مجتمع، منوعات

الشيف حمزة.. طفل تغلب على التوحد بالطبخ ويتفنن في صنع أطباق تقليدية وعصرية (فيديو)

يقال إن المرأة نصف المجتمع ومدرسة حياة، وهي كذلك نصف دواء أبنائها، عندما تحمل هم علاجهم إذا كانوا مصابين باضطرابات النمو التي تجعلهم معزولين، وتتطلع لأن يعيشوا حياة طبيعية بين أقرانهم. “الشيف حمزة”؛ طفل في العاشرة من عمره، تغلب على مرض طيف التوحد بحبه للطهي ومشاركة أمه أشغال المطبخ.

بلباس الطباخين الأبيض وقبعتهم المثلثة، يتوسط حمزة طاولة فوقها صحون مختلفة الأحجام والأشكال، مملوءة بمقادير البيتزا، الأكلة التي يحبها أكثر من غيرها، مع أنه يجيد طبخ أنواع أخرى من الأكلات التقليدية والعصرية على حد سواء، بمساندة وتوجيه من أمه خديجة أرحال.

يأخذ صلصة طماطم ويوزعها بيديه الصغيرتين بكل تفان وإتقان على عجينة البيتزا، ثم يوزع كريات فرم اللحم (الكفتة) لتأخذ مكانها بالتساوي مع الموتزريلا وحبات زيتون أسود كلمسة أخيرة تسمح له بأخذ لوحته الشهية في فرن لتصبح جاهزة للأكل.

تقول أم حمزة إن ابنها المصاب بطيف التوحد، يحب المطبخ والطهي بكل أنواعه، ويساعدها في تحضير جميع الأطباق للعائلة والضيوف، “كما أنه يستيقظ باكرا ليعد وجبة الفطور لما أكون منهمكة في جمع أغراض المدرسة الخاصة به وبإخته روان”.

قناة على اليوتيب

وعن فكرة إعداد قناة خاصة به على اليوتيب باسم “حمزة – الشيف الصغير” ، تقول الأم لجريدة “العمق”، “إن السبب وراء خلق قناة خاص به، هو عدم شعوره بالثقة في نفسه حول ما يقوم به من أعمال مطبخية، وكلما أخبرناه بأن ما يقوم به جيد، يجيبنا بالقول “أنتم تشكروني لأني ابنكم لا غير”.

تتابع خديجة قولها؛ “لذلك فكرت في طريقة أعرض فيها مهاراته، ومن خلال تفاعل المتابعين معه، سيتأكد له أننا على صواب”. وهذا ما حصل بعد أن استشارت مع أخيها الذي يساعدها الآن في تصوير حلقات طبخ ونشرها على القناة. 

أما الهدف الثاني من القناة، تضيف المتحدثة، أنه هو خلق قدوة للأمهات اللواتي تعشن مثل حالتي مع أطفالهم المصابين بالتوحد أو غيره، وإعطائهم أمل في أبنائهم بعد مشاهدة حالة حمزة التي تجاوز مرضه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *