مجتمع

فطومة.. أول سائقة شاحنة نظافة بالمغرب تحكي تفاصيل قصتها (فيديو)

تعتبر فطومة التريعي أول سائقة شاحنة نظافة في المغرب، تعمل بشركة أوزون للبيئة، وتعرف في مدينتها الصويرة بحبها الكبير لعملها، يقابل بالتقدير والاحترام من طرف الجميع، ساكنة وزملاء ورؤساء العمل.

تحكي فطومة لجريدة العمق من داخل بيتها في حي شعبي، أن وفاة زوجها اضطرها للخروج للعمل من أجل إعالة أولادها، لكن اختيارها لهذه المهنة لم يكن صدفة، فقيادة شاحنة كانت حلمها منذ كانت صغيرة، فهي مولعة بقيادة المركبات، وعلاقتها بالتواصل مع الناس البسطاء في أمر يهمهم يسعدها.

وتضيف فطومة أن الظروف الجيدة للعمل التي توفرها الشركة تجعلها تحب مهنتها كثيرا، بل إنها لا تخفي اشتياقها للعمل بعد عطلة، لأنها تحس أنها تحقق ذاتها وهي وراء المقود تساهم في نظافة المدينة بكل فخر واعتزاز.

ثقة
تروي فطومة أن وضع الشركة الثقة فيها لقيادة شاحنة لم يكن بين يوم وليلة، فهي مارست جمع الأزيال مثل أي عامل آخر، وأيضا عملت بالمكنسة وتنقية الشاطئ. اجتهدت وضاعفت جهدها دون كلل وهي أن ترى أن الصعود إلى “شاحنة” والأخذ بزمام الأمور حلم قريب قد يتحقق في أي وقت.

قبل ذلك لم يكن ذلك ممكنا دون أن تحصل على رخصة السياقة، التي استصعبتها في البداية، ورأتها غابة محفوفة بالمخاطر، لكن ما توكلت على الله وبدأت في الأمور الإدارية وفي تعلم السياقة، حتى ظهر أن تلك الغابة الكثيفة لم تكن سوى وهم كبير قد يعشش للناس في عقولهم، وأن القيام بخطوة داخل تلك الغابة يتجاوز المرء الشجرة الأولى لتظهر له السبيل واضحا نحو هدفه المقصود.

لا تنسى فطومة ما قام به عدد من زملائها في مساعدتها في بداياتها، إذ يتعاملون معها معاملة الزميل لزميلته التي يريد لها النجاح والتفوق غير بخلاء بكل نصيحة وغير مترددين في تقديم أية مساعدة.

حكمة
تواجه هذه السيدة الصويرية المجتمع بكثير من الحكمة والصبر، البعض يرى فيها “خروجا” عن المألوف، لكن الكثيرين يقدرون عملها ويعتبرونها “فلتة” زمان في مجتمع قد لا يقدر كثيرا عمل النساء لا سيما في المهن الشاقة.

تتابع فطومة حديثها وبريق أمل يشع من عينيها “سرعان ما تتحول دهشة النظر الأولى إلى تشجيع ومباركة للعمل، وهو ما يعطيني الحماس للمواصلة في هذه المهنة بكل الشغف الذي بدأتها فيه”.

شغفها بقيادة المركبات، منحها فرصة الحلم أيضا بقيادة شاحنة من الحجم الكبير جدا المعروف باسم “الرموك”، لقطع مسافات كبيرة بين مدينتين أو أكثر.

أمل
تبدأ فطومة يومها بالاستيقاظ باكرا، تهتم بفطور الأولاد وباقي حاجياتهم سواء تعلق الأمر قي وقت الدراسة أو في العطلة المدرسية.

لا ترى عيبا أن تخرج المرأة إلى العمل فهي التوفيق بين الوظيفة وشؤون البيت يرفع مكانتها بين أولادها وفي المجتمع، يكفي فقط للنجاح في الحياة تنظيم الوقت والتفكير جيدا وقت اتخاذ القرار في أمور الدنيا، والفرز بين الأولويات وغيرها.

لا تفوت فطومة الفرصة دون أن توجه رسالة لبنات جنسها ولكل العالم، فهي ترى أن “الشجاعة” وحدها الكفيلة باقتحام الصعاب وفتح الأبواب الموصدة بالأقفال الصدئة، والتي يرى الكثيرون أن لا سبيل للتعاطي معها غير الابتعاد عنها أو وإعطائها القفا على حد تعبيرها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *