أخبار الساعة، أدب وفنون

“والبالي لا تفرط فيه”.. سلسلة تغوص في عوالم الحكاية الشعبية

بألوان السرد والوصف، وبعبارات الكلام الموزون، تطل سلمى بنمسعود، من السبت إلى الأربعاء عند منتصف الليل، على متتبعيها عبر صفحتها الرسمية بموقع “فايسبوك، لتروي قصصا مستنبطة من الحكاية الشعبية على طريقة الجدات.

بدأت سلمى بنمسعود، ابنة مدينة مكناس، البالغة من العمر 22 سنة، عرض سلسلة “والبالي لا تفرط فيه” مع بداية شهر رمضان، وقدمت حوالي عشر حكايات مستوحاة من كتاب “الفلكلور المغربي”.

“كنت أعشق الحكاية الشعبية التي تروي أمي، وفكرت في إحياء هذا التراث المليء بالمعاني الكثيرة، وجمال القوافي”، تقول سلمى “أريد تذكير المغاربة بقيمة هذا الموروث الشفهي”، مضيفة “شجعني إنسان قريب، ويعود الفضل له في إخراج الفكرة”.

وحول الفكرة توضح سلمى “لم يسبق أن شاهدت مثل هذا المحتوى، صحيح الحكاية تُعاد، لكن في الغالب لا يظهر الحكواتي، وحتى لو ظهر لا يكون بنفس الطريقة التي اشتغل عليها أي الغناء في البداية. أرى أن هناك أوجه اختلاف كثيرة، وصراحة عندما طرحت الفكرة علي لم أبحث عن أعمال الآخرين، بل حاولت اللعب بشخصيتي دون التأثر بأحد”.

“أبدا الحكاية بالغناء، لأن هذا جزء مهم من السيناريو”، تقول سلمى “اخترت أغاني موسيقية من الطرب الأندلسي والغرناطي والعيطة كطريقة ذكية لجذب انتباه الناس وتهيئهم للسفر إلى عالم الحكاية، وكذا فرصة لإبراز موهبتي في الغناء”، مضيفة “موهبتي الأولى الغناء، وقبل مدة طويلة كنت أمارس المسرح الشيء الذي سهل علي تقمص الأدوار”.

“يلزمني ساعتين بين الكتابة وحفظ القوافي، واختيار الملابس وإعداد مكان التصوير”، تردف سلمى “في البداية وجدت صعوبة لدرجة أني كنت أصور أكثر من عشرين مرة لإنتاج حكاية واحدة، لكن مع الممارسة تعودت وتقلصت المدة حتى أصبحت ساعة لإنتاج فيديو مدته تتراوح بين 6 و15 دقيقة”.

وعن اختيار “البالي لا تفرط فيه” عنوانا للسلسلة، توضح سلمى “هذه العبارة مقتبسة من مثل مغربي ومعناها أنه “لا يجب نسيان تاريخنا وأصلنا حتى لو تقدمنا وتطورنا”، مشيرة “استعنت بلباس تقليدي يتماشى مع المحتوى، وتعمدت وضع فلتر للفيديو يميل إلى الأسود والأبيض كي يعيد إلى أذهان المتتابعين أيام “لبيض وكحل” وأؤكد على الطابع القديم للحكاية”.

بخصوص الحكايات تقول سلمى “بحث عن بعضها في كتاب “حكايات من الفلكلور المغربي” وتوجد تقريبا 60 حكاية عربية ومغربية وجزائرية مختلفة الأحجام”، اخترت القصيرة والمفهومة، كما أنه يوجد فيديوهات في “يوتيوب” أشاهدها وأعيد صياغتها”.

وتضيف سلمى “مع بداية نشر الحكايات أصبح المتتبعون يقولون أني أذكرهم بالممثلة سناء عكرود وحكاياتها في “رمانة وبرطال” و”الدويبة” ربما لأن الممثلة عكرود أترث في شخصيتي بطريقة غير مباشرة، كما أنها أول ممثلة اشتهرت بدور الحكواتية وأتقنته بشكل رائع”.

وقدمت سلمى بنمسعود مجموعة من الحكايات الشعبية من قبيل “رزق السما جا”، زواج بشرط عام.. كله تخمام”، “الفاهمة”، “الطير والنملة”، ” الغريبة وأفافا إينوفا”، “مول النية يغلب”، “هاينة والغول”، و”مسمار جحا”.

ولقيت سلسلة “والبالي لا تفرط فيه” تجاوبا من لدن رواد الشبكات الاجتماعية، حيث نوهوا بطريقة سرد الأحداث وتجسيد أبطال الحكاية، وأعجبوا بالفكرة التي أحيت موروث ثقافي مليء بالمعاني والحكم.

تجدر الإشارة إلى أن سلمى بنمسعود طالبة ماستر بالمعهد العالي للتجارة وإدارة المقاولات بالدار البيضاء، تتلمذت على ركح المسرح المدرسي، شاركت في برنامج “orange talents” وتأهلت للربع النهائي، وفازت بجائزة في مسابقة المواهب بأحد المعاهد العليا المغربية، كما كانت الممثلة الوحيدة للمغرب بمهرجان الموسيقى الإفريقية بالدار البيضاء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *