أخبار الساعة، مجتمع

“إجهاض” مبادرة شبابية من طرف ناظر “الأوقاف” تثير تساؤلات بدمنات

أثار عدد من المتابعين بمدينة دمنات أسئلة من قبيل؛ “من يقف وراء إجهاض الممر الذي تطالب به ساكنة دمنات؟ من يجهض أحلام مدينة دمنات بدون وجه حق؟ لماذا تحارب كل مبادرة تهدف إلى الرقي بالمدينة؟” بعد قضية إجهاض تصميم بإنشاء ممر بالقرب من مقبرة “الغرباء” وسط مدينة دمنات يربط شارع محمد الخامس بالمحطة الطرقية.

واستنكر نشطاء موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” إقدام مسؤولي وزارة الأوقاف على إجهاض هذه المبادرة التي أطلقها أحد أبناء المدينة محمد الهواري، قبل أن تُتَداول بشكل أوسع على “فيسبوك”، والتي عرفت تفاعل رئيس الجماعة حميد الغوات الذي قرر تنزيل التصميم على أرض الواقع، إلا أن توصله باستدعاء من المحكمة الابتدائية بأزيلال بعد مقال استعجالي يرمي إلى “طرد الاحتلال” تقدم به ناظر أوقاف قلعة السراغنة عجل بوقف الأشغال.

ومن التهم التي وجهها ناظر الأوقاف لرئيس الجماعة أنه لم يحترم الإجراءات والضوابط القانونية واستغل “جائحة كورونا” التي يعرفها المغرب للقيام بأعمال حفر ونبش لمقبرة الغرباء بدمنات، مشيرا إلى أنه “في الوقت الذي كان على السيد حميد الغوات أن يبادر ويضافر الجهود لخروج البلاد من هذه الأزمة التي تمر منها البلاد…قام بالاعتداء على حرمة المقبرة، واقترف فعل حيازة عقار الغير والترامي عليه خلسة “.

وأشار الناظر إلى أن تصرفات رئيس الجماعة أدت إلى ظهور بقايا رفات الموتى، والمتمثلة في عظام موتى المسلمين المدفونين في هذه المقبرة، مما يشكل إخلالا بالنظام العام بكل مدلولاته، ومسا بالأمن الروحي لساكنة دمنات وكافة المسلمين، مطالبا المحكمة بإصدار امر بوقف الاشغال وإرجاع الحالة إلى ما كانت عليه وطرد الاحتلال.

في المقابل تساءل مواطنون في تصريحات متطابقة لجريدة العمق عن سبب ظهور وزارة الأوقاف في هذا الملف وغيابها عن كل المشاريع التنموية بالمدينة بالرغم من المبالغ المالية المهمة التي تضخها المدينة في ميزانية هذه الوزارة، مستبعدين ان يكون الحرص على الامن الروحي للمواطنين وحرمة موتى المسلمين ومقابرهم وراء تبنيه هذا الملف.

لأن الواقع يكذب هذا، يضيف هؤلاء، إذ ان العديد من المقابر بدمنات تم الاستيلاء على أجزاء منها في وقت سابق دون أن تحرك نظارة الأوقاف ساكنا، كما سجلوا “هجوما كاسحا على المقابر واستغلالها دون احترام القوانين الجاري بها العمل. بل إنها تتعرض لأبشع أنواع الاعتداء أمام سكوت القيمين على الشأن الديني أو بمباركتهم مقابل مصالح شخصية”، على حد تعبيرهم.

ووجه المواطنون نداء عبر جريدة “العمق” إلى المسؤولين على الأوقاف على المستوى الوطني لزيارة المدينة للوقوف على “الجرائم الحقيقية” التي يقترفها البعض في حق مقابر المسلمين بمدينة دمنات وفي حق كل ممتلكات الوزارة بالمدينة وضواحيها. داعية إياهم إلى فتح تحقيق شفاف ونزيه في هذه القضية وتقديم المتورطين إلى العدالة.

من جانبه أكد رئيس جماعة دمنات حميد الغوات في تصريح لجريدة “العمق” أن موضوع شكاية نظارة الأوقاف لا علاقة له به إذ أن صاحب مشروع ترميم السور القديم المجاور للمقبرة المذكورة هو المجلس الإقليمي.

واستغرب ظهور الأوقاف بشكل مفاجئ، وغائبة في الاعتناء بهذه المقابر التي تدعي حرصها عليها، مؤكدا على أن الجماعة هي التي تقوم بهذا الدور من حيث بناء وترميم أسوار المقابر وتنظيم حملات لتنظيفها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • سمير إمي نيفري
    منذ 4 سنوات

    التدخل لإيقاف مصلحة عامة ،خاصة و أنها ستفك مشكلا تعاني منه المدينة نظرا لغياب التخطيط الحضري الناجع لسنوات، هذا التدخل لا يعدو عن كونه لمصلحة شخصية ما. فالعديد من مقابر المدينة،كما جاء في المقال، تم الاعتداء على حرمتها و لا زالت عظام الميتين طرية فما بالك في التدخل هذه المرة و نحن نعرف أن هذه المقبرة لم يتم الدفن فيها لأزيد من أربعين سنة ، خاصة في الجانب المجاور للسور و الذي سيمر عبره الممر، أضف أنه يتم العمل بنقل رفات الأموات بعد استيفاء مدة أقل من هذه لأجل مصلحة عامة أو إعادة استعمال المقبرة للدفن. فهذا التدخل يخفي وراءه مصلحة خاصة كالعادة، لا تعدو أن تكون لأصحاب القطعة الأرضية المجاورة للسور و المقبرة من الأعلى، علما بأن القانون يحرم البناء بجانب الأسوار التاريخية و يحدد مسافة بينها و بين البناء...و هذا الممر في الواقع فيه مصلحة لصاحب الأرض و لأزقة التجزئة الواقعة فوق المقبرة و سيفضي مباشرة قرب مجمع الصناعة التقليدية و سينفع كممر سياحي أيضا و ستفتح بذلك منفذا لرواج المنطقة ، خاصة إن تم فتح باب في السور في اتجاه حي أرحبي قرب منفذ الساقية التي تمر تحت السور. أظن أنه آن الأوان لتسبيق المصلحة العامة للمدينة على المصالح الشخصية لأشخاص معينين، فلطالما تواطأ البعض على بناء المقابر و تهديم الأسوار و المعالم التاريخية للمدينة ، فكفانا عبثا و إلا فليفتح تحقيق شامل لمعمار المدينة و تهيئته الحضرية و معاقبة المخالفين عبر سنوات و عن مداخيل وزارة الأوقاف التي تمتلك تلثي عقار و أشجار زيتون المدينة ، أين صرفت مداخيلها و لماذا لا تستثمر لتنمية المنطقة بدل ملىء صناديق بعيدة.