مجتمع

علي.. طفل مبرمج يقتحم مجال “الروبوتيك” ويعمل على تحويل تلفاز عادي إلى ذكي (فيديو)

لا يمّل من الجلوس أمام صديقه “الحاسوب” طيلة ساعات يوميا، ولا يتعب من ابتكار “كودات” جديدة خاصة به في مجال البرمجيات المعلوماتية، ويضع نصب عينه تحقيق طموحاته في أن يصبح مبرمجا عالميا، وفي نفس الوقت في أن يدرس الهندسة المعمارية التي يحلم بها منذ صغره، إنه الطفل علي اشبوكي، “المُبرمج الصغير” ابن مدينة طنجة الذي لا يتجاوز عمره 13 ربيعا.

الطفل علي اشبوكي الذي يدرس في المستوى الثاني إعدادي بمؤسسة عائشة أم المؤمنين بمدينة طنجة، استطاع خلال 4 أشهر فقط، من اكتساب مهارات في مجال البرمجة المعلوماتية، وذلك بعدما اعتكف خلال فصل الصيف المنصرم على متابعة دروس مرئية ومكتوبة في هذا المجال، ليشرع بعدها في إعداد تصاميمه عبر حاسوبه، قبل أن يتمكن من تنزيلها على أرض الواقع.

يعمل علي اشبوكي على استثمار نماذج بطائق إلكترونية جاهزة في تشغيل مشاريع من إنجازه، مثل سيارة ويد صناعية وشاشة للتمارين، ويشتغل حاليا على مشروع برمجيات لتحويل جهاز تلفاز عادي إلى جهاز تلفاز ذكي “سمارت”، مشيرا إلى أنه يطمح لإتقان استثمار البطائق الإلكترونية من أجل تصميم مشروع متكامل خاص به.

واستطاع علي بعزيمته وإصراره من المرور إلى مرحلة أخرى في مساره بمجال “الروبوتيك”، وهو التكوين الذاتي، حيث أصبح يُعلِّم نفسه بنفسه ويضع تمارين ويحلها في نفس الوقت، إذ يعمل في مشروعه ضمن البرمجيات على مزج 5 ميادين علمية، وهي التكنولوجيا والإلكترونيات والفن والرياضيات والميكانيك.

يقول علي لجريدة “العمق”: “منذ الطفولة وأنا أقوم باستكشاف مختلف الأجهزة إلكترونية لأعرف مماذا تتكون، خاصة الألعاب وجهاز التحكم والهواتف، بل حتى التلفاز كنت أطلب من والدي أن يمنحني الفرصة لأرى ما بداخله، كان هدفي فقط هو معرفة الأشياء التي تتكون منها هذه الأجهزة، كما أن والديَّ كانا يشتريان لي أشكالا هندسية لبناء تصاميم من نسج خيالي”.

ويضيف علي: “أدمجني والديَّ في الحاسوب من أجل إعداد تصاميم خاص بي، وخلال فصل الصيف المنصرم، كنت ألح على والدي من أجل شراء عُدَّة برمجيات حقيقية، وهو ما استجاب له، لأشرع حينها في العمل بـ”الروبوتيك”، لا أخفي أنني في البداية كنت أُتلِف المصابيح وبعض الأجهزة الدقيقة، لكنني الآن أصبحت أعرف بالضبط كيف أضع كل جهاز في مكانه بشكل دقيق”.

المُبرمج الصغير طور أعماله من برمجة اشتغال المصابيح في البداية، إلى التحكم في مستوى الضوء بعدها، ثم إدخال الصوت وبطائق الحرارة عبر تمارين متفرقة، قبل أن يقوم بدمج تلك التمارين ضمن مشاريع شبه متكاملة، فقد استطاع علي دمج برمجيات لتحريك المحركات وقياس المسافات وقراءة الإشارات، ما مكنه من إعداد “كود” لتحريك لعبة سيارة، كما يواصل إعداد “كودات” خاصة به في مشاريع أخرى.

هشام اشبوكي، والد الطفل علي، أوضح لجريدة “العمق”، أن ابنه أبان عن رغبة أكيدة في تطوير مداركه ومعارفه فيما يتعلق بمجال “الروبوتيك”، مشيرا إلى أن إصراره هو الذي خلق له فكرة استثمار مساره لإبراز منهج التطوير الذاتي، قائلا: “خلال 4 أشهر استطاع الوصول للتكوين الذاتي بحيث يعلم نفسه بنفسه ويصحح لنفسه، وهذه مرحلة مهمة في حياته ستمكنه من رؤية مستقبله المهني بعين اليقين”.

الطفل علي وجَّه عبر “العمق” 3 رسائل، الأولى إلى الآباء التمس منهم فيها ترك أبنائهم لاستشكاف مختلف الأجهزة الإلكترونية، والثانية وجهها للمؤطرين والمكونين، دعاهم إلى عدم احتكار هذا المجال ووضع أثمنة رمزية أمام الأطفال من أجل تحفيزهم، فيما وجه رسالته الثلاثة إلى التلاميذ والأطفال بالقول: “لا تنتظروا المبادرة من الآباء، بل خوذوا زمام المبادرة بأنفسكم”، وفق تعبيره.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *