مجتمع

“مي فاطمة”.. سيدة وجدت سعادتها في إعداد 400 وجبة إفطار للمحتاجين بأكادير (فيديو)

تفتخر “مي فاطمة” أو الحاجة، كما يحلو لأبناء حي السلام، وأعضاء جمعية “سند الأجيال” بأكادير أن ينادوها، بكونها تعشق التطوع، والعمل الخيري، والذي تبدأه بعد السحور مباشرة، بعد ثلاث ساعات من النوم، وينتهي بإعداد حوالي 400 وجبة جاهزة للإفطار، توزع على الطلبة والأفارقة والمحتاجين بالمدينة.

وقالت “مي فاطمة” في تصريح لـ”العمق”: “أبدأ عملي التطوعي، بعد تناول السحور مباشرة، وأعمل على إعداد عجينة “البطبوط والمسمن والبغرير”، وأبدأ في طهيها حوالي التاسعة صباحا، وبحلول منتصف اليوم، أبدا إجراءات “الحريرة”.

وتضيف مي فاطمة: “أعد 3 طنجرات من الحجم الكبير من الحريرة الحمراء، بكل مقوماتها من قزبر وبقدونس وتوابل ولحم وقطاني، كما أعد طنجرة صغيرة للحريرة البيضاء، وهي مكونة من مادتي السميد والحليب”.

وعن حالتها الصحية والإرهاق، تقول مي فاطمة: “لا أحس بتاتا بالعياء والتعب وأنا أعد الفطور للمحتاجين، بل بالعكس فقد خضعت قبل شهر لعملية جراحية، ولكنني ولله الحمد أتمتع بقوة داخلية، مكنتني من العودة إلى هذا العمل الخيري، الذي أقوم به منذ ثلاث سنوات”.

“خصصت جزءا من منزلي لتهييء الإفطار الرمضاني، فبسبب جائحة كورونا، قررت أن أضع حديقة منزلي رهن إشارة أعضاء جمعية سند الأجيال، وقمت بتنظيفها، وهيأتها لاستقبال شباب الجمعية الذين يتولون مهمة توزيع الإفطار كل يوم”.

وعن التوزان بين الالتزمات العائلية والتطوعية، خاصة وأن مي فاطمة أم لاربعة أبناء،  تقول: “أومن بالنظام، ولاشيء غير النظام، فالأمور حين تكون مرتبة وفق أجندة محددة، فلا مجال هنا للخوف، وأنا بطبعي أموري كلها تخضع لبرنامج محدد، أستغل فترات فراغي للعبادة وقراءة القرآن، وبعدها أهيئء الأكل لأسرتي الصغيرة، وبعدها أتفرغ لعملي التطوعي فاستغل سطح منزلي لإعداد الخبر والمعجنات، وأسفله لإعداد الحريرة”.

أعضاء الجمعية في تصريحات وشهادات عن “مي فاطمة”، كلهم أجمعوا على كلمة واحدة، وهي أن هذه السيدة تعتبر “عماد” العمل التطوعي بالجمعية، ونبراسا يستمدون منه القوة، ففي عينيها تشع قوة خارقة، لاتعرف المستحيل، وبين حاجبيها تقرأ عبارات الصمود، وبين هذا وذاك، تسحرك بابتسامة عريضة بريئة لاتفارق محياها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • صندوق لصون الكرامة
    منذ 4 سنوات

    يلزم التفكير في صندوق أو آلية ذات طابع اجتماعي، للتكفل "بالعجزة" المعوزين،لما لا مؤسسة تلعب دور مؤسسات الرعاية الصحية للمسنين، لكن بدل تجميعهم في مرفق للدولة، يجب تركهم في ديارهم مع تأهيل بناياتها وتمكينهم من التموين الاسبوعي او الشهري من بضاعة وادوية وتشجيع تكوين جمعيات أو مجموعة عمل محلية في القبيلة مثلا لتسهر على مواكبتهم بالتواصل معهم مرة في الاسبوع على الاقل، وتمكين كل من شاء التواصل والمساعدة من المحسنين للحالات الخاصة جدا في الصحة وغيره، مع التركيز على بعث روح التضامن "العائلي"، والانساني عامة، تبقى هذه الوسيلة احسن من قفة الاحسان والتي لامجال لتبخيس دورها أو الاستهانة بها او التخلي عنها، لكن يجب ان تؤسس الاعمال الاجتماعية، بهياكل يمكن معها ان تستمر وتورث للمستقبل، لتقوم بدورها بغض النظر على المتغيرات السياسية، وبعيدة عن المزايدات الانتهازية، ويتم من خلالها على الاقل امتصاص مظاهر البؤس "المدقع" ورد الاعتبار للمسنين، وتمكينهم من عيش يحفظ كرامتهم، حتى التمويل يمكن ان تساهم فيه مداخيل الاحباس لما لا ؟