أدب وفنون، رمضانيات

جدير بالمشاهدة: فيلم “12 رجلا غاضبا”.. هل يستطيع الإنسان بلوغ العدالة الخالصة؟ (فيديو وصور)

يعتبره العديد من عشاق الفن السابع، واحد من أهم الأفلام في التاريخ، وتم ضمه عام 2007 إلى الأرشيف السينمائي باعتباره “أثرا حضاريا وتاريخيا وجماليا”.

تسرد أحداث فيلم “12 رجلا غاضبا” مداولات بين هئية محلفين في قضية جنائية من الدرجة الأولى (القتل المتعمد) للحكم على صبي متهم فيها بالإعدام، وكيف ينجح محلفا واحد من بين الإثني عشر كان يشك في كون الصبي مذنبا، في تحويل قناعات بقية المحلفين.

وأضحت أحداث الفيلم الذي نقله خشبة المسرح لشاشات السينما عام 1957 المخرج الأميركي سيدني لوميت، نموذجا يتم تدريسه والاسترشاد به في مهارات الإقناع والتفاوض والجدال والمناظرة، وأحيانا فض النزاعات.

وصور الفيلم في موقع تصوير واحد باستثناء مشهد الافتتاح وبعض المشاهد القصيرة في النهاية، حيث تقع أحداث الفيلم كلها داخل غرفة المحلفين، مما يجعل المشاهد أمام تجربة استثنائية تعتمد على نمط حوار متغير ويصبح مشاركا بمشاعره في “ثورة” الغضب التي تعرفها الأحداث بحثا عن الحقيقة والعدالة.

يؤكد الناقد الفني المغربي محمد بوعايد في تصريح لجريدة “العمق المغربي” أن الفيلم وإلى جانب الحوار الفريد لأبطاله، يعتبر أيضا، واحدا من بين الأفلام التي يتم دراستها في معاهد السينما حول العالم، حيث اعتمد مخرجه على عدسات مختلفة لتصوير مراحل الحوار، ولجعل المشاهد حبيسا مع أبطال الفيلم في الغرفة الضيقة.

ويردف المتحدث ذاته:” المخرج ومنذ اللقطة الأولى بعد إغلاف باب الغرفة، يوضح بشكل صريح أن الجالسين أمامنا ليسوا ملائكة منزهين.. لا يهمهم أن يحصل كل شخص على ما يستحقه، بل بشر متسرعون، لكل واحد منهم حياته الشخصية التي يرغب في العودة إليها سريعا، فلا يبحثون في تفاصيل الأدلة والشهادات، ويكتفون من الأمور بظاهرها حتى لو كانت النتيجة الحكم على الفتى بالموت.. مما يطرح العديد من التساؤلات عن إمكانية بلوغ الإنسان للعدالة الحقيقية الخالصة، وحتى بعد نهايته يبقى المشاهد يتسائل “ماذا لو كان الصبي مذنبا فعلا؟”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *