وجهة نظر

الاشاعة بين وهم الحقيقة وميزان العقل

الاشاعة هي ذاك الفكر المشوه الذي يجعل من الخيال حقيقة بين الناس، ويبث الرعب او قد يقلب موازين حقيقة ليجعل منها خيالا.لكن في كل الحالات فالاشاعة لا يمكنها ان تجد مسلكا او طريقا للعقول الراقية التي تعرف كيف تزن الامور و تعرف الافعال قبل الاقوال و لا تنصت لاحكام القيمة المطلقة.

الاشاعة لا تبالي بمشاعر او قيمة البشر ، و لا تعرف ابا او اما او زوجة ، لا يهمها اعراض الناس او موقف شعب او حال وطن ،و هي سم يسري بغير مستقر ، له مصدر و غاية و صدى ليس له نهاية .

هي ظاهرة اجتماعية ليست بالجديدة علينا و قديمة جدا ، عمرها من عمر التواصل الاجتماعي حتى في أقدم أشكاله، ويستمر انتشارها وتأثيرها في عصر التقنية الحديثة غير مهمتمة بما أنجزه البشر من علم وثقافة وتقدّم. ومن بيئاتها اليومية المثلى، الأوقات التي نقضيها مع الأصدقاء والمعارف في استقصاء أخبار المجتمع والناس والأحداث.

كانت الإشاعة، ولا زالت، بحاجة إلى مكان عام يمكّن الناس من إطلاقها والترويج لها . وبعدما كانت ميادين المدن والأسواق والمقاهي أبرز هذه الفضاءات، وبعدما كانت الإشاعة تنتقل ببطء نسبي لارتباطها بسرعة وسائل التواصل المتوفرة، باتت اليوم تنتقل من أقصى العالم إلى أقصاه الآخر في دقائق، بعدما حوَّلت التقنية العالم بأسره إلى مقهى واحد

و لا يمكن وصفها سوى انها قاذورات فكرية لا ينجذب نحوها إلا الذباب، و لكم يدهشنا حينما يتم الترويج لها فتنتشر كنار في الهشيم و يتم تصديقها و كانها جزء من حياتنا اليومية و هذا لا يكون الا في مجتمع تافه يعجزعلى ان يرى الحقيقة، فتراه يبحث و يتمحص حياة و اوطان الاخر اكثر من ان يبحث عن حقيقة نفسه اولا . بل و يلقي الاحكام و ما جادة به قريحته الممسوخة من اجل متعته الشخصية او من اجل ان يملا فراغه ، او من اجل حرب يخوضها أصحاب المصالح والأجندات الخاصة لضرب وحدة الامه والمجتمع والمساس بالآخرين وفق أهداف وغايات مبرمجة،

فللاشاعة انواع و اوجه عديدة تتمثل في :

إشاعة الخوف : وهي تستهدف أثارة القلق والخوف والرعب في نفوس أفراد المجتمع وتعتمد هذه الشائعة في نشرها على خاصية موجودة لدى الناس جميعا وهي أن الناس قلقون وخائفون وفي حالة الخوف والقلق فيكون حينها الإنسان مستعدا لتوهم أمور كثيرة ليس لها اي أساس من الصحة وتنتشر هذه الشائعات بين الناس أكثر في الحروب وأثناء الأزمات الاقتصادية والسياسية.

إشاعة الأمل: وهي نوع من الشائعات تعبر عن اماني واحلام مروجيها والتي يتمنون ان تكون حقيقة واقعه وهي تنشر في حالات الأزمات والكوارث والحروب بشكل كبير. وتنتشر هذه الشائعات بسرعة لأنها تشعر الناس بشيء من الرضا والسرور ولأنها تشبع فيهم الرغبة.

إشاعة اندفاعية: وهي التي تنتشر مثل انتشار اللهب ولذلك تجتاح المجتمع في وقت قصير وتستند إلى انفعالات قوية من الغضب أو الفرح.

إشاعة حابية: وهي تنمو ببطء ويتسع انتشارها في جو من السرية ومنها على سبيل المثال الشائعات العدائية أو التي تكون حول الشخصيات المهمة أو الرسمية.

إشاعة غاطسة: حيث أنها تنتشر فترة ثم تختفي أو تنسى ثم تعود للظهور مره أخرى حينما تسمح الظروف..

فلا تحكم على شخصية شخص ما او وطن او وضع معين على أساس كلمات شخص آخرو بدلآ من ذلك قم بدراسة الدوافع وراء كلمات الشخص الذي يصدر الحكم السيئ ، فالاتزان في الانصات و فهم الامور و تحليل المعطيات و ادراك الغرض من القول هي خطوات القضاء على الاشاعة .و اندثارها .فالإشاعة سموم يؤلفها (الحاقد) وينشرها (الأحمق) ويصدقها (الغبي).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *