مجتمع

التعليم عن بعد .. كورونا تدخل المنظومة التربوية في أول اختبار حقيقي

على إثر القرار القاضي بتوقيف الدراسة بجميع الأقسام والفصول الدراسية، ابتداء من يوم الاثنين المنصرم، وتعويض الدروس الحضورية بالتعليم عن بعد، إلى إشعار آخر، التزاما بالتدابير الاحترازية والوقائية للحد من انتشار عدوى فيروس كورونا المستجد، وجد المجتمع المغربي نفسه أمام غمار تجربة حديثة، بالاعتماد فقط على كل الوسائل الإلكترونية المتاحة، للتحصيل العلمي المستمر.

وبلهجة شديدة الصرامة، شددت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، في بلاغ لها، توصلت جريدة “العمق” على نسخة منه، على أنه يمنع منعا كليا تقديم الدروس الخصوصية الحضورية، سواء داخل مقرات المؤسسات الخصوصية أو داخل مراكز الدعم التربوي بمختلف أصنافها أو بمقرات أخرى، أو داخل المنازل.

فعمل على إثر ذلك، عدد من الأساتذة على الاعتماد على تقنية المباشر في الفيسبوك، أو إقرار مجموعات تواصلية خاصة بالتعليم عن طريق الواتساب، وكنموذج على هذا التفاعل، أعلن محمد المودن أستاذ للتعليم العالي، عبر حسابه في الفيسبوك بأنه “ليكن في علم الطالبات والطلبة الأعزاء أن المحاضرات في مادة التعليم الإداري سيتم نشرها في مواقع الكلية والفيسبوك واليوتيوب، ويظل الأستاذ رهن إشارة الطلبة للجواب على مختلف استفساراتهم وأسئلتهم عبر الخاص في الماسنجر”.

لينطلق الرهان في المغرب، لوضع الأرجل الأولى، لاكتساب ثقافة التعليم الرقمي، وفي هذا الصدد، قالت أسماء بركاش مكلفة بمنظومة الإعلام بالمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بوزان، إننا الآن “بصدد إنتاج المواد الرقمية عبر تقنيات الوثائق الإلكترونية، وشرح الدروس بالصوت والصورة، ليتم وضعها في المنصة الرقمية المعلن عنها من طرف الوزارة TelmidTICE، مع بثها عبر القناة الرابعة التلفزيونية، وعمل كل من الأساتذة والمفتشين على الانخراط الفعال لإنجاح التجربة في المغرب، ويتم تقديم كافة الدعم، على أساس أن لا يتم إهدار وقت المتعلمين، لأننا لسنا في عطلة”.

وفي السياق نفسه، أضافت بركاش بكون لتلاميذ الباكالوريا دعم خاص إضافي، عملت الوزارة على شراكة مع مايكروسوفت، لاعتماد عدد من البرامج والتطبيقات الرقمية المجانية، لكل من التلميذ والأستاذ، “لتعزيز وسائل الاتصال الرقمي الفعال، بتسهيل إنشاء مجموعات خاصة رقمية ليتحكم من خلالها الأستاذ في مجموعاته الطلابية كأنه في القسم”.

في إطار المبادرات الفعالة، لتعزيز التدابير الوقائية للحد من تفشي فيروس كورونا المستجد، أعلن المجلس الإقليمي لاسا الزاد توفيره ما يمكن من المعدات اللوجيستيكية وموارد رقمية بالتنسيق مع المصالح الجهوية والإقليمية لوزارة التربية الوطنية، لضمان تمكين ودعم المتعلمين من الاستمرار في التحصيل الدراسي عبر توفير اللوحات الإلكترونية لفائدة السنوات الإشهادية بكل من الجماعات الترابية بالوسط الحضري والوسط القروي.

رهان ولوج التعليم الرقمي

يوسف البيتي أستاذ بفرنسا، قال إن “التعليم عن بعد طبعا لن ينجح في المغرب، ولن يحقق الاستمرارية البيداغوجية، والأساس منه حاليا هو تحسيس الأطفال أنه ليست عطلة، والهدف الأسمى منه في المغرب هو الولوج الفعلي لعملية التعليم عن بعد أو ما يسمى بالتعليم الرقمي، الذي كان يجب على الدولة أن تعتمد عليه قبل أزمة كورونا المستجد”.

وبالنسبة لفرنسا، يردف البيتي، بأنها “كانت في الأصل تعتمد عليه في التعليم، من خلال الاستناد على عدد من الفضاءات والمنصات الرقمية، بجانب التعليم في الحصة، الأستاذ كان دائما مجبر على وضع الدروس والتمارين وتصحيحها عبر الإنترنت، من أجل استمرار الحصيلة التعليمية، والتواصل مع الطلبة وآبائهم، بمعنى أن فرنسا، كانت دائما معتمدة على التعليم عن بعد، الفرق الآن هو أنه أصبحت معتمدة عليه هو فقط، والمشكل الحاصل الآن هو مشكل اكتظاظ فقط”.

وزاد البيتي، في شرح المشكل الحالي في فرنسا بأن ما حصل هو أن المنصات الرقمية أصبحت ثقيلة بسبب الاكتظاظ، والآن يتم البحث عن حلول، وهو إشكال عادي، ولكن بالنسبة للمغرب، فهو الآن أمام فرصة ثمينة، لكسب رهان الولوج للتعليم الرقمي، والاعتماد عليها بشكل مستمر، وتأسيس فضاء للتواصل الرقمي بأن يضع الأستاذ التمارين، والدروس، والملاحظات الخاصة بالطلبة، ويكون الآباء على حق بالاطلاع عليها، كأنه دفتر التواصل الذي كان يعتمد عليه في التعليم العمومي والخاص عبر زمن”، مشيرا لأن على المغرب أن يمضي بجدية في تكريس ثقافة التعليم الرقمي، ويعمل على حل عدد من المشاكل في التواصل.

وشدد البيتي، على أهمية دور الآباء في القيام بواجبهم تجاه أبنائهم، واستيعاب فكرة أن “مهمة الأستاذ هي أن يشرح الدروس، وأن يضعها عبر الموقع الإلكتروني، وأن يضع الواجبات، والملاحظات، والمهمة التالية تقع على عاتق الآباء بمراقبة أبنائهم، ولمن لا يتوفر على الإنترنت في المغرب، فيجب متابعة الدراسة عبر القنوات التلفزيونية الخاصة، عبر قناة الرابعة، وأن يشرح الآباء بجدية لأبنائهم، أننا الآن لسنا في عطلة، ويجب ترتيب الوقت اليومي للتلاميذ، للدراسة عن بعد، وليس فقط مراجعة الدروس، عبر برنامج يومي قار”.

تجربة طالبة من كلميم

من جهتها قالت عائشة الشفيعي طالبة بالمعهد الملكي لتكوين أطر الشبيبة والرياضة شعبة تربية الطفولة الصغرى، “إنني حاليا في مدينة كلميم أتابع دراستي من المنزل، وشخصيا لا أجد أي تأثير في أن أتابع دراستي عن بعد، وأن أحصل المعرفة، لاعتبار أنني كطالبة باحثة لا أعتمد فقط على المعرفة التي يقدمها لي الأستاذ، ولا فقط على المعلومات التي أجنيها من المحاضرات، بقدر ما أبحث عن أماكن مختلفة لقراءة الكتب ومشاهدة الأفلام الوثائقية، وتصفح المجلات والجرائد الإلكترونية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • عبد الله
    منذ 4 سنوات

    شكرا صاحب الموقع كما التمس منك تبليغ رسالتي هاته الى ملك المغرب أطلب من الله أن يوفقك لما فيه الخير للعباد اننا نمر من مرحلة صعبة وخطيرة وان فتح المدارس فيها مغامرة خطيرة وبصفتي اب لقد وضعتني الوزارة في موقف حارج بحيت اخترت لابنائي عدم الدهاب للمدرسة وأحسست منهم بالغضب والقلق وكما قال الشاعر هما أمران احلاهما مر ادا فرضت عليهم بالجلوس سينظرون لي بالظلم في حقهم وادا سامحتوا لهم بالدهاب الى المدرسة فاني ارسلهم لمجهول قال الله عزوجل قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ولهدا سيدي اعزك الله لنصرة الحق التمس التدخل وجعل هده السنة سنة بيضاء أحسن من أن تكون سنة سوداء اللهم اني بلغت اللهم فاشهد