“ذاكرة رياضية”: الكروج.. من حارس مرمى كرة القدم إلى بطل أولمبي

بصم هشام الكروج ابن مدينة بركان على مسار حافل بالإنجازات في ألعاب القوى لم يسبقه له أي عداء مغربي، وكتب بذلك اسمه ضمن أكبر العدائين في العالم عبر هيمنته على سباق 1500 متر وتفوقه على أشرس خصومه في منافسات مختلفة.

الكروج الذي كان متيما بحب حراسة مرمى كرة القدم، قرر تغيير اهتماماته الرياضية إلى رياضة ألعاب القوى وتحديدا سباق 1500 متر بإيعاز من والدته، بعدما لفت انتباهه وهو في بداياته العداء المغربي سعيد عويطة.

ولج الكروج عالم الكبار من بوابة المعهد الوطني لألعاب القوى وهو في سن 16 من عمره، وفي سنة 1995 تمكن من الفوز ببطولة العالم لألعاب القوى داخل القاعة في سباق 1500 متر، والفوز بالميدالية الفضية في بطولة العالم لألعاب القوى للهواء الطلق بمدينة بكوتبرغ السويدية في نفس السنة.

بدء هشام الكروج يلفت الأنظار بعد أن تأكد أنه قادر على حصد الألقاب واستطاع الفوز بثلاث بطولات للعالم متتالية في سباق 1500 متر أعوام 1997 في 1999 في 2001، ليقبى بذلك العداء الأكثر تتويجا في بطولة العالم لألعاب القوى منذ انطلاق المشاركة العربية في هاته البطولة.

ما زال رقم البطل العالمي هشام الكروج صامدا في سباق 1500 متر الذي حققه في روما سنة 1998 بتوقيت 3:26:00 ولم يقو أي عداء على تجاوزه رغم اعتزال الكروج رياضة أم الألعاب سنة 2006 بعد الإصابة التي تعرض لها على مستوى الظهر في بطولة العالم المغلقة في موسكو.

سنة 2004 أصر الكروج على الفوز والتتويج بالذهب الأولمبي وحقق إنجازا تاريخيا بنيل ميداليتين ذهبيتين أولمبيتين بعد فوزه بسباقي 1500 و5000 متر في منافسة شرسة في سباق 1500 مع العداء”برنار لاكات” ومع “كينينسيا بيكيلي” في مسافة 5000 متر.

لم يكن ابن مدينة بركان محظوظا في المشاركة الأولى للألعاب الأولمبية سنة 1996 وسقط بعد اصطدام بزميله الجزائري نور الدين مرسلي في وقت كان قريبا من التتويج، فيما جاءت المشاركة الثانية له في سيدني 2000 وحل في المركز الثاني.

سنة 2004 كانت المشاركة لهشام الكروج في الألعاب الأولمبية، وحقق أفضل مما توقع الجميع وفاز الكروج بسباقي 1500 و5000 متر، حيث كان مصمما على الفوز بالثنائية رغم اعتراض مدربه عبد القادر قادة في البداية، وهكذا بصم على مجد رياضي في عالم أم الألعاب.