مجتمع، مغاربة العالم

بالدموع.. مغربيات عالقات بسبتة يوجهن نداءات “استغاثة” للملك لإعادتهم للوطن قبل العيد (فيديو وصور)

وجهت نساء مغربيات عالقات بمدينة سبتة، مناشدات ونداءات “استغاثة” إلى الملك محمد السادس، من أجل إعادتهن رفقة باقي العالقين بالمدينة المحتلة إلى مدنهم في أقرب وقت ممكن، من أجل إحياء عيد الأضحى مع أبنائهن وعائلاتهن.

وكشفت النساء في مقاطع فيديو على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، ظروف مزرية يعشنها داخل أحد المستودعات التجاربة بمنطقة تاراخال الحدودية، مشيرات وهن يذرفن الدموع، إلى أن أوضاعهن المادية والنفسية جد متدهورة بعد مضي زهاء 5 أشهر من غلق الحدود.

وأوضحت العالقات أنهم يعانين مع ارتفاع درجة الحرارة ولا يستطعن خلال النهار البقاء داخل المستودع الذي أعدته لهم سلطات سبتة كمكان للإيواء، لافتات إلى أنهم عشن لأول مرة شهر رمضان وعيد الفطر بعيدا عن أسرهن، ولا يريدن تكرار نفس السيناريو خلال عيد الأضحى.

إحدى العالقات كشفت أنها حاولت الانتحار بسبب وضعيتها النفسية المتأزمة، مشيرة إلى أنها لم ترى عائلتها منذ 5 أشهر، مناشدة المسؤولين المغاربة التدخل لإجلائهن إلى وطنهن إسوة بنظرائهن العالقين الذين دخلوا إلى المغرب خلال الأسابيع الماضية.

سبتة المحتلة

نفس الأمر بالنسبة لشاب من تطوان ظل عالقا بسبتة منذ قرار المملكة إغلاق الحدود بسبب جائجة كورونا، حيث كشف مصدر محلي أن هذا الشاب يعاني من مرض مزمن على مستوى القلب إلى جانب مرض نفسي، وهو ما جلعه يفكر في الانتحار بسبب غيابه عن طبيبه بتطوان منذ حوالي 5 أشهر.

ووفق المعطيات التي توصلت بها جريدة “العمق”، فإن فئة كبيرة من المغاربة العالقين بسبتة لا يملكون من حل للعودة إلى وطنهم إلا عبر معبر باب سبتة، نظرا لكونهم لا يتوفرون على تأشيرة تمكنهم من دخول التراب الإسباني أو الفرنسي والسفر من هناك إلى المغرب رغم التكلفة المرتفعة للرحلة.

العالقون المتبقون أغلبهم كانوا يشتغلون داخل المدينة المحتلة وظلوا عالقين هناك منذ قرار المغرب إغلاق الحدود شهر مارس الماضي، حيث تم رفض إعادتهم إلى المغرب رغم توجههم إلى المعبر الحدود باب سبتة أثناء إجلاء نظرائهم، بداعي عدم وجود أسمائهم ضمن لوائح المعنيين بالعودة.

سيدة مغربية من بين العالقين، قالت في شريط فيديو: “دخلت إلى سبتة ليوم واحد لأجد نفسي عالقة منذ 5 أشهر، تركنا أبناءها وأزواجها وآباءنا دون معيل، معنا مسنين ومرضى ونعاني من ظروف صعبة، منا من ينام في الشارع وآخرون لا يجدون ما يأكلونه لولا مساعدات بعض المحسنين المغاربة”.

وأشارت المتحدثة إلى أن المستودع التجاري الذي يقيم به غالبية العالقين المغاربة “أشبه بسجن تنعدم فيه شروط الحياة الضرورية، والحرارة مرتفعة جدا، ونحن لا نطالب بأي شيء سوى العودة إلى وطننا، لماذا تم ترحيل العالقين من مختلف دول العالم وتم استثناؤنا نحن فقط؟”.

وتابعت قولها: “نريد حلا عاجلا من طرف المسؤولين، منذ عيد الفطر ونحن نسمع وعودا بفتح الحدود دون أي جديد، علما أننا لا نبعد عن وطننا إلا بخطوة واحدة، عيينا ما نهدرو وحتى واحد ما كيسمع صوتنا، حشومة هاذشي” وفق تعبيرها.

عبد الرحيم الناو، أحد النشطاء المغاربة العالقين بسبتة، أوضح لجريدة “العمق” أن معاناة المغاربة العالقين بسبتة السليبة، وخاصة النساء، تزداد استفحالا في غياب تام لأي تصريح حكومي يعيد الأمل لهم، مناشدا المواطنين المغاربة تسليط الضوء على هذه القضية وجعلها قضية رأي عام.

واعتبر أن مصير العالقين بسبتة مازال مجهولا ولم يشملهم قرار الفتح الاستثنائي للحدود، كما لم يتم إرسال ولو رسالة اطمئنان واحدة من طرف الحكومة والمسؤولين، لافتا إلى أنهم يعيشون ظروفا أقل ما يقال عنها أنها تحط من كرامتهم.

سبتة المحتلة

وأضاف: “عيب وعار أن تبقى أمهاتنا وأخواتنا العالقات في هذا الوضع، فالمكان ضيق وعدد العالقات بالمستودع يزداد يوميا، مما يضطر السلطات الإسبانية إلى اتخاذ إجراءات غالبا ما تكون على حساب راحة هؤلاء النسوة، أضف إلى ذلك الحرارة تحت سقف الزنك، أما العذاب النفسي فلا تسأل عنه”.

وأردف الناو قائلا: “هاذ الناس شنو المصير ديالهم في ظل الصمت السائد من طرف الحكومة؟ شنو الذنب للي ارتكبوه باش يبقاوا في سجن مفتوح بدون حكم؟ بالله عليكم هل هناك عذاب أكبر من هذا العذاب؟، أن تجد نفسك في أواخر عمرك بدون وطن يحتضنك ولا إعلام يدافع عنك ولا حكومة تمثلك ولا برلمان يسأل عنك ولا ولا، واش هاذ الناس طاحوا من السما أعباد الله”.

سبتة المحتلة

سبتة المحتلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *