سياسة، مجتمع

الشعبي يروي تجربة أول جريدة حي بالمغرب.. ويصرح: المستقبل للرقمي (فيديو)

بالرجوع لأزيد من ثلاثين سنة إلى الوراء، بالضبط في سنة 1989 تأسست أول جريدة حي ورقية في المغرب، باسم “صوت حي يعقوب المنصور”، من قبل الصحفي والأستاذ الحالي بالمعهد العالي للإعلام والاتصال، ابراهيم الشعبي، ورغم أن التجربة “بدأت وانتهت في العدد الأول، غير أنها ظلت تحتفظ بصفة أول جريدة للقرب منذ أزيد من ثلاثين سنة، وكانت جريدة حي، لم يعرف المغرب قبلها مثل هذه التجربة”.

في حديث مع جريدة “العمق” قال الشعبي إن “الجريدة انطلقت في زمن ادريس البصري، وكان يشتغل معي آنذاك عدد من طلبة السلك الثاني في كلية الآداب، للأسف توقفت بعد العدد الأول، لكن اكتشفوا فيما بعد أن الجريدة كانت تهدف فقط لرصد مشاكل حي يعقوب المنصور، أكبر الأحياء بمدينة الرباط، ولا علاقة لها بالمشاكل السياسية”، مشيرا أنها أتت “على غرار تجربة فرنسية نجحت لجريدة حي المقاطعة 18 بباريس، وجريدة لمنطقة صغيرة في الولايات المتحدة الأمريكية”.

وزاد الشعبي في بوحه لـ”العمق”، أنه “في أواسط التسعينات تأسست عدد من الجرائد الخاصة، وبالتالي تطورت الصحافة في المغرب، رغم أن الشباب الآن قد يعتقد غير ذلك، لكن من اشتغل لسنوات ما قبل التسعينات وربطها بهذه التجربة الجديدة يظهر له الفرق الكبير”، مشيرا أنه “الآن هناك نوع من الحرية والديمقراطية في التعامل، والانفتاح في الصحافة، وأصبحت لنا إذاعات خاصة، فضلا عن قنوات خاصة أضيفت لفضاء السمعي البصري”.

وفي حديث عن الصحافة المكتوبة، أضاف الشعبي، بأنها “تطورت في أواسط السبعينيات، غير أنها في زمننا هذا عموما بدأت تتراجع، بفعل تأثير مواقع التواصل الاجتماعي، غير أنني لا أعتبر ما ينشر على وسائط التواصل الاجتماعي بالإعلام”، أما بالنسبة للمواقع الصحفية الإلكترونية، ففرق بين المواقع الحاصلة على الملائمة، وغيرها بالقول “هناك مواقع غير قانونية ولا تحترم مدونة الصحافة والنشر”.

وأكد الشعبي في سياق حديثه مع جريدة “العمق” أن “المستقبل للرقمي ليس في المغرب فقط، بل في عدد من الدول تراجعت المجلات والجرائد الورقية” مشيرا لدراسة قام بها “أحد الخبراء الإعلاميين في أستراليا مفادها أنه في سنة 2030 لن نرى جريدة ورقية، فضلا على التطورات الحالية على مستوى الرقمي”.

وعن صحافة الموبايل، التي ذاع صيتها في السنوات القليلة الأخيرة أكد الشعبي أنه الآن “يمكن للصحفي أن يكتب ويصور ويقوم بالتوضيب والمونتاج، ويرسل مادته من عين المكان، فقط باستعماله هاتفه النقال الذكي، أي أن الصحافة الرقمية تتقوى أكثر”، مردفا “ولو أن هناك صراع أبدي يقول أنه كما ظهر التلفاز لم يقض على الراديو، فأقول إن الصحافة الرقمية فقط لن تقض نهائيا على الصحافة المكتوبة، وكذلك هو الحال بالنسبة للصحافة الرقمية يمكن تجاوزها إن لم تطور من نفسها”.

وشدد الشعبي، على أن “البحث عن السبق الصحفي من أساسيات العمل المهني، غير أن هذا السبق يجب أن يراعي ضوابط أخلاقيات المهنة، لأننا أحيانا مع البحث السريع عن المعلومة نرتكب عدد من الأخطاء، وقد يكون فيه سب أو قذف، وقد يكون في هذا السبق تطاول، أو التصوير في الأماكن الخاصة، الذي يعتبر جريمة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *