أدب وفنون

علقت بإسبانيا .. تشكيلية مغربية تحول محنة الجائحة إلى لوحات إبداعية (صور)

من رحم الأزمات تخلق الفرص الكبيرة، مقولة حولتها فنانة تشكيلية مغربية إلى واقع بعدما استغلت أزمة وباء كورونا الذي فرض الحجر الصحي المنزلي لمدة طويلة على معظم دول العالم، حيث تمكنت من رسم مجموعة من اللوحات التشكيلية التي ستنظم بها معرضا فنيا خلال الأيام القليلة القادمة.

فاطنة شعنان مغربية عالقة في إسبانيا منذ حوالي 4 أشهر، تفاجأت في مارس الماضي أثناء زيارتها رفقة ابنها لمدريد بإغلاق المملكة لحدودها الجوية والبحرية لمنع انتشار فيروس كورونا، ما اضطررها للبقاء فيها رغم عدم جاهزيتها النفسية والمادية لذلك.

لم تتخيل فاطنة، تقول في تصريح لجريدة “العمق”، أن مثل هذه الأزمة يمكن أن تحدث لها في يوم من الأيام، وأنها ستجد نفسها حبيسة في بلد أجنبي بعيدا عن عائلتها وأبنائها، مشيرة إلى أنها عانت نفسيا في الأسبوع الأول من الحجر الصحي.

وأضافت أن هذا الوضع دفعها إلى التفكير في تغيير نمط حياتها والبحث عن طريقة لملء وقت فراغها وتسلية نفسها، فبدأت بالرسم باستخدام أحمر الشفاه وطلاء الأظافر والقهوة داخل الفندق الذي كانت تقطن فيه بسبب إغلاق جميع المحلات وعدم امتلاكها لأدوات الرسم.

ومع بداية تخفيف الحجر الصحي في إسبانيا، خرجت الفنانة المغربية التشكيلية لشراء أدوات الرسم التي تحتاجها، لتتمكن بعد ذلك من رسم حوالي 32 لوحة تشكيلة، تعتزم تقديمها للجمهور خلال عرض فني من المرتقب أن تنظمه يوم 17 يوليوز الجاري بأحد الفنادق التي تقيم فيها بمنطقة مازغان الساحلية في إسبانيا.

وكشفت فاطنة شعنان أن المدينة الساحلية ساعدتها نفسيا على تجاوز أزمتها، وانعكست على تيمة لوحاتها التي استمدت ألوانها ومواضيعها من البحر والرمال والطبيعة، وكذلك الثقافة الإسبانية الغنية بالمآثر التاريخية، والموسيقى، ورقصات الفلامنكو.

لا تعلم الفنانة الشكيلية فاطنة شعنان موعد عودتها إلى المملكة إلى حدود الآن، كونها سافرت إلى إسبانيا على متن سيارتها وتنتظر فتح الحدود البحرية للعودة، لكنها عبرت عن سعادتها بهذه التجربة التي وصفتها بـ”المميزة”، لأنها مكنتها من الإنتاج أكثر وجعلت أبناءها يعتمدون على أنفسهم رغم اشتياقها لهم، وكذلك عرفتها على أصدقاء جدد وعلى ثقافة أخرى.

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *