منتدى العمق

أخلاقنا التي أصابها المرض!

يا مزوق من داخل اش خبارك من الخارج..؟!

تُجّار .. يبدعون داخل أسوار محلاتهم ويفشلون خارجها !

بشر يحبون التميز ويعشقون اثبات الذات ولو بالطرق الخاطئة والأفكار العقيمة .. يمضون بثقة وشجاعة في هذا النهج المدمر للأخلاق و التحضر ، تعرفون جيدا تلك المقولة المشهورة ..” يا مزوق من برة اش أخبارك من الداخل ” فهمها أبناء القوم جيدا وأعجبوا بصياغة كلماتها لكنهم لم يرضوا بجوهرها فصنعوا لها تركيبة جديدة مع ابقائهم للصياغة نفسها .. يا مزوق من الداخل واش أخبارك من الخارج ، فما الذي يحدث أمام محلاتنا وأسواقنا من تجمع مدهش للقاذورات والأوساخ التي أصبحت تشكل ديكورا غريبا يستحق التقاط له ألبومات من الصور ..

ظاهرة تشمئز منها النفوس و تمرض منها القلوب و الأغرب في ذلك أنك تلاحظ أغلب التجار يبدعون في تزيين محلاتهم من الداخل و يتفنون في اختيار أروع الديكورات لها و في نفس الوقت يقصون الوجه الخارجي لبعده عن سلعهم ، أحيانا تجد بعضهم يرمي فضلات محله مباشرة في الشارع دون حياء أو حشمة و لا رقيب و لا حسيب ..

فمن يدفع الثمن في تعرض الناس للأمراض نتيجة تراكم الفضلات و الأوساخ التي تجدها أمامك خلفك على يمينك على يسارك تحتك ؟

هي ليست عادة ارتبطت بحياتنا منذ الصغر .. بل هي أزمة أخلاق و تربية و انعدام برامج تحسيسية دائمة تدعو الى التحلي بالمواطنة الحقيقية المبنية على السلوكات النبيلة و التعايش الراقي.

ان القذارة تشكل خطرا على البشر لحملها للكثير من السموم لدرجة أن أغلب ناس اليوم يعانون من ضيق في التنفس بسبب غبار الفضلات و القاذورات ..ورغم تعالي أصوات مجموعة

من الناس لمحاربة هذه الظاهرة المرعبة ، مازالت هذه الأخيرة تواصل قتلها للقلوب و خنق النفوس ..

بقي في الأخير أن نذكر أحبتنا من التجار بعد تذكير أنفسنا طبعا .. بأن النظافة من الايمان

عقيدة لا شعار .. بأن الصحة هي أهم ثروة نملكها فكيف نسمح لأنفسنا بالتلاعب بحياتنا و حياة الأخرين ؟ فالضرورة تجبرنا على معالجة تحركاتنا اليومية من جميع النواحي بهدف تنظيم و تطهير محيطنا ثم الانطلاق في مشاريع و برامج ثقافية وحضارية تليق بمجتمع إسلامي

يملك من الأفكار و العزائم ما يغنيه عن تقليد المجتمعات الأخرى

هل نملك الشجاعة… ممكن !!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *