مجتمع

“قوارب الموت” تعود إلى الواجهة.. هل سيشهد المغرب موجة جديدة للهجرة السرية؟ (صور)

سجدة شكر مهاجرين

عادت الهجرة السرية لتطفو على واجهة الأحداث بشمال المغرب مجددا، بعدما أثارت مشاهد وصول مجموعة من الشبان والمراهقين المغاربة إلى شاطئ جنوب إسبانيا، عبر قوارب خشبية تقليدية، تفاعلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ظهر المهاجرون وهم يسجدون سجدة شكر تعبيرا عن الفرح بوصولهم إلى “الفردوس الأوروبي”.

مراقبون حذروا من أن مشاهد “سجود الشكر” التي تم تداولها على المنصات الاجتماعية، قد تشكل دافعا محفزا لشباب آخرين فقدوا الأمل في وطنهم من أجل ركوب “قوارب الموت”، خاصة بعدما أقدم طفلان قاصران على محاولة الهجرة السرية على متن مركب مطاطي صغير خاص بسباحة الأطفال على الشواطئ، قبل أن يتمكن شبان من إنقاذهما بعرض البحر.

محمد بن عيسى، رئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان، اعتبر أن هذه المشاهد تؤشر على أن المغرب يشهد موجة جديدة لعودة حلم “الفردوس الأوروبي” في مخيال الشباب المغربي، وهو الأمر الذي سبق أن حذر منه خلال شهر ماي الماضي.

وأوضح بن عيسى في تصريح لجريدة “العمق”، أنه من المرتقب أن يعرف المغرب أكبر موجة لهجرة الشباب المغربي خلال هذه السنة والعام القادم، وذلك بسبب ما أسماه “فقدان الأمل”، كما أننا مقبلون على انتفاضات اجتماعية بسبب غياب الثقة في حال ظلت الأوضاع على ما هو عليه، حسب قوله.

سجدة شكر مهاجرين

وأشار الحقوقي إلى أن الأمر لم يعد مقتصرا على الفئات العمرية بين 20 و40 سنة كما في السابق، بل تصاعد مؤشر محاولات هجرة القاصرين وكذلك الأسر، مفسرا ذلك إلى كون “فقدان الأمل وغياب الثقة يتسللان إلى قلوب وعقول مختلف الفئات الاجتماعية التي تعاني الحرمان والتهميش”.

ورغم أن أخبار جائحة كورونا أشغلت العالم ولا زالت تتصدر قائمة المواضيع الأكثر تداولا على المستوى الوطني والدولي، إلا أن مشاهد وصول قرابة 35 شابا وقاصرا مغربيا إلى شاطئ مدينة قاديس بإسبانيا، وسجود مجموعة منهم تعبيرا عن فرحهم، أعاد ملف “قوارب الموت” وأوضاع الشباب المغربي إلى واجهة الأحداث.

سجدة شكر مهاجرين

“فقدان الأمل”

نشطاء اعتبروا في تدوينات على موقع فيسبوك، أن مشاهد سجود المهاجرين المغاربة تلخص حكاية معاناتهم داخل وطنهم، مشيرين إلى أن “سياسات الدولة والتوزيع غير العادل للثروة أدت بهؤلاء الشباب إلى فقدان الأمل في العيش الكريم ببلادهم وركوب قوارب الموت من أجل الوصول إلى بلاد الغربة”.

وفي هذا السياق، كشفت دراسة ميدانية أجراها مرصد الشمال لحقوق الإنسان بشراكة مع مكتب الدراسات “Future Elite”، أن منسوب الثقة في أغلب المؤسسات والفاعلين بالمغرب جد متدني، وأن الأمل في أي تغيير شبه منعدم.

سجدة شكر مهاجرين

وحسب رئيس المرصد محمد بن عيسيى، فإن الدراسة التي ستُنشر تفاصيلها لاحقا، أشارت إلى أن الدولة ومؤسساتها تساهمان في تكريس تدني منسوب الثقة لدى الشباب المغاربة، خاصة أن “الإقصاء” الاجتماعي والاقتصادي والسياسي للشباب جد عالي، في حين أن وباء كورونا يسرع زمن التغيير.

لذلك، يرى الفاعل الحقوق ذاته، أن سجود المهاجرين السريين المغاربة بعد وصولهم إلى التراب الإسباني عبر “قوارب الموت”، يشكل تعبيرا رمزيا عن فرحة في الانتقال من بلاد “الحكرة” إلى أرض “الكرامة والحقوق” حسب ما يعتقده هؤلاء الشباب.

سجدة شكر مهاجرين

وبخصوص المسؤولين عن ظاهرة إقدام الشباب والقاصرين على رمي أنفسهم بالبحر في مغامرة قد تفقدهم أرواحهم، حمل المتحدث المسؤولية للجميع، لكن بنسب متفاوتة، معتبرا أن “النظام السياسي يتحمل المسؤولية الأكبر فيما يجري لأنه المسؤول الشرعي عن أمن ومصالح الأفراد والمجتمع، والقائم بتدبير كل الموارد”.

ونبه بن عيسى إلى وجود تمثلات لدى بعض المسؤولين على كون الهجرة غير النظامية “تجعلهم يتخلصون من فئة اجتماعية مزعجة (الشباب)، لأنهم غير مستعدين لمشاركتهم السلطة والموارد والثروة، وبالتالي يأتي خيار استبعادهم أولا، ثم دفعهم إلى ركوب قوارب الموت ثانيا، كحل أمثل  للتخلص منهم والاستفراد بالثروات والحكم”.

سجدة شكر مهاجرين

سجدة شكر مهاجرين

سجدة شكر مهاجرين

سجدة شكر مهاجرين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *