مجتمع

بعدما “أفشلت” الإمارات العملية سابقا .. إسرائيل تجلي رعاياها العالقين بالمغرب

كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، أن الدولة العبرية قامت بإجلاء 30 من رعاياها العالقين بالمغرب منذ إغلاق حدود المملكة بسبب جائحة كورونا، مشيرة إلى أن عملية إجلائهم تمت عبر طائرة خاصة بعدما رفضت الرباط نقلهم في الشركة الجوية الإسرائيلية “العال”، وذلك بإشراف من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وبتدخل من شخصيتين لعبتا دورا حاسما في الموضوع.

ووفق ما أوردته القناة الإسرائيلية الثالثة عشر، فإن السياح الإسرائيليين العالقين حصلوا على التصريح بمغادرة المغرب بعد “اتصالات ديبلوماسية سرية وطويلة مع الحكومة المغربية”، مشيرة إلى أن الموضوع تخللته أزمات عطلت عملية الإنقاذ على مدار أسابيع طويلة، في إشارة إلى تدخل الإمارات سابقا دون علم المغرب، ما تسبب في إفشال العملية حينها.

وأوضحت القناة العبرية، وفق ما نقله عنها موقع “I24” الإسرائيلي، أن إسرائيل ربطت الاتصال بالمغرب عن طريق وزارة الخارجية وعدد من القنوات الأخرى من أجل طلب إخراج الرعايا الإسرائيليين العالقين بالمملكة، حيث طرحت سلطات الاحتلال إمكانية إرسال طائرة خاصة تابعة لشركة “العال” الإسرائيلية، غير أن المغرب لم يوافق، قبل أن يتم اللجوء إلى طائرة خاصة لرجل أعمال يهودي-أمريكي.

وكانت إذاعة “غالي تساهل” التابعة للجيش الإسرائيلي، قد كشفت خلال أبريل الماضي، أن الإمارات تدخلت في محاولة لإجلاء عشرات السياح الإسرائيليين العالقين بالمغرب، بعدما عرضت على إسرائيل خدماتها في هذا الشأن دون استشارة السلطات المغربية، ما تسبب في غضب الرباط التي لم ترخص للإسرائيليين بالمغادرة، ما تسبب في فشل عملية الإجلاء.

تفاصيل العملية

القناة الإسرائيلية الثالثة عشر، كشفت أن الحكومة المغربية تفاعلت مع الطلب الإسرائيلي بإيجابية في بداية الأمر، وشرعت في إعداد قائمة بأسماء الإسرائيليين الذين يرغبون في المغادرة، لكن تغريدة لوزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس كشف فيها عن تلقيه توجيهات من الجالية اليهودية الموجودة بالمغرب لإخراج من لهم جنسيات مزدوجة مغربية-إسرائيلية، أثارت غضب المملكة.

وأفاد المصدر ذاته، أن مسؤولين مغاربة رأوا في التغريدة أنها ستظهر أن الحكومة الإسرائيلية “أنقذت” يهودا من المغرب، معتبرين بأن التغريدة لم تراعي حساسية الموضوع اتجاه الحكومة المغربية والملك محمد السادس، خاصة وأن المغرب ظل يحمي الجالية اليهودية منذ 500 عام ويتعامل معهم بشكل متساوي مع باقي المواطنين المغاربة، حسب ما ذكره موقع “I24” الإسرائيلي.

غضب المغرب تصاعد بعد تدخل الإمارات في الموضوع، حيث دفعت كثرة التدخلات الإسرائيلية عبر قنوات مختلفة وبدون تنسيق، الحكومة المغربية إلى إيقاف الاتصالات ورفض السماح للطائرة الإسرائيلية أو الطائرة الخاصة لرجل الأعمال اليهودي-الأمريكي “شيلدون ادلسون” بالهبوط في البلاد، وهو ما جعل السياح الإسرائيليين عالقين بالمملكة إلى إشعار آخر.

وأشارت القناة الصهيونية إلى أن بعض السياح الإسرائيليين العالقين دخلوا في حالة اكتئات بسبب العزل الطويل في الفنادق التي تم وضعهم فيها، وآخرون صرفوا كل ما بقي معهم من أموال، بينما انتهت أدوية عدد منهم، ما جعلهم يواجهم خطرا على صحتهم.

أوضاع العالقين دفعت إسرائيل إلى ربط الاتصالات مع المغرب مجددا في بداية شهر ماي الجاري، حيث لعبت شخصيتان إسرائيليتان دورا رئيسيا في تحريك الملف، الأول هو رجل الأعمال الإسرائيلي-المغربي “إيلان حتوئيل” الذي أصبح خلال هذه الفترة رئيس المجموعة الإسرائيلية التي علقت في المغرب وكان على اتصال مع السلطات المحلية.

وأشار المصدر ذاته أن الشخصية الثانية هو رجل الظل المعروف باسم “ماعوز” الذي يعمل كمبعوث خاص إلى العالم العربي في مكتب رئيس الحكومة نتنياهو، وهو الذي قاد الاتصالات مع الحكومة المغربية.

وأفاد الموقع العبري أنه تم التوصل في النهاية إلى اتفاق تم بموجبه إجلاء السياح الإسرائيليين العالقين بالمغرب عبر طائرة تجارية خاصة لرجل الأعمال اليهودي-الأمريكي، حيث تنقل العالقون من مختلف المدن إلى مطار الدار البيضاء، لتغادر الطائرة مساء أمس الأربعاء نحو باريس ومن هناك إلى تل أبيب.

من جانبها، قالت صحيفة “جيروزالم بوسط”، إن نتنياهو أشرف على هذه العملية عبر القنوات الدبلوماسية من أجل الحصول على التراخيص اللازمة من طرف السلطات المغربية لعودة السياح الإسرائيليين عبر باريس، مشيرة إلى أن 10 إسرائيلييين آخرين كانوا قد فارقوا الحياة بالمغرب بعد إصابتهم بفيروس “كورونا”.

كما كشفت صحيفة “يسرائيل هيوم” أن الشخصية المحورية في إسرائيل التي اهتمت بمتابعة قضية المجموعة الإسرائيلية العالقة، كان عضو الكنيست “نير بركات”، الذي كان على تواصل دائم مع رجل الأعمال حتوئيل، والذي بدوره أجرى الاتصالات المطلوبة مع السلطات ذات الصلة في إسرائيل، ومع رجل الأعمال اليهودي-الأمريكي شيلدون ادلسون.

وقال بركات بعد هبوط الطائرة في إسرائيل: “حتى أثناء أزمة الفيروس التاجي، لا تتخلى إسرائيل عن مواطنيها وتبذل جهودًا كبيرة لمساعدتهم وإعادتهم إلى إسرائيل”، فيما قال إيلان هاتويل  أحد العالقين الذين عادوا إلى إسرائيل: “منذ ثلاثة أشهر لم أرى أسرتي وأطفالي الثلاثة، أشكر مجلس الأمن القومي ورئيس الوزراء وكل الذين حرصوا على إعادتنا إلى الوطن”.

ونشرت وسائل الإعلام الإسرائيلية، صورة للسياح الإسرائيليين العالقين وهم بالمطار رافعين لافتات تضم العلمين المغربي والإسرائيلي، مع عبارات الشكر للملك محمد السادس باللغتين العربية والعبرية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • تنبيه
    منذ 4 سنوات

    "الموضوع تخللته أزمات عطلت عملية الانقاذ"، لم أفهم هل نحن في حرب أو كارثة استوجبت الانقاذ حيث ان المغرب كان في وضع كارثي لم يقدر على التدبير ؟، ثانيا الانقاذ من ماذا بالضبط ؟، وتعبير "المغرب ظل يحمي الجالية اليهودية"، هل هؤلاء اليهود مجرد جالية، ام مغاربة ؟، هناك مغاربة يهود لا منة لأحد عليهم بمغربيتهم، شأنهم شأن باقي المغاربة وإن تجنسوا بجنسيات أخرى، والفرق بين اليهودي والصهيوني/ الاسرائيلي شاسع، ولا مقارنة وان كان يتقاطع واليهودي في بعض الامور، كتقاطع المسلم مع بعض الاشخاص الخارجة عن القانون، لا أفهم بعض الكتابات تمرر أشياء، لا أدري هل وراءها غاية، أم مجرد سذاجة، وان كانت كذلك فيعني ان من يكتب لا يدري تبعات ما يكتبه، ويكن ان يكلف غاليا