أدب وفنون، رمضانيات

كتاب “نظام التفاهة”: هكذا يتحول باحثون أكاديميون إلى “رعايا” في خدمة التفاهة (11)

في عمق الأزمة الإنسانية التي نكابدها، تشتد الحاجة إلى أنيس يسافر بنا بعيدا، لمعرفة كيف يمضي العالم اليوم، وكيف تمتزج السياسة بالاقتصاد والإعلام، لتولد مضامين، تعمل على تشكيل وتسيير كافة جوانب عيشنا المجتمعي. لهذا اختارت جريدة “العمق” القراءة في كتاب “نظام التفاهة”، عبر حلقات يومية طيلة الشهر الفضيل، تلخص المضمون، وتحافظ على عمق المعنى

قراءة ممتعة…

الحلقة إحدى عشر: 

قال آلان دونو مؤلف كتاب “نظام التفاهة”، وأستاذ الفلسفة والعلوم السياسية بجامعة كيبيك في كندا، وأكاديمي ناشط، إن “الباحثين الذين يختارون البقاء في الحدود العملية، إنما يحكمون على أنفسهم بالصغر، إذ إنهم يرون الصناعات الكبرى، الجيش، بيروقراطية الدولة، ومؤسسات التمويل العالمية كقوى عظمى، هم مجرد رعايا لها”، مشبها إياها بـ”حشد من الأفراد عديمي الحيلة، يرفض كثير منهم أوضاعهم رفضا عميقا”.

وأشار آلان، بأنه “حين لا يرى المواطنون والمفكرون والعلماء في أنفسهم سوى تروس في آلة كبرى، فإن هذه الآلة تأخذ بُعدا بطوليا، فيما تجمع في ذاتها جميع قوى العمل المتاحة لها، لأن “السلطة الفيزيائية والصناعية العظيمة” تعرف كيف تُخضع الأكاديميين لسلطانها، حتى يصيروا موظفين عندها، فيعملون لزيادة أرباحها”.

فوضى شاملة

وأشار آلان، في السياق نفسه، إلى طرح “ماكلوهان” بأنه من خلال مشاركة المؤسسات التعليمية في التعليم التكنولوجي والمتخصص، المدفوع باقتصاد الحرب أولا، ثم بالنظام الاقتصادي الذي برمج تقادم السلع الاستهلاكية لضمان تجددها المستمر، وجدت الحياة الثقافية نفسها في حال من الفوضى الشاملة، ويزيد، بأن “الشيء الوحيد الذي اهتم به الباحثون هو حجم تمويل أبحاثهم، معاملهم، ومؤسساتهم، إذ تحولت حياتهم المهنية، التي لم تعد مهنة، محدودة إلى درجة كبيرة”.

كتاب “نظام التفاهة”: قواعد الفكر التافه لـ”لعبة” الشطرنج الاجتماعي (7)

آلان، قال وفقا لمصدر حكومي فرنسي، إن معدل البطالة في أوساط حملة شهادة الدكتوراه هو أعلى منه في أوساط حملة شهادة الماجستير، ومن بين حملة شهادة الدكتوراه الذين يجدون عملا فإن 32 في المائة يعملون في وظائف لا تتطلب مهاراتهم البحثية، معربا بكون “التركيز اليوم، بشأن الحصول على المنح ونشر الأعمال الرفيعة يقود كلا من مُدراء الجامعات وأعضاء هيئة التدريس إلى التقليص من قيمة التدريس وإيكال مثل هذا العمل إلى موظفين متواضعي الأجر”.

واقتبس آلان، في تعريفه للبطالة ما قاله محمد عبد الله البكر، بأن “البطالة ترتبط بالدولة الاقتصادية للدولة، حيث تزداد نسبها في حال حدوث أمات اقتصادية مؤقتة، سواء كانت ناتجة عن عوامل داخل مثل الركود الاقتصادي، أو إجراءات التوظيف، أو عدم التوافق بين مخرجات التعليم وسوق العمل، أو بعوامل خارجية كتأثير منظومة الاقتصاد الدولي، فإذا ما نشطت الدورة الاقتصادية، انعكس ذلك على الاقتصاد المحلي، فتتوفر فرص العمل وتنخفض نسبة العاطلين في المجتمع.

يُتبع..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *