بمشاركة الأمير تميم.. قطر تشيع شهداء هجوم الدوحة و”حماس” تكشف هوياتهم

شُيع بالعاصمة القطرية الدوحة، اليوم الخميس، شهداء الهجوم الإسرائيلي غير المسبوق الذي استهدف مباني سكنية لقادة حركة “حماس” في الدوحة، الثلاثاء الماضي، وذلك بحضور أمير البلاد، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
وأقيمت صلاة الجنازة بعد صلاة عصر في جامع الشيخ محمد بن عبد الوهاب، فيما تم دفن الشهداء في مقبرة “مسيمير”.
وبحسب السلطات القطرية، فقد أدى الهجوم الإسرائيلي إلى استشهاد خمسة من أعضاء حركة “حماس” وعنصر واحد من قوات الأمن القطرية، فيما نجت قيادة الحركة من محاولة الاغتيال.
وكشفت “حماس” أن شهداءها هم: همام الحية، نجل كبير مفاوضي الحركة خليل الحية، ومدير مكتبه، جهاد لباد، إضافة إلى المرافقين أحمد مملوك وعبد الله عبد الواحد ومؤمن حسون، فيما استشهد العريف بدر سعد محمد الحميدي الدوسري من قوة الأمن الداخلي القطري خلال الهجوم.
ويوم الثلاثاء، استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي مقرات سكنية لقيادات حركة “حماس” في العاصمة القطرية الدوحة، وذلك خلال اجتماع لقيادة الحركة كان مخصصا لمناقشة مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن وقف إطلاق النار.
وأعلنت وزارة الداخلية القطرية، أن الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف العاصمة الدوحة أسفر عن استشهاد عنصر من قوة الأمن الداخلي أثناء مباشرة مهامه، وإصابة آخرين، مشيرة إلى أن جميع الإجراءات متخذة وبمشاركة قوة الأمن الداخلي لضمان سلامة المواطنين والمقيمين، مع استمرار التحقيقات لتحديد كل تفاصيل الحادثة.
وعلق رئيس الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي، أمير أوحانا، على العملية عبر حسابه الرسمي في منصة “إكس”، معتبرا أن الهجوم يمثل “رسالة لكل الشرق الأوسط”، في إشارة إلى طبيعة العملية وأهدافها الاستراتيجية من منظور إسرائيل.
واليوم الخميس، أعلنت دولة قطر أنها ستستضيف قمة عربية إسلامية طارئة، يومي الأحد والاثنين المقبلين، لبحث تداعيات الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف قادة حركة “حماس” بالعاصمة الدوحة، في حادثة وُصفت بأنها غير مسبوقة وتشكل اعتداء على سيادة دولة خليجية.
دوليا، وزعت فرنسا وبريطانيا مشروع بيان صحفي على أعضاء مجلس الأمن بشأن الهجوم، يعرب عن “القلق البالغ” إزاء التصعيد، ويؤكد “دعم سيادة قطر وسلامة أراضيها”، مع التشديد على ضرورة وقف التوتر وحماية المدنيين، وفق ما أوردته قناة الجزيرة.
وفي السياق نفسه، قال مجلس رؤساء الجمعية العامة للأمم المتحدة إن العملية العسكرية الإسرائيلية في قطر “غير قانونية وتشكل خرقا صارخا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة”، مضيفا أن استهداف شخصيات سياسية على الأراضي القطرية يقوّض مساعي السلام.
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أدان بدوره الهجوم، واصفا إياه بـ”الانتهاك الخطير لسيادة قطر وسلامة أراضيها”، مشيدا بدور الدوحة “الإيجابي” في الوساطة لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الأسرى، داعيا جميع الأطراف إلى العودة إلى مسار التهدئة.
وفي مقابلة مع شبكة “سي إن إن” الأميركية، أمس الأربعاء، أكد رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أن الهجوم الإسرائيلي يمثل “إرهاب دولة” وأنه يثير غضب قطر الشديد.
وشدد على أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “ينتهك القوانين الدولية ويجوع قطاع غزة”، مؤكدا أنه مطلوب أصلا للمحكمة الجنائية الدولية، وأن تهديداته للدول الإقليمية غير مبررة. وأوضح أن الدوحة تعمل مع شركائها الإقليميين على دراسة الرد المناسب لضمان “وقف بلطجة إسرائيل”.
واعتبر المتحدث أن الهجوم أنهى أي أمل بشأن الأسرى في غزة، معتبرا أن قطر “تعيد تقييم كل شيء” بالنسبة لدورها كوسيط رئيسي في المحادثات بين إسرائيل وحماس.
وتستضيف الدوحة منذ 2012، المكتب السياسي لحركة حماس، وذلك بموافقة الإدارة الأمريكية التي سعت للحفاظ على قناة اتصال مع الحركة، وهو ما جعل قطر تلعب دور الوساطة بين حماس وإسرائيل منذ بداية الحرب على غزة.
اترك تعليقاً