مجتمع

أم تلميذة كفيفة تروي تفاصيل حرمان ابنتها من امتحان الباكالوريا وتصرح: لم ننصف (فيديو)

قالت أم التلميذة الكفيفية صفاء بلبوح، إن حرمان ابنتها من اجتياز اختبار مادة الألمانية في الإمتحان الوطني للبكالوريا برسم الموسم الدراسي 2010/2020، قد عمق جراح الأسرة، بعد أن وضعت ورقة الامتحان فارغة.

وأوضحت الأم في تصريح مصور لجريدة “العمق”، أن التلميذة التي رافقت ابنتها، لم تتمكن من قراءة وكتابة اللغة الألمانية، مشيرة إلى أن اختيار المرافقة “كان من طرف المديرية الإقليمية للتعليم والمؤسسة التي تدرس فيها صفاء”.

وزادت المتحدثة أن أسرة صفاء لم تختلف مع رأي المديرية الإقليمية للتعليم الذي عبرت عنه في بلاغها الأخير، لكن السؤال وفق تعبيرها هو “هل استحضروا شرط معرفة كتابة وقراءة اللغة الألمانية من طرف التلميذة المرافقة؟” مستدركة؛ “إن هذا الشرط لم يتحقق”.

وتقدمت في ذات الفيديو بوافر الشكر للتلميذة التي رافقت ابنتها يوم الإمتحان ولعائلتها، مشددة على أنه “لا ذنب لها، لأنها كانت نتيجة اختيار في آخر ساعة، دون اعتماد أية معايير مضبوطة من طرف المسؤولين”.

ودافعت الأم عن مرافقة ابنتها مستشهدة بـ”إجماع أساتذة المادة الألمانية على أن تلميذ الجدع مشترك غير قادر على قراءة وكتابة اللغة الألمانية، خاصة وأن المرافقة تدرس في مؤسسة المغرب العربي، والتي لم تلتحق بها أستاذة المادة إلا بعد مرور شهرين أو ثلاثة أشهر من بداية الموسم الدراسي الجاري، وأن الدراسة توقفت حضوريا في شهر مارس بسبب الجائحة”.

وعن مطالبهم قالت في ذات التصريح “ليست أكثر من أن تعيد البنت اختبار مادة اللغة الألمانية وفقط، وبالطريقة التي تناسبهم، إما شفهيا أو كتابيا، وبحضور أستاذ أو تلميذ جدع مشترك أو أي كان، شريطة أن يكون متقنا للغة الألمانية قراءة وكتابة”.

وتابعت القول “رغم أن حالتها بعد الامتحان تدهورت وأصيبت بانهيار عصبي في المنزل مع نوبة بكاء مستمرة لأنها لم تتقبل الوضع، وما لذلك من تأثير على اليوم الموالي في الامتحان”، مضيفة “لقد دخلنا متاهة لا ذنب لنا فيها”.

كما حملت المسؤولية لما ستؤول إليه الأوضاع إلى المسؤولين عن حرمان ابنتها من اجتياز الامتحان، مشيرة إلى أن مستوى ابنتها الدراسي “عالي بشهادة أساتذتها، وخاصة أستاذ اللغة الألمانية، وبالتالي فهي لا تحتاج إلى من يساعدها في هذه المادة”.

واعتبرت مجموعة الفتح للمكفوفين المعطلين حاملي الشهادات بمراكش ما وقع للتلميذة المكفوفة صفاء، بعد رفض مرافقة تحرر لها امتحان مادة الألمانية بالباكالوريا؛ “نقضا صريحا للدستور وحقوق الإنسان المكفوف”.

وقالت المجموعة إنه تم رفض المرافقة “من قبل مسؤولي قطاع التعليم لسبب غير معروف، علما أن الأمر يتعلق بمرافقة تدرس بنفس المؤسسة الشيء الذي جعل التلميذة صفاء تتلقى صدمة بسبب القرار الجائر”.

وقالت المجموعة إن “تكافؤ الفرص هو أحد المقومات والأسس التي نص عليها الدستور المغربي بغض النظر عن كون المواطن المغربي في وضعية إعاقة أم لا وهو من الثوابت الراسخة في السياسات الرشيدة والحكيمة التي لطالما أمر بها الملك حرصا منه على المساواة في كل المجالات ومن أهمها التعليم”.

وأوضحت أن المسؤولين التعليميين، وللخروج من المأزق “جاءوا بتلميذة تدرس بالجدع المشترك، لا تربطها أي علاقة باللغة الألمانية، ما جعل المترشحة تقدم ورقتها بيضاء”.

ووصفت “الفتح للمكفوفين المعطلين” التصرف بـ”المخزي، وأنه لا يعبر عن روح المسؤولية والواجب المهني”. مشيرة إلى أن المترشحة المكفوفة تحتاج لكاتب يتقن قراءة الألمانية”.

كما شجبت مجموعة الفتح للمكفوفين المعطلين حاملي الشهادات بمراكش، ما تعرضت له التلميذة صفاء من “تمييز وظلم متعمد من طرف المسؤولين”. مطالبين وزير التربية والتعليم، سعيد أمزازي، بإيجاد حل سريع يحول دون ضياع مستقبل هذه التلميذة المجتهدة والطموحة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *