الأسرة، مجتمع

بحث يرصد تنامي العنف الاقتصادي وتزايد الأعباء على النساء خلال الحجر

رصد بحث أنجزته جمعيات حقوقية نسائية، تناميا في العنف الاقتصادي وتزايدا في الأعباء المنزلية والهشاشة وفقدان للعمل وإضافة مسؤوليات جديدة من قبيل تعليم الأطفال عن بعد، في صفوف النساء بالمغرب خلال فترة جائحة كورونا.

البحث المعنون بـ”انعكاس جائحة كورونا على العنف الممارس اتجاه النساء بالمغرب” والذي انجزته منظمة امرأة بمشاركة 17 منظمة غير حكومية في مختلف مناطق المغرب ما بين 20 مارس الى 16 أبريل، أظهر أن 47.76 في المائة من المجيبين عبر الإنترنت لاحظوا تغيرات نوعية في طبيعة العنف ضد المرأة المرتكبة خلال حالة فترة الطوارئ الصحية.

وأوضح البحث، أن عددا من النساء وجدن أنفسهن محرومات من الاستفادة من التعويضات المخصصة للفئات المتضررة من الجائحة سواء بالنسبة للمستفيدين من التعويضات، حيث تم إعطاء الأولوية للمأجورين المسجلين في صندوق الضمان الاجتماعي، مما كان له انعكاسا على استفادة النساء من هده التعويضات نظرا لكون غالبية النساء المأجورات هن غير مصرح بهن لدى صندوق الضمان أو تشتغلن في القطاعات الغير مهيكلة والمياومات”.

كما أن غالبية النساء، يضيف البحث، “وجدن أنفسهن غير مؤهلات لاستفادة من هدا التعويض لأن بطاقة رميد غالبا ما تصدر بإسم الزوج أو الأب، وغالبية النساء المتزوجات لم تتمكن من الاستفادة منها، ثم النساء المنفصلات عن أزواجهن لسنوات، بالإضافة إلى الفئة التي لا تملك بطاقة رميد و غير مصرح بها في صندوق الضمان الاجتماعي”.

وتابع البحث، أنه لوحظ أيضا، “أن غالبية النساء اللواتي قدمن طلب في هدا السياق تم رفض طلبهن إما لأنهن متزوجات والزوج هو من سيستفيد من هدا النوع التعويض، بل حتى بالنسبة للنساء الغير مطلقات و اللواتي في حالة نزاع مع الزوج، كما رفض طلب فئة أخرى بدعوى أنها مسؤولة من أبيها وهو من يجب أن يقدم الطلب، وحتى بالنسبة للنساء والفتيات اللواتي تتكلفن بمصاريف أبائهم أو يعيشن مستقلات”.

البحث، رصد أيضا، أن عدد من النساء العاملات  وجدن أنفسهن دون دخل و دون أي تعويض، رغم كون غالبتهن مسؤولات عن أسرهن و عائلتهن. الشيء الذي كان له انعكاس خطير على مجريات حياتهم اليومية، فمنهن من فقدن سكناهن وأصبحن مشردات و هناك من أصبحن أكثر عرضة للعنف لعدم توفيرهن لمصروف الزوج اليومي أو مصروف الابن أو الأخ أو الأب، وخاصة في حالة الإدمان، كما أن العديدات منهن أصبحن معتمدات كليا على أزواجهن فيما يخص المصاريف مما جعلهن أكثر عرضة للعنف أو مضطرات للصبر على ما يتعرضن له.

ومن جهة أخرى، أشار البحث إلى أن 80 في المائة من المشاركين في استبيان عبر الانترنت أفادوا بأن النساء قد ازدادت حاجياتهن، كما تنوعت وشملت أيضا حاجيات خلال حالة الطوارئ الصحية، منها حاجيات نفسية وطبية والحاجة للإيواء وضمان الحماية، والوساطة للحصول على بعض الحاجيات .

ولفت البحث، إلى أن عدد من النساء تتقبلن الوضعية التي تعشنها رغم تفاقمها و ذلك لعدة أسباب منها، عدم القدرة على الدفاع عن النفس، وعدم المعرفة أو القدرة على استعمال تكنولوجيا المعلومات الرقمية خاصة النساء في وضعية إعاقة، النساء الأميات، والخوف من لوم العائلة، أو تعريض نفسها وأطفالها للإصابة بعدوى الفيروس.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *