تختلف طريقة إلقاء التحية، باختلاف حضارات الأمم والشعوب، فإذا كانت في الدول الإسلامية، فالتحية تكون مقرونة بإلقاء عباراة “السلام عليكم”، والمصافحة باليد اليمنى، إلا أن ذلك في بعض الحضارات يختلف عن ذلك كليا.
سفُرنا في هذه التقرير، سيقودنا إلى الإطلاع على أغرب العادات في إلقاء التحية، فشعب التيبت بدولة الصين، يفضل إلقاءها بإخراج اللسان، وهو تصرف قد تعتبره ثقافات أخرى استهزاء.
المزيد من التفاصيل في التقرير التالي، في الحلقة السادسة من سلسلة “أغرب عادات العالم”:
اللسان عوض اليد
إذا كُنت في زيارة سياحة أو عمل، لمنطقة التيبت بالصين، فلا تستغرب من عادة إخراج الساكنة المحلية للسان لإلقاء التحية عليك.
وإذا كان هذا السلوك، يعتبر من سوء الأدب في أي مكان آخر في العالم، ففي التبت إخراج اللسان هو الطريقة المعتادة لاستقبال الناس، وإظهار الفرحة بحلولك بينهم.
أصل العادة
يعود هذا التقليد إلى القرن التاسع في عهد الملك التبتي “دراما لانغ”، والذي تقول الكتابات التاريخية، إن له لسان أسود، وكان شعب التبت يخشى أن الملك “دراما” سيعود للحياة في جسد جديد بعد وفاته، فبدأوا تحية بعضهم البعض عن طريق اخراج ألسنتهم لإثبات أنها ليست شريرة، حتى أصبحت عادة، ولايزال هذا التقليد يمارس إلى اليوم، ليظهروا له بأنه لافرق بين لسان أحمر وأسود.
ملك ظالم بلسان أسود
حسب موقع ويكبيديا، فالملك لانگدارما (Langdarma)، كان امبراطور التبت، حكم غالباً من 838 إلى 841 م، وامتد ملكه وراء التبت ليضم دونهوانگ والمناطق الصينية المجاورة.
وحسب الموروث، فإن لانگدارما كان معادياً للبوذية ومؤمناً بعقيدة بون. ويُنسب إليه اغتيال شقيقه الملك رلپاتسان، في 838. كما يُنسب إليه اضطهاد البوذيين.
اتسم عهد لانگدارما بالمشاكل الخارجية، وحسب أحد المصادر، فقد حكم لانگدارما لمدة عام ونصف، بينما يزعم آخرون أنه حكم لست أو ثلاثة عشر سنة.
وحسب الموروث التقليدي فقد قام ناسك أو راهب بوذي، يُدعى لالونگ پلگيي دورجى باغتيال لانگ دارما، في 842 أو 846، وتلت وفاته حرباً أهلية وانحلال الامبراطورية التبتية، مما أدى إلى عصر التشظي.
المكان الجغرافي للعادة
تعد منطقة التبت ذاتية الحكم، وثاني أكبر مقاطعة في الصين من حيث المساحة بعد سنجان، وتمتد على مساحة 1200000 كيلومتر مربع (460,000 ميل مربع)، ولكن تعد المقاطعة الأقل كثافة سكانية في الصين، ويرجع ذلك إلى تضاريسها الوعرة ومناخها القاسي.
كورونا يعيد العادة
عادت هذه العادة الأغرب في العالم، تزامنا مع انتشار وباء كوفيد 19، وتناقلهتها الصفحات، من جديد عبر مواقع التواصل التوصل الاجتماعي، كافضل وسيلة لفتادي المصافحة باليدين.
وانتشرت صور التيبيتيين، عبر هذه الصفحات، وهم يمدون ألسنتهم للسلام على أهاليهم وضيوفهم، مرفوقة بتعاليق، تؤكد أنهم أفضل شعب، يطبق مبدأ مسافة الأمان منذ عقود.
اترك تعليقاً