مجتمع

من 76 إلى 0 حالة .. آخر المصابين بكورونا يغادرون مستشفى “سانية الرمل” بتطوان (صور)

غادر آخر المصابين بفيروس “كورونا” بإقليم تطوان، مساء اليوم الخميس، المستشفى الإقليمي “سانية الرمل” بتطوان، حيث سيخضع 3 منهم للحجر الصحي بمنازلهم طيلة 14 يوما.

ووفق ما أورده مصدر طبي لجريدة “العمق”، فإن حالة واحدة من بين المغادرين تماثلت للشفاء بشكل نهائي، فيما الثلاثة الآخرون غادروا المستشفى بعد ظهور تحليلة سلبية واحدة لكل منهم عوض تحليلتان اثنتان، اعتمادًا على البروتوكول الاستشفائي الجديد لوزارة الصحة.

البروتوكول الجديد للوزارة ينص على أن المصابين الذين ظهرت تحليلة سلبية واحد لهم ولم تعد تظهر عليهم أي أعراض، يمكنهم مغادرة المستشفى مع إخضاعهم للحجر الصحي بمنازلهم لمدة 14 يوما، على أن يتم إجراء تحليلة أخرى لهم في نهاية الحجر للتأكد من خلوهم نهائيا من الوباء.

وبهذا يصبح مستشفى “سانية الرمل” بتطوان خاليا من أي إصابة بالفيروس، بعدما بلغ عدد حالات الإصابة المؤكدة بالوباء منذ ظهور أول حالة بالمدينة يوم 14 مارس المنصرم، 76 حالة، توفيت منها 7 حالات، فيما غادر الباقون المستشفى بعد شفائهم وعددهم 69 شخصا، من ضمنهم الثلاثة المذكورين الذين سيخضعون للحجر الصحي بمنازلهم.

نصف شهر بدون إصابة

ولم تسجل تطوان أي إصابة جديدة بالفيروس منذ زهاء 18 يوما، ما خلف ارتياحا واسعا في صفوف الساكنة، وهو ما انعكس على حركية المدينة التي بدأت تعود إلى حياتها الطبيعبة تدريجيا خلال الأيام الجارية، حيث شهدت عشرات المحلات التجارية التي فتحت أبوابها توافدا كبيرا من طرف السكان قبل أيام قليلة من عيد الفطر.

وتتجه تطوان إلى الانضمام إلى أقاليم شفشاون ووزان والمضيق-الفنيدق التي أصبحت خالية من “كورونا” بجهة طنجة تطوان الحسيمة، حيث سجلت وزان حالة وحيدة تمثلت للشفاء، فيما شفيت كل حالات المضيق-الفنيدق التي كانت تخضع للعلاج بتطوان، بينما لم يسجل إقليم شفشاون أي إصابة، وشكل بذلك استثناءً بالجهة.

وكانت أول إصابة بفيروس كورونا بجهة طنجة تطوان الحسيمة، قد سُجلت بمدينة تطوان يوم 14 مارس الماضي، وتعود لهشام بوراس، وهو عضو المكتب المسير السابق لفريق المغرب التطواني، حيث تم اكتشاف إصابته بعد عودته من زيارة إلى مدريد لمتابعة مباراة فريقه المفضل ريال مدريد.

نشطاء محليون عبروا عن فرحتهم بمغادرة كل المصابين مستشفى تطوان، مشيدين بالمجهودات الكبيرة لجنود الواجهة الأمامية من الأطقم الطبية والتمريضية المدنية والعسكرية وتقنيو الصحة ورجال الأمن والدرك والقوات المساعدة وأفراد الجيش ورجال النظافة والتعقيم وغيرهم.

كما عبر مجموعة من سكان المدينة في تدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي، عن افتخراهم بمستوى الوعي الذي تميزت به غالبية الساكنة طيلة فترة الحجر الصحي، محذرين في نفس الوقت من التراخي في الالتزام بقواعد الوقاية والنظافة خلال باقي الأيام.

أبرز مشاهد كورونا بتطوان

وبخصوص الأرقام المتعلقة بفيروس كورونا بتطوان، فقد سُجلت أول حالة وفاة بالفيروس يوم 1 أبريل، وذلك من أصل 18 حالة مؤكدة بالفيروس حينها، ويتعلق الأمر بسيدة مسنة تبلغ من العمر 83 سنة، كانت حالتها جد حرجة، وهي والدة أستاذ جامعي بكلية العلوم بتطوان أصيب بدوره وتعافى بعد ذلك، قبل أن يرتفع العدد مع مرور الأيام إلى 7 وفيات.

وبعدها بيوم (2 أبريل)، أعلن عن تسجيل أول حالة شفاء بالمدينة، حيث تماثلت سيدة مصابة (68 عاما) للشفاء التام وفق نتائج التحليلات المخبرية والسريرية، وكانت تعاني من مرض مزمن، بعدما اكتشفت إصابتها رفقة زوجها يوم 20 مارس مباشرة بعد عودتهما من الخارج، لترتفع بعدها حالات الشفاء بشكل تصاعدي مع الأيام، إلى أن غادر كل المصابين المستشفى.

ومن بين الحالات التي شدت الأنظار إليها، الأستاذ الجامعي والمستشار بجماعة تطوان عبد اللطيف المدوري، حيث تماثل للشفاء بعدما قضى أزيد من 3 أسابيع في وضعية جد حرجة تحت التنفس الاصطناعي بقسم الإنعاش، وذلك نظرا لإصابته بمرض مزمن (الربو)، الأمر الذي دفع السلطات الصحية إلى نقله لطنجة لاستكمال علاجه.

ومن بين الحالات اللافتة التي تم تسجيل إصابتها بتطوان، المحامي الحبيب حاجي وزوجته وابنه ذو الخمس سنوات، وذلك بسبب بؤرة عائلية عقب مراسيم عزاء، قبل أن يتماثلوا للشفاء في فترات متفرقة.

وفي نفس السياق، أثار ملف طبيب أصيب بالفيروس رفقة زوجته وهي طبيبة أيضا، جدلا واسعا محليا ووطنيا، وهي القضية التي تسببت في إعفاء المندوب الإقليمي للصحة بتطوان، ومقاضاة وزارة الصحة للطبيب المصاب والمصحة التي كان يعمل بها بحجة “عدم اتباع إجراءات الحجر الصحي” بعد عودة الطبيب وزوجته من الخارج.

يُشار إلى أن مصالح وزارة الصحة قامت يوم الإثنين المنصرم، بالافتتاح الرسمي لمختبر التحليلات البيولوجيا الجزيئية بتطوان، والذي يمكن من الكشف عن الفيروس بتقنية تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR)، وهو ما جعل وحدة “كوفيد 19” بمستشفى سانية الرمل تجري مئات التحليلات يوميا دون انتظار إرسالها وعودتها إلى الرباط كما كان من قبل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • الداوش خدوج
    منذ 4 سنوات

    عدم اﻻستفادة من الدعم