مجتمع

بعد شفائه من كورونا.. طبيب بأزيلال يحكي تفاصيل معركته مع المرض

سجّلت مديرية الصحّة بإقليم أزيلال، أمس الأحد، أوّل حالة شفاءٍ لمصاب بفيروس كورونا المستجدّ، ويتعلّق الأمر بالدكتور ياسين اختصاصي في جراحة الأطفال بالمستشفى الإقليمي بأزيلال الذي اكتشفت إصابته بالفيروس يوم الأربعاء فاتح أبريل الجاري بعد عودته من مدينة الدارالبيضاء.

وعن تجربته مع الفيروس قال الدكتور البالغ من العمر 35 سنة والمنحدر من مدينة أبي الجعد بإقليم خريبكة في حديث لجريدة “العمق”، “كنت في منزلي بأزيلال عندما شعرت بأني لست على ما يرام وأن هناك ارتفاع في درجة حرارة جسمي، وكنت شاكا في إصابتي بهذا المرض، فعملت على عزل نفسي وعدم الاختلاط بأشخاص آخرين، وكان ذلك يوم الأربعاء 25 مارس المنصرم، حتى أني اعتذرت عن إجراء عملية جراحية كانت مبرمجة يوم الجمعة، أجراها بعد ذلك طبيب آخر في نفس تخصصي”.

وأضاف الاختصاصي في جراحة الأطفال ضمن حديثه مع “العمق” أنه انتقل إلى المستشفى الإقليمي بأزيلال يوم الإثنين 29 مارس 2020 حيث أجرى التحاليل المخبرية التي ظهرت نتائجها يوم الأربعاء فاتح أبريل واكتشف أنه مصاب بفيروس كورونا المستجد، ليتم نقله بعد ذلك إلى مستشفى القرب بدمنات حيث سيتابع حصصه العلاجية.

وقال إن أول ما تبادر إلى ذهنه بعد تأكد إصابته هم مخالطوه، وعلى رأسهم “الوالدين” والأصدقاء الذين لا يريد أن يكون سببا في إصابة أحدهم بهذا الفيروس، وأشار إلى أنه إلى حدود الجمعة 3 أبريل لم يكن يفكر في حالته الصحية وأن كل ما كان يشغل باله هو نتائج المخالطين الذين أخبر السلطات الصحية بأسمائهم.

وتابع المتحدث حديثه قائلا: “ويوم السبت ظهرت نتائج المخالطين وكانت ولله الحمد سلبية، لتبدأ رحلة معاناتي مع المرض”، وزاد أن “أصعب يوم” بالنسبة إليه هو هذا اليوم الذي بدأ فيه بالتفكير في حالته الصحية وفي المكان الذي وضع فيه وحيدا معزولا “بين أربعة جدران”، مشيرا إلى أنه لم يستطع النوم تلك الليلة.

“وبعد ذلك، لعنت الشيطان وملأت قلبي بالله، وقررت الشروع في برنامج يومي ينسيني معاناة المرض، فقد كنت أقرا من 4 إلى 8 أحزاب من القرآن الكريم بشكل يومي، وكنت أقوم بتنظيف غرفتي لأقلل من تواجد الفيروس بها، كما كنت أجري مكالمات هاتفية مع العائلة ومع الأصدقاء، فأصبحت بذلك متعايشا مع المرض واختفى الهاجس النفسي الذي كان مصدر معاناتي في الأيام الماضية” يضيف المتحدث.

وأردف الطبيب أنه بعد أيام من تناوله الدواء الخاص بمصابي “كوفيد19″ أصيب بمضاعفات على مستوى العينين ولم يعد بإمكانه قراءة الرسائل النصية التي تصله ولا قراءة الكتب ولا يستطيع النظر إلى الأشعة خاصة في فترة ما بعد الزوال والليل، وكان يضطر إلى إطفاء المصابيح للتخفيف من آلام العينين.

وأوضح أن مضاعفات الدواء عجلت بنقله إلى مستشفى ابن رشد بالدارالبيضاء بعد قضائه 9 أيام بمستشفى القرب بدمنات، حيث تم تغيير الدواء الذي كان يستعمله بدواء آخر اختفت معه آلام العينين ليعود إلى حالته الطبيعية، وأضاف أنه خلال هذه المرحلة أجرى تحليلتين للتأكد من خلوه من الفيروس إلا انها كانت إيجابية”.

وبحسب المتحدث فقد تم إجراء تحاليل مخبرية جديدة أول أمس السبت جاءت نتيجتها سلبية، تأكدت بعد تحاليل أخرى أجريت له أمس الأحد، مؤكدا ان تجربته مع كوفيد19 كانت صعبة للغاية.

ووجه الطبيب عبر جريدة “العمق” شكره الجزيل لكل مهنيي الصحة سواء في مستشفى القرب بدمنات او في مستشفى ابن رشد بالدارالبيضاء، داعيا المواطنين للالتزام بقرارات السلطات العمومية لوضع حد لهذا الوباء وعودة الحياة إلى طبيعتها في أسرع وقت ممكن”، وأضاف أن الدولة ستتضرر إذا لم نحترم هذه القرارات، وليس في مصلحتنا جميعا أن تطول مدة الحجر الصحي.

ودعا الدكتور ياسين مرضى “كوفيد 19” إلى أن يملؤوا “قلوبهم بالله وقراءة القرآن الكريم ويتواصلوا مع أسرهم ويملؤوا أوقات فراغهم بأشياء إيجابية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • Dmnatireda @gmail.com
    منذ 4 سنوات

    Salam

  • دمناتية
    منذ 4 سنوات

    الحمد لله على سلامة الدكتور و نتمنى الشفاء العاجل لكل المصابين ب كوفيد 19.. كما لا يفوتنا ان ننوه بالمجهودات المبذولة سواء من طرف الاطر الصحية او رجال السلطة و كل من يسهر على امن هذا البلد... رفع عنا هذا البلاء باذن الله في اقرب وقت