رمضانيات، مجتمع

أبواب مدينة: “باب فاس” بسلا بناية تاريخية تعكس العهد المرابطي (فيديو)

لا تخلو مدينة عتيقة من مدن المغرب، من باب أثري أو أكثر يخلد تاريخها العريق، ويشهد على أصالة معمارها وهندسته، كما يروي من خلالها الأحداث التي ارتبطت بها، لتصبح في تاريخنا الحالي محط جذب للزوار من كل حذب وصوب.

ومن بين الأبواب الشاهدة على ذلك، “باب فاس” بمدينة سلا، أو كما باث يُعرف اليوم بـ”باب الخميس” الذي يعد من أقدم أبواب المدينة، ويوجد في السور الشرقي الذي يعود إلى العهد المرابطي.

ويقع الإجماع على أن الباب يحتفظ بسماته الأصلية حيث يُذكّر بالأسلوب المرابطي، وتبرز تسمية وجوده، في الاتجاه المؤدى إلى مدينة فاس، كما تؤشر على أهمية العلاقات الاقتصادية بين هاتين المدينتين فضلا عن الروابط الثقافية، إذ لم يكن الطلبة السلاويون يجدون مشقة أو عناء في شد الرحال إلى فاس للأخذ عن مشايخها، بل إن الرحلة إلى فاس كادت تصبح على مر الأيام تقليدا بين هؤلاء الطلبة، أما اليوم فيعرف هذا الباب بباب “الخميس”.

 

وحسب موسوعة “معلمة المغرب” في جزئها الثاني، فتسمية الباب، ترجع على الأقل إلى القرن الـ19، وترتبط بالسوق الأسبوعي الذي كان ينعقد في ساحته، قبل إحداث مكان له في الطريق المؤدية إلى مكناس حيث توجد اليوم المحطة الطرقية للمسافرين، ولما آل الأمر إلى المرينيين، أسس بوعنان المريني سنة 1656 خارج باب فاس زاوية النساك الشهيرة التي آوت شخصيات بارزة في ميدان العلم والتصوف، ومن ثم مثل هذا الباب يعد ممرا رئيسيا للتوجه إلى هذه الزاوية للأخذ عن علمائها أو للانقطاع إلى الله والركون إليه.

إلى جانب ذلك كان الباب يربط بين وسط المدينة وبواديها، حيث شكل لسكان السهول وحصين نقطة عبور رئيسية لقضاء مآربهم بسلا.

كما كان المزارعون السلاويون يتوجهون انطلقا منه إلى هاتين المنطقتين أو إلى الضواحي المؤدية إليهما لمباشرة أراضيهم الزراعية في حين كانت فئة أخرى تعبره لاستغلال أحواض الملح الموجودة بكثرة بالولجة.

واشتهرت ساحة باب فاس أو “باب الخميس” بالمجالس الترفيهية المعروفة بـ”الحلاقي”، وهي إشارة إلى قلة أو انعدام وسائل الترفيه داخل البيوت خاصة وخارجها خاصة في فترة الحماية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *