منتدى العمق

الملائكة لاينامون في فصل الصيف

المحبة لاتحتاج إلى دليل، يمكن تصريفها بكل اللغات، ربما عندما نفقد الطريق يمكن أن نتشبت بمفتاح الكلمات، ليس مطلوبا منك أن تكون شاعرا من أجل أن تبلغ ذلك الشوق المدفون في أنفاسك، يمكنك أن تبتسم من قلبك وتختصر الكلمات، كلمة واحدة تكفي أن تسقط بها ذلك الحائط السميك بينك وبين من تحب هل تملك الجرأة أن تقول ماتشعر به ؟ المحبة لاترافق الضعفاء، ولهذا فإنني اخترت الصمت، وحده الصمت أواجه به قسوة الغياب، أعاتب به ضعفي ، كم أحتاج من مكيدة لأقنع بها قلبي الذي لم يعد ملكي، ها أنا أخضع لواجب الاعتراف، أقر بخطيئتي التي لم أرتكبها يوما، لكن الضعف فضيلة عندما يتخلى عنك المقربون وتجد نفسك وحيدا معزولا في عالم بلا خرائط، تشعر أنك الشيطان، وحدك ذلك الشيطان الذي يرقص في الرماد من أجل أن يُسْقِطَ الليل على كل النائمين في تلك الليلة المؤمنة.

لكنني لازلت أتشبت أنني ذلك الملاك الذي لايتقن سوى معزوفة الحب، هل الحب يحتاج إلى لغة ، إلى كلمات، إلى خوض حرب من أجله ؟ لكنني أفضل الصمت هذه المرة ، لغتي الجديدة في مواجهة الليل، في مواجهة المجهول، من يدري ربما أشعر بالتعب، لعل صراخي لم تعد له طائلة، وربما رسائلي أصابتها الشيخوخة، حتى الفصول أضحت تتشابه ولم أعد أميز بين أنواع الفاكهة. لاأعرف ماذا أصابني ؟ لكنني تعلمت منذ الصغر، أن المحبة لم تكن يوما تزرع في أرض بوار، ولا تورث من دار إلى دار، إنها درس نتعلمه من جد إلى جد، نستنشقها من أثار الأبطال، من بكاء ربات الحجال، ومن رسائل العشاق الذين كتب التاريخ قصتهم من نار.

هاهو الصيف على الأبواب، إنه يعانقني هذه المرة بجسده المترهل، يبدو أنه منهك هو الآخر مثلي، رائحته مختلفة، ماذا أصابه ياترى ؟ لماذا يبدو محتشما و بلباس هذه المرة غير شفاف؟ هل الشفافية جريمة ؟

ياللمصادفة العجيبة، لقد أخبرتني أمي أنني ولدت في هذا الفصل، فيه تسقط الملائكة لترقص رقصة الحياة، فيه نصافح البحر بصفاء، ونخترع سفن الحب تمشي بخيلاء فوق الماء، نجري فوق لهيب الرمال، وعندما يحل الليل نطلق العنان للذاكر للسفر في كل الأزمان، نتذكر جل قصص الحب التي عشنا فلا ننام، فيه نتذكر أننا ولدنا في هذه الحياة من أجل أن نبقى أوفياء، أوفياء للذين مروا يوما من حياتنا وتركوا نقشا جميلا لن ولن تمحيه السنوات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *