أدب وفنون

أحجام يتحدث عن “الدعارة الفنية” ويحدد الفرق بين التشخيص والتعبير الحياتي

قال الفنان المغربي ياسين أحجام، إن هناك “فرقا كبيرا بين التشخيص والتعبير الحياتي، إذ أن التعبير يقتضي نوعا من الشرح، شرح الأفكار، الأحاسيس، العواطف، المشاكل، الانكسارات، معتبرا أنه عملية ميكانيكية لا تحتاج بالضرورة لرؤية أو ثقافة أو فكر أو فن”، كما تحدث عن ما وصفه بـ”الدعارة الفنية”.

وأضاف أحجام في تدوينة عبر حسابه على “فيسبوك”، أن “التعبير الحياتي الجاف هو عمل تنفيذي لا يحتاج إلى الإيحاء أو الخيال، إذ من الممكن أن يعبر شخص ما بشكل مبهر عن حالة نفسية ما دونما وجود عنصر الإبداع، كأن يعبر مواطن عن مأساته عبر السوشل ميديا فيتفاعل معه الآلاف و يصبح شخصا مشهورا، لافتا إلى أنه لا وجود لمنتوج فني في هذه الحالة وإنما نحن إزاء انفجار إلكتروني مؤثر” .

واعتبر الفنان المغربي أن الحديث عن جنس بصري فرجوي سواء كان سينما أو دراما أو مسرح يعني أننا أمام كيان تركيبي يتضمن عناصر كثيرة و متعددة تندمج فيما بينها بوعي لصناعة العرض سواء للخشبة (سينوغرافيا و ملابس و نص و إخراج و موسيقى)  أو للسينما أو التلفزيون ( كالإضاءة و الإخراج و إدارة الممثل و السيناريو وحركة الكاميرا و المونتاج و الملابس و الديكور و الماكياج).

وأوضح المتحدث أن “التشخيص هنا هو عنصر مكمل لديه حيزه المحدد و المضبوط بالمليمتر مثل غرفة الاشتعال في محرك السيارة و التي تحتاج لمساحة محددة و لحجم محدد من الهواء من أجل احتراق منظم وفعال و سلس” .

وأشار أحجام إلى أن التشخيص في المغرب و العالم العربي فيه “تواطئ عاطفي عجيب بين المشاهد والمتلقي، إذ يتم اعتبار المشخص المغربي والعربي جيدا ومتميزا إذا ما تعمد أن يضع عمله التشخيصي على رأس السلسلة الغذائية للفرجة كنوع من الحماس الفني المتجاوز للعناصر التقنية المصاحبة له، ليسقط في كثير من الأحيان ضمن رقعة الكيتش الخطير”.

ولفت أحجام  إلى أن خطورة “الكيتش” تتجلى في أنه “يحقق دعم الأغلبية الشعبية، لأنه يدغدغ ذوقها المشحون بالعاطفة و الشعور النفسي المتدفق ، ففي مجال الكيتش لا تتحقق تلك المعادلة الصعبة التي تعتبر أن من مهام الممثل داخل المنتوج الفني  هو عدم إثارة الانتباه و عدم الانجراف نحو الرغبة الجامحة في استدرار العطف”.

وتابع الممثل المغربي، أن “هذا ما يسميه المكونين في مجال التشخيص الأكاديمي نوعا من الدعارة الفنية لكون لاوعي الجماهير يميل إلى صنع فخاخ كبيرة للممثل تدفعه للتخلي عن ما هو أجمل في فن التمثيل وهو الحساب الدقيق للحركة و للتنفس و للنظرات عن طريق الاقتصاد في الأداء و تقديم ما قل و دل في الشعور إلا في الحالة الضرورية القصوى للثوران و الهيجان المبرر بشكل مليميتري دقيق” .

إن ما يجعل للتشخيص جمالياته التي تميزه عن التعبير الحياتي عند الفنان ياسين أحجام هو “كونه نوع مرادف لنظم الشعر و خط رؤية فلسفية عن الوجود فقد يحاكي أيضا الرسم و التشكيل في بعده الروحي العميق”.

وكشف أحجام أنه يكون سعيدا جدا عندما يشاهد ممثلا لا يأخذ على عاتقه شرح شخصيته و شرح إحساسه و استعمال ملامحه و صوته للشرح أكثر، خاصة حينما تأتي الكاميرا لتزيد من الشرح و تتم إضافة الموسيقى لتشرح المشهد أكثر فأكثر فنجد أنفسنا أمام تخمة تعبيرية تسطيحية مفرطة في المعنى”.

واعتبر الفنان المغربي أن من الجميل” أن تطالع شخصية تعبر عن حزنها بابتسامة هادئة في مشهد ما، أو أن تعبر شخصية ما عن لحظة فراق الأب مثلا و هو يحتضر بصمت شاعري مهيب دون أم يضطر المشاهد لخفض صوت التلفزيون قبل أن يبدأ بالصراخ و النحيب، وهو ما يسمى في تمارين التشخيص بفعل الهاتف أي أن الممثل يهاتف المعنى، يعني أنه بصدد شرح المعنى” .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *