مجتمع

“وعود زائفة” تدفع مرضى القصور الكلوي بخنيفرة إلى خوض مسيرة احتجاجية

بعد تردي الأوضاع وسوء الخدمات الصحية بمركز تصفية الدم بخنيفرة، وبسبب عدم تنفيذ وعود السلطات بحل كل المشاكل التي يتخبط فيها نفس المركز، خرج مرضى الدياليز بخنيفرة، مساء أمس الثلاثاء في مسيرة صوب مندوبية الصحة ثم صوب عمالة خنيفرة.

المحتجون الذين كانوا مؤازرين في مسيرتهم بالجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع خنيفرة، رفعوا شعارات ينددون فيها بـ”الوعود الكاذبة” للسلطات بالتدخل لحل مشاكلهم التي تفاقمت.

أحد المرضى شارك في الوقفة قال في حديثه لـ”العمق” إن “المركز يعيش مشاكل بالجملة فيما السلطات تنام في العسل غير مكترثة بالأمر دائما تعطينا وعود ولاتنفذ على أرض الواقع، نعيش العذاب بهذا المركز، ومن بين المشاكل التعطل المستمر لأجهزة تصفية الدم إضافة إلى التعامل السيئ من طرف أطر المركز علاوة على سوء التغذية”.

وفي هذا الصدد، قال عضو الجمعية المغربية لحقوق الإنسان كبير قاشا، الذي بدوره شارك في المسيرة الإحتجاجية، إنه بعد وقفة احتجاجية أمام مركز تصفية الدم نظم المحتجون مسيرة في اتجاه مندوبية وزارة الصحة مرورا لعمالة الإقليم، و”هي المندوبية التي يبدو أن آخر اهتماماتها هي صحة مرضى القصور الكلوي”.

وأضاف الفاعل الحقوقي، في تصريح لجريدة العمق، قائلا المسيرة كانت تتقدم حينا وتتوقف أحيانا أخرى بفعل حواجز من عناصر الأمن و القوات المساعدة، مشيرا إلى أن المرضى المشاركون بالمسيرة بعضهم بالكاد أنهى حصة التصفية و خرج ليدين شروط تطبيبه عوض أن يقصد منزله للراحة، و”شعارات المسيرة لا تتجاوز سقف المطالبة بطبيب كلي و تقني لصيانة وتشغيل الأجهزة علما أنهم يعتبرون التقني المكلف بأجهزة التصفية غير مؤهل تقنيا و علميا لذلك بحكم تخصصه البسيط”.

واستطرد المتحدث ذاته، قائلا إن هذا الشكل الاحتجاجي جاء بعد وفاة أحد المرضى مؤخرا بعد عودته من حصة التصفية حيث ظل يردد عبارة ” إني أختنق إني أشعر بصعوبة في التنفس” طيلة حصة التصفية دون أن تلتقط أناته أو شكواه.

وفي منتصف الطريق نحو عمالة الإقليم فتح الباشا حوارا مع المرضى حيث تعهد مرة أخرى بإرسال لجنة يوم غد للمركز للوقوف على مجموعة من الاختلالات الجديدة خصوصا وأن الجمعية المشرفة على المركز قاطعت كل أنشطته وتركت تدبيره ومصيره للسلطة المحلية، كما تعهد أيضا بالاتصال بمندوبية الصحة لتتحمل مسؤوليتها في توفير طبيب مختص في الكلي للمركز ملتمسا مهلة لا تتجاوز الأسبوع لذلك ومقترحا لجنة للتواصل و امتدادها بكل المستجدات.

وأشار قاشا، إلى أن حالة المرضى تزداد تدهورا وملامحهم تشي بأنهم لا يستفيدون من حصص التصفية كما أن نفسيتهم منهارة ومخاوفهم متعاظمة في “مركز يستنزف أموال و موارد مهمة ويشغل جيشا من المستخدمين دون قيمة مضافة، والشيء المرعب هو أن البعض من المرضى صرح لنا كجمعية مغربية لحقوق الانسان بأنه يقاطع حصص التصفية لأنه لا يستشعر أي تحسن أو تغير بعدها ولذلك اختار اعتماد طرق تطبيب شعبي تقليدي نظنها من جهتنا تسرع ٱجال حتفهم لا غير”.

وكانت طبيية مختصة في أمراض الكلي بالمستشفى الإقليمي بخنيفرة، قجمت استقالتها من العمل بمركز تصفية الدم بخنيفرة، ثم كشفت بأن هذا الأخير يعيش وضعا خطيرا، وقالت إن ضميرها المهني يمنعها من التورط في المشاركة فيما وصفته بـ”الجرائم” و”الخروقات” التي يعرفها المركز، خصوصا أنها منذ سنة 2016 وهي تحذر وتنبه وتراسل وتحتج، دون أدنى تفاعل من المندوبية الإقليمية لوزارة الصحة بخنيفرة والجهات الأخرى المعنية بتسيير المركز، حسب تعبيرها.

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *