سياسة، مجتمع

لدواع إنسانية.. مطالب بإجلاء مئات المغاربة العالقين بسبتة ومليلية تزامنا مع رمضان

تصاعدت خلال الأيام الجارية، مناشدات السياسيين والحقوقيين إلى السلطات المغربية من أجل التدخل لإجلاء مئات المغاربة العالقين بمدينتي سبتة ومليلية، وذلك على بعد يوم أو يومين فقط من حلول شهر رمضان المبارك، مشيرين إلى أنه بالإمكان اتخاذ تداببير وإجراءات صحية صارمة من أجل عدم تفشي فيروس “كورونا” في حال فتح الحدود استثنائيا في وجه العالقين.

ويتراوح عدد المغاربة العالقين بكل من سبتة ومليلية زهاء 600 شخص ظلوا عالقين منذ أزيد من 40 يوما على إغلاق المغرب حدوده البرية ضمن الإجراءات الاحترازية للتصدي لفيروس “كورونا”، بينهم مغاربة كانوا في سياحة بدول أوروبية وآخرون يعملون كمياومين بسبتة ومليلية ويقطنون داخل التراب المغربي، إلى جانب أزيد من مائة قاصر مغربي من المرشحين للهجرة السرية.

عدم إيجاد حل للمغاربة العالقين دفع بعضهم في البداية إلى الإقامة في فنادق بالمدينتين، إلا أن قرار الحكومة المحلية بكل مدينة بإغلاق الفنادق جعلهم عرضة للتشريد، حيث استطاع عدد منهم إيجاد منازل للكراء وأخرى بدون تجهيزات تقاسمها معهم سكان مغاربة بالمدينتين، فيما قامت السلطات الإسبانية بإيواء الباقي في قاعات مغطاة وخيام كبيرة، إلا أنها تفتقد للشروط الصحية اللازمة، حسب العالقين.

مناشدات متكررة

رئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان، محمد بن عيسى، قال في تصريح لجريدة “العمق”، إن الدولة المغربية مطالبة باتخاذ خطوات من أجل إعادة المغاربة العالقين بدول العالم إلى وطنهم، واتخاذ الإجراءات الصحية المعمول بها في هذا الاطار، ومنها العزل الصحي لهم في مؤسسات محددة، مشيرا إلى أن الخطوة الأولى في هذا الإطار يجب أن تنطلق من المغاربة العالقين بسبتة ومليلة، نظرت لأن عددهم قليل ولا يتطلب الأمر أي لوجستيك باستثناء فتح الحدود الوهمية.

وأضاف بن عيسى أنه يمكن توزيع العالقين بالمدينتين المحتلتين على بعض المنشآت الاجتماعية في إطار العزل الصحي، قائلا: “ننتظر أن تقوم الحكومة بوضع استراتيجية تجمع بين إعادة جميع المغاربة العالقين من جهة، وضمان عدم انتشار فيروس كورونا من جهة ثانية، خصوصا أنه توجد وحدات ومركبات سياحية كثيرة وضعها أصحابها رهن إشارة الدولة يمكن استغلالها في هذا الظرف الاستثنائي”، وفق تعبيره.

بدوره، ناشد حزب الاستقلال بالفنيدق، السلطات المحلية بعمالة المضيق الفنيدق إلى الالتفات للعالقين من العمال والمياومين المتواجدين بسبتة المحتلة “نظرا لقلة عددهم وللحالة الإنسانية التي يعيشونها من انقطاع صلتهم بالأهل وافتقارهم لمقومات العيش الكريم”، متلمسا في بلاغ له، توصلت به جريدة “العمق”، التدخل لفتح المعبر في وجه العالقين والسماح لهم بالالتحاق بأهاليهم وذويهم بعد خضوعهم للإجراءات الصحية الاحترازية الضرورية.

ومنذ الجمعة الماضية، يخوض المحامي المغربي منصف السعيد من هيئة الرباط، أحد العالقين بسبتة، إضرابا مفتوحا عن الطعام بسبب ما اعتبره “استنفادا لجميع الوسائل الممكنة من أجل لفت انتباه السلطات المغربية إلى معاناة العالقين بسبتة ومليلية”، حيث أوضح في اتصال سابق لجريدة “العمق”، أن إقدامه على هذه الخطوة يأتي في ظل ”الإهمال والتجاهل والصمت المطبق من قبل السلطات المغربية، مردفا بالقول: “قررت خوض الإضراب إلى أن تطأ قدماي أو جثتي تراب مدينتي”.

وكان رئيس فريق حزب الاتحاد الاشتراكي بمجلس النواب إمام شقران، قد طالب خلال اجتماع سابق للجنة الخارجية، باتخاذ إجراءات استثنائية لترحيل المغاربة العالقين في سبتة ومليلية باعتبارهم يعيشون في وضعية خاصة، مقترحا إجلاء 50 شخصا في اليوم كمعدل، مضيفا: “أتواصل معهم شخصيا بشكل يومي، ووضعيتهم كارثية وصعبة، نطلب مهم أن يصبروا وأن الدولة تشتغل من أجلهم، لكن يجب أن نعطيهم الأمل”، حسب قوله.

مطالب بن عيسى وشقران وحزب الاستقلال، تنضاف إلى أصوات 6 هيئات حقوقية كانت قد وجهت نداء إلى السلطات المغربية من أجل إعادة المغاربة العالقين بسبتة ومليلية، داعية إلى التدخل لـ”تدارك الوضع المأساوي الذي يعاني منه المئات من المواطنين والمواطنات العالقين والترخيص لهم بالعودة إلى الوطن ،وذلك قياسا بالترخيص الممنوح للمواطنين الإسبان من أجل العودة للديار الإسبانية”.

ويتعلق الأمر بكل الهيئة الأورومتوسطية للحقوق، والجمعية المغربية لحقوق الإنسان، والمنظمة المغربية لحقوق الإنسان، والفضاء الجمعوي، وجمعية عدالة من أجل الحق في محاكمة عادلة، والجمعية الديمقراطية لنساء المغرب، حيث اعتبروا في بلاغ مشترك لهم، أن مثل هذا الترخيص لن يتطلب عناءً لوجستيا كبيرا، وسيسمح بلم شمل مواطنين العديد، منهم من هو العائل الوحيد لأسرته وأطفاله.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *