أخبار الساعة، مجتمع

وقف الممتلكات لقطاع الصحة.. كتاب يتناول تاريخ تبرع المغاربة لرعاية الصحة

يتناول كتاب “أوقاف المغاربة على الرعاية الصحية”، لصاحبه محمد مرزوك، نوعا مهما -لراهنيته بعد ظهور جائحة كرورنا- من أنواع الوقف، باعتبار هذا الأخير “نظاما إسلاميا فريدا وابتكارا ناجعا لحل الكثير من المشكلات الاجتماعية والاقتصادية، فهو بحق من مفاخر الحضارة الإسلامية”.

وقال صاحب الكتاب، إن تاريخ المغرب عرف اهتماما كبيرا بالوقف على الرعاية الصحية، فكان مصدر تمويل لكل المجالات الصحية من خدمات للمرضى وتعليم صحي وبحث علمي في مجال الصحة، وكانت عائداته في بعض الأحيان تكفي لسد احتياجات الصحة وتفوقها فتصرف بعد ذلك على جهات خيرية أخرى مما يبرز عظمتها وكثرتها.

وأفاد مرزوك، أن تاريخ المغاربة “يشهد بسخائهم في الوقف على الرعاية الصحية”، مشيرا إلى أن جائحة كورونا “بينت سخاء المغاربة وإنفاقهم الكبير على الصندوق المخصص لهذه الجائحة عبر هبات وأعطيات وهذا يشعر بالسرور والفخر”.

وأضاف محمد مرزوك، في ورقة تعريفية بكتابه، أن كتب التاريخ سجلت تحبيس المغاربة ممتلكاتهم على رعاية المرضى قبل تأسيس المستشفيات، وبعد بناء أول مستشفى (الذي كان يسمى المارستان) بمراكش سنة 585 هـ في عهد الدولة الموحدية.

وزاد المتحدث أن “سلوك المغاربة نحو الوقف على المستشفيات عرف ازدهارا كبيرا في عهد الدولة المرينية حيث تم خلالها بناء الكثير من مستشفيات المغرب خصوصا في عهد السلطان أبي عنان المريني. واستمر هذا السلوك الراقي للمغاربة في عهد الدولتين السعدية والعلوية إلى ما قبل المرحلة الاستعمارية، وقد كان الوقف على المستشفيات في كل المراحل السابقة مقترنا بالوقف على المساجد، بل كان في بعض الأحيان يؤخذ من أحباس المسجد للإنفاق على المستشفى”.

واسترسل القول،  “لكن المغرب منذ دخول الاستعمار عرف انتكاسة في الوقف عموما وعلى الرعاية الصحية خصوصا، بفعل استيلاء الاستعمار على الأوقاف عموما وأوقاف المستشفيات خصوصا، مما أدى إلى تدهورها وتحول بعضها إلى قيسارية كما وقع لمستشفى سيدي فرج بفاس سنة 1944”.

وأشار صاحب الكتاب إلى أن الوقف بمعناه المبسط هو أن يهب الإنسان جزءا من ممتلكاته كالدور والعمارات والمحلات التجارية والأراضي الزراعية  وغيرها لجهة خيرية ثم يقطع تصرفه عن الشيء الموقوف فتصير بذلك ملكا لتلك الجهة ولا يحق لمالكها الأصلي ولا لتلك الجهة بيعها ولا توريثها ولا رهنها ولا التصرف فيها بأي نوع من أنواع التصرف”.

كما يبرز هذا الكتاب، وفق كلام صاحبه، الأسباب الموضوعية والذاتية لتدهور الوقف على الرعاية الصحية ونقصانه أو اندثاره في عصرنا الحاضر رغم خروج الاستعمار، وكيف أن هذا التراجع أثر على قطاع الصحة بالمغرب وتم حرمان فقراء المغرب من مصدر قوي لتمويل خدمات الرعاية الصحية باعتراف المؤسسات الرسمية للبلد.

ثم يقدم الكتاب، وفق ذات المتحدث مشاريع واضحة وخططا لإعادة إحياء هذا النوع من الوقف حتى يقوم بأدواره كما كان في السابق، ويقدم أفكارا مدروسة لتطوير هذا الوقف الصحي وترشيده ليساعد في تنمية مجالات صحية حيوية، ويسهم في النهوض بمجال الرعاية الصحية بالمغرب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *