مجتمع

في زمن كورونا بمراكش.. احتياطات واجبة ترافق مهنا موسمية يوم عيد الأضحى

تنشط خلال يوم عيد الأضحى بمدينة مراكش مهن موسمية أبرزها ذبح الأضاحي في المنازل، وتقطيعها في محلات الجزارة، وشي رؤوسها في الساحات العمومية خاصة في الأحياء الشعبية، ويذر ذلك على أصحابها دخلا إضافيا، لكن في زمن كورونا يأخذ عدد من العمال الموسميين والزبناء احتياطاتهم اللازمة منعا لتفشي الفيروس.

جزار

أمين (34 سنة) يعمل مساعد تاجر في الأيام العادية، لكنه خلال عيد أضحى بادر إلى طلب ترخيص لممارسة ذبح الأضاحي لدى العائلات المراكشية.

يقول لجريدة  “العمق”، ” كانت نتيجة تحليلتي بخصوص كوفيد19 سلبية  والحمد لله، ونودي علي من طرف السلطات المختصة لمنحي الترخيص ، الذي فرض علي مجموعة من الشروط مثل التعقيم ووضع الكمامة، وغير ذلك.

ويضيف لم يكن الأمر سهلا،  لقد أوصاني بعض الزبناء منذ ليلة العيد، لذبح أضاحيهم، كان العدد محدودا جدا على خلاف ما كنت أتوقع، وبعدها عدت أدراجي.

ويشرح أمين أن كثيرا من المراكشيين في حيه الشعبي، شمروا على سواعدهم وذبحوا أضاحيهم بأنفسهم، إذ إن “كورونا فرضت ذلك”.

تقطيع

على خلاف أمين، فقد استطاع خالد (43 سنة) أن يكسب من المال في يوم واحد ما لا يكسبه في شهر، من خلال تقطيع الأضاحي.

يقول أحد المواطنين “نلجأ إلى جزار الحي من أجل تقطيع الأضاحي، لقد فرض على كل “سكيطة” من 100 إلى 120 درهم بزيادة ظاهرة عن السنة الماضية.

أما خالد فيقول ” يعمل الكثيرون على تقطيع أضاحيهم في المنزل، لكن ليس بالاحترافية المطلوبة، فالثمن الذي نطلبه للزبون هو مقابل الإتقان وتقطيع الخروف “حسب شهوته”.

ويضيف أن حرارة الجو دفعت الكثيرين إلى طلب خدمة الجزار في يوم العيد، وليس في اليوم الموالي، مما جعل الطلب أكثر.

شي الرؤوس

منعت السلطة المختصة في العاصمة الرباط شي رؤوس الأغنام في الساحات العمومية، لكن الأمر مختلف جدا في مدينة مراكش، فمنظر الرؤوس المسودة وسط النيران المشتعلة أصبح جزءا من المشهد العام يوم عيد الأضحى بالمدينة.

يستعمل الشاب سفيان (16سنة) كل متلاشيات الخشب الموجودة في سطح منزله  أو يجلبها من عند الجيران من أجل أن يوقد “نار شي الرؤوس”.

يقضي سفيان اليوم كله وهو يلبي طلبات زبائنه، كمامته التي يضعها تحت ذقنه لم يعد لها معنى وهو يقتحم في كل مرة “الشوايا” الكبيرة من أجل وضع رأس طازج أو جلب آخر قد شوي تماما.

رغم ذلك فهو يغسل يديه ويعقمهما بين الفينة والأخرى كما يحرص أن يبقي على مسافة الأمان بينه وبين زبنائه.

يقول سفيان إن هذه المهنة الموسمية تدر عليه ما بين 1000 و1500 درهم في ذلك اليوم، كفيلة بأي يؤدي بها ثمن الأدوات المدرسية للعام المقبل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *