اقتصاد، مجتمع

تدوينة “الفردوس” تربك الجرائد الورقية.. ومفتاح: لن تطبع الصحف قريبا

بعد شهرين من توقف طبع الجرائد الورقية، وتعويضها بالنسخ الالكترونية المجانية، استفاق الرأي العام على تدوينة تفييد بإمكانية طبع الجرائد لنسخها الورقية ابتداء من اليوم الثلاثاء، في وسط ظروف الحجر الصحي، وتمديد حالة الطوارئ إلى غاية 10 من الشهر القادم.

وأثارت تدوينة وزير الثقافة والشباب والرياضة عثمان الفردوس غضبا بالنسبة للعاملين في قطاع طبع الجرائد، فكتب الصحافي يونس دافقير في تدوينة على حسابه في “فيسبوك “عزيزي القارئ، لن تجد الصحف الورقية في الأكشاك غذا الثلاثاء كما أخبرك بذلك الوزير عثمان الفردوس حين سمح لنا بالعودة إلى الطباعة، الوزير أو مستشاريه تسرعوا في هذا القرار، لن نطبع الصحف لأنه ليست هناك أكشاك، والتنقل بين المدن مازال خاضعا للمنع، ولن نطبع صحفنا كي تبقى في المطابع بالدار البيضاء، نلتقي في موعد آخر، وفي ظروف أفضل”.

وقال نور الدين مفتاح رئيس لجنة دعم المقاولات الصحفية في المجلس الوطني للصحافة وعضو المكتب التنفيذي للفدرالية المغربية لناشري الصحف في حديث مع جريدة “العمق”، إنه “لا يمكن أن يتم تعليق الصحف الورقية لمدة شهرين ونصف مما يعطي الانطباع أن هاته الجرائد تشكل خطرا على المواطن في زمن كورونا، وفجأة يتم الإعلان على رفع هذا التعليق في تدوينة للوزير، مع كامل الاحترام لحسن نيته، يقول فيها أنها استجابة لطلب من الناشرين، وأنا بصفتي ناشر في قيادة الفيدرالية المغربية لناشري الصحف لم أطلب شيء”.

ووصف مفتاح الوضع بـ”هذه أزمة صعبة وأبسط ما يجب أن يكون هو التشاور، وحتى إذا كنا قد طلبنا شيئا، فلا بد أن تتم الاستشارة لأن هذه عملية معقدة من جميع الجوانب، ولا بد لشركات التوزيع أن تكون مهيئة، ونقط التوزيع، ونقط البيع يجب أن تكون مستعدة للفتح، في غياب فتح الأماكن العمومية بصفة عامة بها فيها المقاهي والفنادق والإدارات التي تشكل جزء كبير من اشتراكات الصحافة الوطنية المغربية، وكذلك في إطار جو عام سيكولوجي يتهيب من الورقي”.

وأكد عضو المكتب التنفيذي للفدرالية المغربية لناشري الصحف بأن “كل هذه الأمور التي ذُكرت كان يجب أن تُدرس قبل أن يصدر قرار عبارة عن تدوينة عبر الحائط الفيسبوكي للوزير، التي باستثنائها لا توجد أي مراسلة بشكل رسمي، ولا أي قرار”، موضحا “عندما تم تعليقنا صدر قرار عن وزارة الثقافة المكلفة بقطاع الاتصال، عندما قيل لنا أنه علق صدرت تدوينة للوزير فقط، لم نتوصل بأي قرار، ولا بأي شيء”.

وأضاف المتحدث في حديثه مع “العمق”، “أحيلكم على المرسلة التي توصلت بها الوزارة من شركة التوزيع وهي مفصلة، وملخصها يقول أنه من سابع المستحيلات أن تقول لنا الحكومة إنه بإمكانكم أن تطبعوا في هذا اليوم، ونقوم بذلك”.

وأردف، “هاته مسألة يمكن أن تشكل ضربة فيما تبقى من الصحافة الورقية المغربية، هل يعقل أن نخرج إلى السوق اليوم وحركة القطارات متوقفة، والتنقل بين المدن متوقف، والحجر الصحي قائم، وحالة الطوارئ قائمة، هل يعقل أن تخرج أي جريدة في ظل هذه الظروف، ستقوم بطبع الأوراق وستعيدها كمرجوعات، وستضيف لخسائرها خسارة أكثر”.

وبحسب مفتاح فإنه “في المنظور القريب لن تخرج الصحف”، مشيرا “نعم نريد أن تعود الجرائد الورقية إلى حالها الطبيعي ولكن العودة يجب أن تكون في إطار عام مساعد على هذه العودة، وهذا من البديهيات، فلا يمكن أن تقول لي عد والإطار العام مُعلق، لذلك نحن أصبنا بزلزال بسبب كورونا في قطاع الصحافة ولكن مثل هذه القرارات التي لا نتشاور فيها، وطريقة التدبير ترفع من درجة الزلزال على سلم ريشتر”.

وأكد مفتاح “إن شركة التوزيع اليوم بهذا القرار مهددة، وإن الصحف الورقية كلها مهددة أكثر من قبل، ولم يكن هناك أي دعم لنا في فترة التوقف، ونحن تأسفنا، ولم نطلب دعم من لجنة اليقظة، وكان تقديرنا هو أنه لا يمكن أن نذهب إلى صندوق أولى به المواطنون المغاربة الذين يعيشون ظروفا صعبة جدا، وربما منهم من لم يجد ما يأكل، ويجب دعم العمال والفئات الفقيرة والقطاع غير مهيكل، لا يمكن أن نتسابق مع الناس على هذا الصندوق، وهناك الكثير من الصحفيين الذين أرفع لهم القبعة بتضامنهم مع مؤسساتهم في هذه المحنة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *