مجتمع، مغاربة العالم

منهم نساء ومرضى.. العالقون المتبقون بسبتة يوجهون “استغاثة” لإعادتهم للمغرب (فيديو وصور)

وجه المغاربة العالقون المتبقون بمدينة سبتة المحتلة، نداءات “استغاثة” إلى السلطات المغربية من أجل إعادتهم إلى مدنهم في أقرب وقت ممكن، كاشفين عن ظروف مزرية يعيشونها داخل ملعب “الحرية” الذي وضعتهم فيه سلطات سبتة إلى جانب مهاجرين سريين يرفضون العودة للمغرب.

العالقون المتبقون أغلبهم كانوا يشتغلون داخل المدينة المحتلة وظلوا عالقين هناك منذ قرار المغرب إغلاق الحدود قبل زهاء شهرين ونصف، حيث تم رفض إعادتهم إلى المغرب رغم توجههم إلى المعبر الحدود باب سبتة أثناء إجلاء نظرائهم، بداعي عدم وجود أسمائهم ضمن لوائح المعنيين بالعودة.

ووفق المعطيات التي توصلت بها جريدة “العمق”، فإن المغاربة المتواجدين حاليا بملعب “الحرية” يقارب عددهم 130 شخصا، 40 منهم تقريبا من النساء، وحوالي 35 رجلا، إلى جانب زهاء 55 من المهاجرين السريين أغلبهم شبان وقاصرون يرفضون العودة للمغرب.

معاناة نفسية 

نساء من بين العالقات كشفن في مقاطع فيديو عن معاناتهن داخل قاعة الإيواء، مشيرات إلى أن حالتهن النفسية جد متأزمة، منهن من لم ترى عائلتها بالمغرب منذ 4 أشهر، إذ ناشدن المسؤولين بالتدخل لإجلائهن إلى وطنهن إسوة بنظرائهن الذين دخلوا المغرب أيام عيد الفطر.

إحدى العالقات أوضحت أن جائحة “كورونا” تسببت في توقفها عن العمل بسبتة، ما جعلها بدون أي مصدر رزق في الوقت الراهن، لافتة إلى أن هناك نساءً يُعِلن عائلاتهن بالمغرب، ومنهن من تعاني من أمراض مزمنة وتئن في صمت بسبب نفاذ الدواء الموجود معها.

وأضافت المتحدثة في شريط فيديو تم تداوله على موقع فيسبوك، أن هناك مرضى وأطفال ومسنون تم إواءهم بالقاعة الرياضية المذكورة إلى جانب مهاجرين سريين يرفضون العودة للمغرب ويتعاطون المخدرات والتدخين ويتفوهون بكلمات نابية أمام العائلات الموجودة هناك.

كما وجهت سيدة من العالقات، نداءً إلى الملك محمد السادس من أجل السماح لها بالعودة للمغرب لدواعٍ إنسانية بعد وفاة ابنتها ذات الـ23 عاما، إذ قالت في شريط فيديو وهي تذرف الدموع: “حلمي الوحيد هو العودة لمدينتي من أجل رؤية ابنتي قبل دفنها”.

وأمس الثلاثاء، حاول أحد “المهاجرين السريين” من الذين لا يريدون العودة للمغرب، الانتحار مرتين داخل الملعب، حيث صعد إلى أعمدة سقف الملعب، مما استدعى حضور الشرطة والوقاية المدنية الذين أخلوا القاعة مرتين من جميع النزلاء والدخول في مفاوضات مع الشاب المذكور حتى تم إقناعه بالنزول.

دعوة لتدارك الوضع

عبد الرحيم الناو، أحد النشطاء المغاربة العالقين بسبتة، أوضح لجريدة “العمق” أن نزيلات ملعب “الحرية” الذين من بينهم أمهات، أصبحن مجبرات على العيش مع “متعاطي المخدرات”، إذ يعشن معاناة نفسية صعبة، مشيرا إلى أن عددهن يقارب الأربعين امرأة.

وأضاف بالقول: “من يتأمل حالهن يدرك أن العملية الأولى لإعادة المغاربة العالقين، لم تراعي الأولويات الإنسانية، فالرجاء تدارك الأمر، فهؤلاء أخواتنا وأمهاتنا تهان كرامتهن”، معبرا عن استغرابه من عدم استكمال عملية الإجلاء، وعدم وضوح معايير تحديد الأوليات بالنسبة للعائدين.

وتابع الناو قوله: “النساء المتواجدات واللواتي أملت عليهن الظروف العيش هناك قهرا وليس اختيارا، هن اللواتي ليس لهن ملجأ آخر من أقارب أو معارف أو لا يملكن من المال ما يمكنهن من العيش مستقلات، بمعنى أن الأمر يتعلق بفئة هشة اجتماعيا واقتصاديا”.

وفي نفس السياق، كشفت سلطات سبتة المحتلة أنه سيتم نقل العالقين من ملعب “الحرية” إلى مستودع تجاري بمنطقة “تراخال” قرب المعبر الحدودي باب سبتة، حيث أصبح المستودع جاهزا لاستقبالهم بعد إصلاح مراحيضه وطلاء جدراته وأبوابه.

وكان المغرب قد شرع في ترحيل المغاربة العالقين بسبتة إلى وطنهم عبر 3 دفعات، حيث أثار الملف جدلا واسعا بسبب ما اعتبره العالقون “غياب المعطيات والتأخر الكبير في إجلائهم بعد ترحيل نظرائهم بمليلية المحتلة”، فيما لا يزال العشرات عالقين داخل المدينة المحتلة.

وشرع المغاربة العائدون من سبتة المحتلة، في مغادرة الحجر الصحي الذي خضعوا له بأحد المنتجعات السياحية بالمضيق-الفنيدق، والالتحاق بمدنهم الأصلية، خاصة تطوان ومرتيل والمضيق والفنيدق، ابتداءً من يوم الأحد المنصرم، وذلك بعدما  أثبتت التحاليل المخبرية خلوهم من فيروس كورونا.

* مقاطع الفيديو والصور من صحيفة “إل فارو دي سيوتا” الإسباني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *