رمضانيات، مجتمع

أبواب مدينة.. “باب النوادر” و”باب المقابر” من أبرز أبواب تطوان السبعة (فيديو)

لا تخلو مدينة عتيقة من مدن المغرب، من باب أثري أو أكثر يخلد تاريخها العريق، ويشهد على أصالة معمارها وهندسته، كما يروي من خلالها الأحداث التي ارتبطت بها، لتصبح في تاريخنا الحالي محط جذب للزوار من كل حذب وصوب.

ومن بين هذه الأبواب، “باب المقابر” و”باب النوادر” بتطوان الأخير التي سميت نسبة للبيادر، أي الأمكنة التي تجمع فيها الحبوب وتدرس، ولعل الفلاحين الساكنين قرب هذا الباب كانوا يجعلون “نوادرهم” خارجه فسمي بذلك.

يقع  الباب، غرب الحصن المحيط بالمدينة العتيقة، وكان يطلق عليه الإسبان اسم باب فاس أو “puerta de fez”، كما تشير الكتب التاريخية، إلى أنه سمي بذلك لكون خارج هذا الباب تقام عملية الحصاد حيث يوضع ما يحصد من الزرع على شكل نوادر لدرس القمح.

تعود نشأة الباب، إلى الربع الأول من القرن الـ17 ميلادي، ويضم برجا مدفعيا للحراسة، وهو باب “حومة العيون” ويقع غربي المدينة متصلا بجبل دْرسة، وهو من أكثر الأبواب استعمالا أيضا، إذ منه يخرج للغراسي ولِفدادين الخُضر الواقعة بحومة “المرّة” وحومة “سيدي طلحة” وما إلى ذلك، وهو الآن الفاصل بين المدينة القديمة والحومة الكبيرة التي بنيت خارجه حديثا، وتعرف بحومة “سيدي طلحة”.

أما الباب الثاني الذي اخترنا الحديث عنه، فهو باب “المقابر”، الذي بني منتصف القرن الـ16م، ويعد من ضمن الأبواب السبعة لتطوان، إذ يقع في شمال المدينة العتيقة ويسمى أيضا بباب “سيدى المنظرى” لوقوعه قرب مدفن القائد الغرناطي.

ولقد أطلق عليه المستعمر الاسباني اسم “باب النصر” أو “puerta de la Victoria” لأنه دخل منها مستعمرا المدينة في حرب تطوان سنة 1860 .

ويعود سبب تسميته بـ”باب المقابر”، لكونه متصل بالمقابر الإسلامية، فالطريق الخارج من هذا الباب تحيط به المقابر المذكورة من جهتي اليمين واليسار إلى مسافة غير قصيرة حتى ينتهي إلى مقابر اليهود.

ويعد أكثر الأبواب استعمالا، إذ منه يخرج الموتى للصلاة عليهم خارجه، ومنه أيضا يخرج الزائرون والزائرات للقبر من المسلمين واليهود، ومنه يخرج أهل حومتي “الطرنكات والعيون”، إلى بساتين “الطويلع والطوابل وبوجراح وبوسافو”، ومنه يدخل ويخرج المتسوقون من جل مداشر قبيلة الحوز.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *