحيم أوشريف من خلال تصريحات له لـ “جريدة العمق” أن أي مدرب في كرة القدم يملك قراءتين للمباراة، قراءة قبل المباراة والتي تكون محتملة، ثم قراءة داخل المباراة والتي تشهد تغييرات، وهي الأهم، فضلا عن أن العامل الحاسم أيضا في المباريات حسب المحلل يتمثل في شخصية المدرب وقوة الكاريزما التي يمتلكها، ويظهر ذلك من خلال اللحظات التي يكون فيها المدرب تحت الضغط ويحتاج فيها إلى اتخاذ القرار بشكل سريع.
وأشار المحلل الرياضي إلى أن السكتيوي يجمع بين هذه الخصائص، بل زيادة على ذلك يتوفر على ميزة المدربين الكبار، حيث خاض تجربة كلاعب قبل أن ينتقل إلى مجال التدريب الذي حقق من خلاله إنجازات كثيرة تبرهن مدى احترافه عالم التدريب، مذكرا في الوقت ذاته أن طارق السكتيوي أيضا مدرب خلوق وذو تربية حسنة، الأمر الذي جعله من بين المدربين الكبار، ويتدرج يوما بعد يوم من مستوى حسن إلى أحسن، مضيفا أن كل هذه العوامل ساهمت في نجاح السكتيوي في التغييرات التي قام بها خلال أطوار البطولة.
جدير بالذكر أن المنتخب المحلي المغربي سيواجه منتخب مدغشقر في نهائي بطولة “الشان”، يوم السبت 30 غشت الجاري، وذلك على أرضية ملعب “كاساراني” بالعاصمة الكينية نيروبي، لتحديد الفائز بكأس البطولة.
اترك تعليقاً