مجتمع

خديجة سائقة حافلة الخط 1 بمراكش .. قصة شغف وطموح (فيديو)

تقترب الشمس من المغيب في يوم صيفي حار من شهر يوليوز بمدينة مراكش، بينما تحتفظ الشابة خديجة بنفس الحماس الذي بدأت به عملها قبل ساعات وراء مقود حافلة حضرية، ويستمر إلى الحادية عشرة ليلا.

على الخط رقم 1، وطيلة سنة ونصف مدة عملها، عرفت خديجة بجديتها وتفانيها في العمل، وأصبحت جزء من روتين يومي لعمال وطلبة متوجهون إلى مكاتبهم أو إلى الجامعة.

تقول خديجة مصان لجريدة العمق وهي تسترجع أنفاسها وترتوي من قارورة ماء باردة بعد عطش ظاهر “وحده حب المهنة ما يجعلك متشبثة بها إلى أقصد حد، فيها تحققين ذاتك وتطمحين إلى ما هو أفضل”.

موهبة

تعتبر خديجة مصان واحدة من السائقات الموهوبات بشركة “ألزا” للنقل الحضري بمدينة مراكش. قادها الشغف بقيادة المركبات الكبيرة إلى مهنة يعتقد الكثيرون أنها حكرا على الرجال لصعوبتها.

حين تصل إلى قاطرة القيادة، تدخل في عالم خاص يخيل لمن يراها بسبب تركيزها الكبير، أنها بصدد القيام بمهمة مستحيلة في شوارع مراكش مكتظة بالدراجات النارية والعادية.

يقول فيلبي مدير الشركة للعمق “لا فرق بين رجل وامرأة داخل الشركة، وحدها الكفاءة من تحكم، والنساء مثل خديجة من أفضل ما نقدمه للمدينة الحمراء”.

تركيز

تركيز خديجة المعتاد زاد في زمن كوفيد19، فهي تحرص على تعقيم مكان عملها، بقناعها الوردي تواجه كل راكب بكلمة طيبة تطلب منه تعقيم يديه ووضع القناع بشكل مناسب، قبل أن تدخل في “صمت عميق” بعد انطلاق الحافلة من جديد.

تقول خديجة ” أهل مراكش في مستوى كبير من الوعي ولا نجد صعوبة تذكر في إقناعهم بضرورة القيام بالإجراءات الصحية الاحترازية، وتطبيق مبادئ التباعد الجسدي والنظافة.

فيما يبرز فيلبي “سلوك الركاب الواعي في هذه الجائحة يساعدنا على حمايتهم وحماية عمالها في زمن الجائحة الوبائية”.

لمسة

عندما تصعد سيدة إلى الحافلة، وتجد سيدة مثلها وراء المقود، تنشرح أساريرها وتخاطبها بود زائد، فيما لا يجد غيرها من الرجال في مراكش غضاضة في أن تقوده امرأة إلى وجهته”.

وتشرح خديجة وهي مفتخرة بكونها سيدة في عالم مليء بالتحديات “لا أعلم كثيرا سر الحفاوة التي تستقبلني بها النساء خاصة، لكن يبدو أن الأمر بتعلق بحلم يردن تحقيقه، أو فرح خفي بعمل النساء يحاولن إظهارهن”.

وتضيف منتشيا بالحديث عن تعاون الجميع لتحقيق طموح ينتظرهم جميعا “لم أجد أدنى صعوبة في التأقلم داخل الشركة، وجدت كل المساعدة من زميلاتي وزملائي، حتى بتنا نحس أننا إخوة وأخوات”.

حكاية
هي نفس الحكاية التي حكت نساء في مثل مهنتها، تعيدها خديجة وكأنها منبع قرارهن واحد ومصير حلمهن واحد. حكاية مطرزة بالصبر وحب المغامرة”.

تقول خديجة وكأنها تتحدث باسم نساء كثيرات ” منذ الصغر، وأنا أحلم بقيادة مركبة كبيرة، هي بالنسبة لي هواية تحولت إلى مهنة”.

وتختم قبل أن تستأنف عملها بعد وقت استراحة قصير “داخل كل إنسان، حب مخصص لشيء معين، لا يمكن أن نصبح سعداء بدون إظهار هذا الحب وتمثيله على أرض الواقع، هو من يعطينا قوة التحمل في مواجهة مصاعب المهنة وأيضا مصاعب الحياة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *