مجتمع

ترسم بماء الزيتون.. زهرة مغربية من المغرب العميق تبدع بطريقة استثنائية (فيديو)

زهرة، امرأة « جبلية » في الثلاثينيات من عمرها، تحمل هم المرأة القروية في ريشتها، وبماء الزيتون ترسم لوحات تكاد تنطق عما يجول في خاطرها.

من مداشر المغرب العميق بجماعة أونان نواحي مدينة الجبهة باقليم شفشاون، ابتكرت زهرة أحناش طريقة استثنائية للرسم، مستعينة بحبات الزيتون كبديل للصباغة، متجاوزة العوائق التي منعتها من إكمال مسيرتها.

بتأثر شديد تروي زهرة لجريدة “العمق” قصة عشقها للرسم منذ الصغر، تقول “كنت أحب الدراسة لكن بسبب صعوبة الولوج إلى المدرسة الإعدادية بالمنطقة توقفت عن التعلم” مردفة بالقول: “الأمر الذي دفعني إلى تعويض ذلك الحب بشغف الرسم، إلا أنني أصبت الاكتئاب لأتوقف عن الرسم هو الآخر”.

بعيون يملؤها الحزن والأسى تتابع زهرة حديثها “تزوجت وأنجبت وكنت أنتظر تحسن ظروف العيش، لأعود إلى ممارسة موهبتي، لكن شاء القدر أن أفقد بصري لفترة، ليعود لي فجأة بعد شهر، وأقرر بعدها العودة إلى مسك ريشتي من جديد”.

زهرة، الأم لثلاث أطفال، واجهتها عدة عراقيل في ممارسة هوايتها، فكانت تستعين بالأقلام الجافة لرسم لوحاتها، إلى أن ابتكرت طريقة طبيعية للرسم بماء الزيتون كصباغة بديلة لا تكلفها ماديا.

وجدت «الجبلية » المبدعة في الزيتون عدة ألوان تضفي على لوحاتها جمالا طبيعيا وكأنها منحوتة من الخشب، تكشف لنا زهرة سر هذا الجمال موضحة “أعصر بعض حبات الزيتون مباشرة، وأطحن الحبات الأخرى، وأرقد الباقي في الثلاجة، لأحصل عى ثلاث ألوان من مياه حبة الزيتون”.

تعبر زهرة في لوحاتها عن تقاليد منطقة “جبالة” وحال المرأة القروية وما تعانيه من تهميش في مجتمع قروي ذكوري، وتؤكد « المرأة في « الجبل » ليس لها قيمة ولاحقوق، تقوم بدور الرجل ودور المرأة في آن واحد، داخل البيت وخارجه ».

رغم قلة ذات اليد وصعوبة التنقل، تطمح زهرة إلى إقامة معرض لها بالمدينة، خاصة بعد مشاركتها في عدة مسابقات عبر وسائل التواصل الاجتماعي وحصولها على مراتب متقدمة.

من جهة أخرى تشدد زهرة على تمدرس المرأة القروية، وتطالب بتكوينها في شتى المجالات لما لها من كفاءات تحتاج فقط إلى صقلها. وتوجه رسالة قوية للفتاة القروية مفادها “شجعي نفسك بنفسك، ولا تتخلي عن موهبتك مهما كانت الطروف”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *