منطقة بحرية تهدد حياة صياديي الطحالب بالجديدة.. ومطالب بوضع إشارات إنذار عاجلة

دق عدد من مهنيي الصيد التقليدي ناقوس الخطر إزاء ما وصفوه بـ”منطقة الموت” في عرض البحر قبالة شاطئ مدينة الجديدة، بسبب غياب الإشارات والعلامات البحرية التي من شأنها تنبيه مراكب جني الطحالب إلى وجود مخاطر ملاحية تهدد أرواح البحارة وتعرض قواربهم لأضرار وخسائر مادية جسيمة.
وتعرف سواحل الجديدة، خلال موسم جني الطحالب، نشاطا بحريا مكثفا، حيث تنطلق عشرات القوارب يوميا في رحلات لجمع الطحالب الحمراء، التي تشكل مصدر رزق لآلاف العائلات، وهو ما يضاعف من أهمية تأمين المسالك البحرية وتوفير شروط السلامة في مواقع العمل.
من جهتهم، يطالب المهنيون السلطات الإقليمية والوكالة الوطنية للموانئ والدرك البحري بالتدخل العاجل لوضع علامات بحرية تنبيهية في النقاط الخطرة، والعمل على تفعيل توصيات اللقاءات السابقة التي تم فيها التنبيه إلى هذا المشكل دون أي تفاعل ملموس.
ويخشى عدد من الفاعلين في القطاع أن يؤدي الإهمال المستمر لهذا الملف إلى تكرار حوادث مأساوية، قد تضع الدولة أمام مساءلات قانونية وأخلاقية في حال وقوع ضحايا، خصوصا أن الخطر معروف ومحدد، والحلول متوفرة لكنها لم تجد بعد الإرادة الكافية للتنفيذ.
وحذر فصيل بهدية، الكاتب الإقليمي لنقابة الصيد التقليدي بمدينة الجديدة، من خطورة منطقة بحرية بشاطئ المدينة، قال إنها تشكل تهديدا حقيقيا لحياة وسلامة ركاب قوارب جني الطحالب، بسبب غياب تام لأي إشارات أو علامات تحذيرية تنبه البحارة والمهنيين إلى وجودها.
وأوضح بهدية، في تصريح لجريدة “العمق المغربي”، أن هذه النقطة البحرية الخطيرة، التي تقع بمحاذاة الشريط الساحلي للجديدة، تحولت إلى مصيدة قاتلة للعديد من القوارب، خاصة تلك القادمة من خارج المدينة.
وأضاف: “سبق وأن دققنا ناقوس الخطر في مناسبات عديدة، ونبّهنا السلطات المحلية والمصالح البحرية إلى وجود هذا الخطر المحدق، لكن دون جدوى”، مشيرا إلى أنه “لم نلمس أي تجاوب أو تدخل عملي يضمن سلامة العاملين في هذا القطاع”.
وأشار المتحدث إلى حادث مأساوي وقع قبل حوالي أربع سنوات، حين اصطدم أحد القوارب بهذه المنطقة الصخرية غير المعلمة، ما أدى إلى وفاة أزيد من سبعة أشخاص كانوا على متنه، مؤكدا أن هذا الحادث الأليم لم يكن كافيا لتحريك المسؤولين أو دفعهم إلى اتخاذ إجراءات وقائية لحماية أرواح المهنيين.
وأبرز بهدية أن “أبناء المدينة يعرفون جيدا طبيعة الشاطئ ومخاطره، ويتفادون المرور عبر هذه النقطة البحرية، لكن المشكل يكمن في القادمين من مناطق أخرى كالجرف الأصفر، الحوزية أو الواليدية، الذين لا يتوفرون على دراية كافية بجغرافية المنطقة، ما يؤدي إلى تكرار الحوادث بشكل يهدد حياتهم ومصدر رزقهم”.
وفي هذا السياق، طالب الفاعل النقابي وزارة الصيد البحري بالتدخل العاجل والفوري، ليس فقط من أجل وضع إشارات تحذيرية أو علامات ملاحية واضحة، بل أيضا لتعويض الأسر المتضررة من الحوادث السابقة، والبحث عن حلول مستدامة لأوضاع عدد من المهنيين الذين يشتغلون في ظروف محفوفة بالمخاطر، ويعانون في صمت وسط تجاهل رسمي لاحتياجاتهم.
وختم بهدية تصريحه بالقول إن “حماية أرواح البحارة ينبغي أن تكون أولوية قصوى للسلطات، وأن تتوفر الإرادة السياسية الحقيقية لتأمين محيط الشغل وضمان كرامة وسلامة المهنيين، عوض تركهم يواجهون الموت وحدهم وسط بحرٍ لا يرحم”.
اترك تعليقاً