مجتمع

قصة طالبة من تاونات نهشها مرض غريب .. ووالدها: تأكل وتتبول بواسطة أنبوب

لمياء طالبة مصابة بمرض غريب

قصة لمياء تختلف عن قصص باقي المحرومين فوق الأرض، لأنها قصة تمزج بين ألم مرض تمدّد في جسد فتاة في عمر الزهور، وكفاحها المستميت من أجل البقاء، وأكثر من هذا وذاك كفاح أسرة ما زالت تستنجد أهل الأرض والسماء، ليل نهار، أملا في علاج فلذة كبدها.

معاناة لمياء، طالبة سابقة بكلية ظهر المهراز بفاس، يحكيها والدها بوعرفة أملاح، عون بالثانوية التأهيلية عبد الكريم الخطابي بجماعة طهر السوق نواحي تاونات، ويعيد من خلالها ربط الماضي بالحاضر؛ ماضٍ كله أمل وطموح، وحاضر كله ألم ومناجاة، ولكن ” رحمة الله وسعت كل شيء” يردّد أملاح بلكنة جبلية ملئها الألم والأمر في نفس الآن.

كل شيء بدأ بعد حصول لمياء على شهادة البكالوريا دورة 2016، وانتقالها لمتابعة الدراسة بمدينة فاس، أملها في الحياة إنهاء مشوارها وتحقيق حلمها وحلم أسرتها، قبل أن تحصل ما لم يكن متوقعا عام 2017، عندما بدأت أعراض مرض غريب تتسلل إلى جسد لمياء، قبل أن يلزمها الفراش في رمشة عين.

يضيف أملاح، في اتصال مع موقع “العمق”، أن رحلة علاج لمياء انطلقت في حينها؛ بين تاونات وفاس والرباط، مواعد علاجية تطول تارة وتقصر تارة أخرى، والنتيجة حالة لمياء الصحية في تراجع مستمر، وفي كل مرة تشخيص جديد بحثا عن المرض الغريب الذي شوّه جسد لمياء، وقلب حياة أسرتها رأسا على عقب، قبل أن ينتهي المآل إلى إقرار بكون المرض يدخل ضمن فصيلة الأمراض الناذرة.

الوالد أبى إلا أن يدشن رحلة بحث جديدة لعلاج ابنته، يقول بوعرفة بأنه بحث كثيرا، وسأل كثيرا، وعانى كثيرا أيضا، قبل أن يتوجه صوب مدينة مراكش، وانضم لتكتل مدني يعنى بهذا النوع من الأمراض، يضم أساتذة في كلية الطب، وخبراء ومرضى تماثلوا للشفاء.. أسسوا جمعية، وعرض على الجميع حالة لمياء، لكن جائحة كورونا، يضيف الأب، عطّلت رحلة متابعة البحث عن العلاج في “أرض الله الواسعة”.

وبخصوص حالتها الصحية في الوقت الراهن، يؤكد أملاح أنها حالة صعبة جدا، بعدما بدأ اليأس يدب في أوصال لمياء، وكأنها استشعرت العزلة التي تعانيها في بيت أسرتها، خاصة وأنها تأكل وتتبول عن طريق الأنابيب، وما يعقب ذلك من تكاليف مادية باهضة.
يترجّى الأب المحسنين، أولا لمساعدته في علاج ابنته لمياء، وثانيا في تقديم يد العون له للتكفل بكافة مصاريفها، في انتظار فرج من السماء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • غير معروف
    منذ 3 سنوات

    اللهم اشفي أختنا لمياء وكن لأسرتها معينا يا رحيم ارحمها