سياسة

خبير أمني: الخلية الإرهابية حاولت مفاجأة المغرب خلال كورونا.. ولو نجحت لكانت أكبر من تفجيرات 16 ماي

محجوزات أمنية كانت بحوزة الخلية الارهابية

كشف محمد أكضيض إطار أمني متقاعد وخبير في القضايا الأمنية، أن الخلية الإرهابية التي جرى تفكيكها أمس الخميس، “حاولت الخروج بعنصر المفاجأة والاستثناء في العالم، بالنظر لكون تحركات الإرهاب تناقصت إلى حد كبير ولم يظهر لها أثر خلال انشغال العالم بالجائحة ومنها المغرب، إلا أن الاستخبارات المغربية ظلت باستمرار يقظة أمام عنصر المفاجأة وكانت لها المبادرة  بتكتيك محكم ومتدرج عبر الزمن وعبر التدخل والرصد” على حد تعبيره.

عملية كبيرة بيقظة استخباراتية قوية 

أوضح أكضيض في اتصال بجريدة “العمق”، أن عملية أمس “كبيرة بكل المقاييس، ولو قدر الله أن نُفذت، لكانت ستكون تداعيتها أكبر مما شاهدناه في الضربة الإرهابية لسنة 2003 بالدار البيضاء”.

وتابع المتحدث، أن “ما عرض من محجوزات ضم أولا أحزمة ناسفة، وهذا يحيلنا على أن العملية كانت ستتم على شكل ذئاب منفردة بأحزمة ناسفة لمناطق حساسة، كما تضمنت المحجوزات طناجر ضغط فيها مسامر وبجابنها مواد كيميائية وصواعق كهربائية وهذا يدل على أنها كانت ستُستغل كقنابل تقليدية موقوتة قابلة للتفجير”.

الخبير الأمني، أبرز أن “وجود الخلايا في مدن تمارة والصخيرت وتيفلت وطنجة، تدل على أن القاسم المشترك في أن هذه الخلية كانت داخل ضواحي المدن أو داخل الأحياء الشعبية، نظرا للكثافة السكانية والقدرة على التحرك داخلها، مما كان يسهل عليهم التواصل واقتناء المواد والتحضير”.

وزاد قائلا، “رغم محاولة الاختفاء فيها وعدم إثارة الانتباه لكثافة الحركة في الاحياء، إلى أن أعين المخابرات كانت على هؤلاء في جميع هذه المدن، وهذا يعطينا صورة على أن الاستخبارات المغربية قوية لها تكتيكات واستراتيجية وكفاءات”، مضيفا أن “تزامن مسألة الإيقافات ومداهمات بيوت الخلية والتوقيت كذلك يعطي قدرة الاستخبارات والمكتب المركزي للابحاث على أنه كان متمكن بامتياز وبقدرة عالية على وضع يده على الخلية في وقت واحد وبعملية واحدة”.

الحموشي رجل متمكن بامتياز  

وحول حضور عبد اللطيف الحموشي المدير العام للأمن الوطني وإدارة مراقبة التراب الوطني خلال عملية التفكيك، قال أكضيض إن الأخير “رجل متمكن بامتياز من الاستخبارات وهذا لا اختلاف عليه ودول شهدت له بذلك من خلال التوشيحات الدولية”، موردا أن “الرسالة التي يقدمها اليوم الحموشي هي أن هذه الخلية هي أكبر من خلية الدار البيضاء التي هزت المغرب سنة 2003، وشكلت مفترق الطرق لإعادة هيكلة الأجهزة الامنية وانخراط المغرب منذ ذالك الوقت في محاربة الإرهاب”.

وشدد الإطار الأمني السابق والخبير في القضايا الأمنية، في الاتصال ذاته، على أننا اليوم “نحصد نتائج إيجابية وناجحة لإشراف رجل على الاستخبارات”.

اشتغال محكم على الحدود

وسجل أكضيض، على أن الاستخبارات المغربية تتحكم بشكل جيد في منافذ الحدود خاصة مع دول الساحل والصحراء، حتى لا يتسرب أي سلاح أو متفجرات صناعية للمغرب، لضرب أمن واستقرار المملكة.

كما سجل بامتياز اشتغال الاستخبارات على الحدود سواء الرسمية أو عبر منافذ تهريب، خاصة الحدود مع جنوب الصحراء حيث تستغل المنظمات الارهابية والخطر الداهم من دول جنوب الصحراء بما فيها الحدود الشرقية، مشيرا إلى أن المحجوزات المحلية تبين بالدليل أن الاستخبارات تقبض بكل جدية كل منافذ الحدود خاصة الحدود مع دول الساحل والصحراء.

وأوضح أن الضربة التي تلقها ضابط الأمن في تيفلت، تبين أنه لو تفورت للخلية أسلحة لكان هناك صورة أخرى للتدخل، “لكن قوة الاستخبارات في الاشتغال في الحدود وتأمين حدوده جعل الخلية لا تتوفر على متفجرات صناعية قادمة من الخارج أو أسلحة نارية أيضا” يقول المتحدث.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *