منتدى العمق

ألعاب الطفولة القديمة

بمجرد نظرة عابرة يظهر حجم التباين والفرق بين طفولة هذا الجيل وبين طفولتنا من جهة، وبين طفولة الجيلين وطفولة آبائنا وأجدادنا من جهة أخرى، فكلما تقدم الزمن ودارت عجلة التطور والتقدم زالت مظاهر الطفولة القديمة وحلت محلها مظاهر جديدة قد تزيل كل معنى للطفولة وتدفع بالطفل مباشرة إلى الكِبَر قبل أوانه، طبعا هو كبر شكلي صوري مزيف لا يمت لجوهر الطفل بصلة.

في العصر الحاضر تجد الطفل وقد اتخذ لنفسه هاتفا محمولا وحسابات على كل منصات التواصل الاجتماعي، وجعل لنفسه مكانا بين روادها، ينشر ويعلق ويشارك ويتفاعل.. وتجده ينزل كل ما استجد من الالعاب والتطبيقات والترفيهية بغض النظر عن خصوصية الفئة العمرية.

في الماضي كانت الألعاب واقعية إلى أبعد الحدود فالطفل ينغمس فيها بروحه وجسده وكل ذرة في كيانه.

وسنفصل القول في الألعاب التي كان الأطفال يتعاطونها ويمارسونها زمن التسعينيات من القرن الماضي وهذه الألعاب تختلف من منطقة إلى أخرى ومن فصل إلى فصل فهناك ألعاب الصيف وألعاب الشتاء.. وتخلتف كذلك من حيث النوعية فكما تجد ألعاب الصبيان فاللفتيات نصيب كذلك.

أولا: لعبة مضاهاة المجتمع الأكبر

غالبا ما تكون هذه لعبة صيفية تكون في فصل الصيف وهي خليط من عدة ألعاب يحاول فيها الأطفال الصغار مجاراة وتقليد الكبار فيُنشؤون السوق ويتعاملون فيما بينهم بيعا وشراءً والنقود عبارة عن أغطية الحلوى (مانت، العلكة، جاباح، توفيطا…) هذا فيما يخص النقود الورقية أما النقدية فتصنع من أغطية قنينات المشروبات الغازية الزجاجية أو من جوانب البطاريات القديمة (سوبر لوكس)…

وتجدهم يحبسون النمل على أنواعه في حضائر كالغنم.. ويصنعون الشاحنات من القنينات البلاستيكية من الحجم الكبير ويضعون لها عجلات تأخذ من الاحذية البلاستيكية القديمة(الصباط نواگا) ويتحكمون فيها بواسطة عود طويل من القصب يملؤونها بعلب السردين الفارغة على أنها صناديق لشحن المواد والسلع..

ثانيا :لعبة اللبي

وهذه لعبة شتوية يجتمع لأجلها الأولاد ويخصصون لها مكانا واسعا نوعا ما ويرسمون إطارا على الأرض يسمى ب “فات” فإذا تجاوزه للبي أحد اللاعبين يعتبر مقصيا من اللعبة ويُصادر منه ذاك اللبي…

في بداية اللعبة يقف اللاعبون الصغار على حافة الاطار وكل واحد يرمي بقطعته فتتفاوت مواقع اللبي داخل الإطار والاقرب إلى الخط الأعلى للإطار هو من له الحق في بدء اللعب يطلق عليه بالأمازيغية (إكاياسن كلو) يعني تجاوزهم جميعا فيشير على قطع الآخرين فأي قطعة أصابها يستولي عليها وهكذا…. وهناك من يضع حفرة داخل الإطار ويلعبون بناء عليها… وهناك أيضا ما يسمى ب “قُبِّييحْ” وهي كتلة صغيرة من التراب يوضع عليها اللبي المراد إصابته لكي يسهل اقتناصه أثناء الرمي…

ثالثا: لعبة الطرومبي

وهذه لعبة مشهورة في شتى البقاع والأمصار بل وأُنتجت حولها مسلسلات كرتونية تعرض على شاشات التلفاز وأشهرها آنذاك صراع البلابل على قناة سبيستون واللاعبون الصغار يستهدفون بلابل الاخرين والفائز هو آخر من توقف بلبله عن الدواران..

رابعا: لعبة المطاردة بالامازيغية (مهرض)

تتكون من فريقين يطاردان بعضهما البعض بالتناوب على أن الأفضلية تكون لدى المطَارَدين فلديهم الحق في الهرب والاختباء في جميع أنحاء الدوار وتنتهي اللعبة بلمس المطارِدين للمطارَدين ثم يقلبون الادوار فيما بينهم. وقد تمتد هذه اللعبة لأيام دون أن تنتهي…

خامسا: لعبة الغميضة او قشقاش او فورفور حسب كل منطقة

وملخصها أن اللاعب يغمض عينيه ويبدأ العد إلى عشرة فيحاول اللاعبين الاخرين الاختباء في الجوار أثناء العد ثم يحاول إيجادهم، وحين يعثر على أحدهم يجب عليه لمس الحائط او الصخرة التي تكون بمثابة مركز اللعبة وإن سبقه اللاعب الاخر المعثور عليه إليها تبدأ اللعبة من جديد..

سادسا: لعبة إفلولا (صفائح من الحجر)

هذه لعبة عتيقة قديمة وقد انقرضت منذ مدة… مفادها أن اللاعبين يجمعون أشياء ثمينة بالنسبة إليهم جوز، أو ثمر أو تين(تازارت) أو حتى النقود في بعض الأحيان وإن عصفت بهم الأزمة يلعبون فقط بعظم الخوخ والمشماش ويهيلون عليها التراب حتى تعلو على الأرض ويجعلونها بمثابة هدف للرمي ثم يبتعدون عنها مسافة معقولة ويرسمون خطا على الأرض لا يتجاوزونه ثم يتناوبون على التصويب والرمي وكل من أصاب الهدف يستولي على كل ما ظهر من تلك الاشياء الثمينة المخبأة تحت التراب… وهذه اللعبة غالبا ما يصاحبها شيء من العنف نظرا لحساسية الموقف وقيمة الأشياء التي يلعبون حولها..

هذه كانت بعض ألعاب الطفولة القديمة التي وجدناها بعضها بقي منه القليل والبعض الآخر انقرض بفعل عامل الزمن وللفتيات العابهن كذلك منها تيسليت نوكشوض وحابا وتيگونرين والگارا… وكل من وُجد من الأولاد متلبسا بألعاب الفتيات يُلقب بحبامطّو والله المستعان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *