اقتصاد

تقرير رسمي يعدد معيقات الاندماج الاقتصادي للمغرب داخل القارة السمراء

سلط المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، الضوء على العقبات التي تعيق تحسين مستوى اندماج المغرب اقتصاديا داخل القارة الإفريقية، منها ما يتعلق بالمغرب، بينما يرتبط بعضها الآخر بالقارة الإفريقية نفسه.

وسجل مجلس الشامي في رأيه حول “الاندماج الإقليمي للمغرب في إفريقيا: من أجل بلورة إستراتيجية في خدمة تنميةٍ مستدامةٍ مع إفريقيا” غياب مقاربة مندمجة، حيث يتسم الإطار المؤسساتي المعني بتنظيم التعاون الإفريقي بتعدد المتدخلين، وضعف الموارد البشرية والمالية، وصعوبات على مستوى التنسيق بين مختلف المكونات.

رأي المجلس، الذي تم تقديمه اليوم في ندو افتراضية، اعتبر ضعف اندماج المجموعات الاقتصادية الإقليمية التي ينتمي إليها المغرب، أحد المعيقات، مبرزا أنه مسلسل الاندماج الإقليمي للمغرب في تجمع دول الساحل والصحراء يصطدم بتركيبته غير المتجانسة.

وأبرز أن اتفاقيــات تجاريــة بين المغرب ودول إفريقية لا تتنــاول موضــوع التبــادل الحــر. كمــا أن التدابيــر غيــر الجمركيــة وتعــدد الأنظمة الضريبيــة بيــن الــدول تســاهم فــي زيــادة تكاليــف المعاملات المتعلقــة بالمبادلات التجاريــة الخارجيــة.

ومن هذه المعيقات، يضيف تقرير مجلس الشامي، النطـاق الضيـق للمنطقـة المسـتهدفة، حيث تتمركـز المبادلات التجاريـة فـي منطقـة غـرب القـارة (58 فـي المائـة)، تليهـا منطقـة شـرق إفريقيـا (15.5 في المائة)، مسجلا وجود عرض غير متنوع بالقدر الكافي، حيث تهم المبادلات التجارية عددا محدودا من المنتجات الضعيفة التصنيع.

ولاحظ المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، أن الدبلوماسية الاقتصادية للمغرب لا تتوفر أحيانا على الموارد وأدوات العمل الكافية لتتبع الاتفاقيات ومشاريع الاستثمار، مسجلا ضعف اندماج النقل البحري والبري، إذ أن هناك غيابا لشركة بحرية وطنية وإقليمية، وضعف تنافسية تكاليف النقل.

تقرير مجلس الشامي، أشار إلى أن آليات دعم الصادرات غير كافية وغير ملائمة أحيانا لخصوصية المجال الإفريقي، فحسب العديد من الفاعلين الاقتصاديين الوطنيين، يقول التقرير، فإن بعض الآليات المعتمدة من قبل السلطات العمومية لدعم الصادرات يجهلها هؤلاء الفاعلون أو أن الاستفادة منها تتسم بتعقيدات إدارية على مستوى المساطر.

وللخروج من هذه الإشكالية، أوصى مجلس الشامي، بتطوير إستراتيجية مندمجة خاصة باندماج المغرب في إفريقيا، تجعل من مبدأ التنمية المشتركة منهجية عمل لها، وتكون غايتها بناء شراكة تعود بالنفع على المغرب وعلى شركائه الأفارقة في مجال التنمية الاقتصادية، وتشجيع انبثاق نخبة إفريقية ثم تكوينها في إفريقيا وتعزيز التضامن وتقاسم المعارف والمهارات، وتحسين رفاه الساكنة.

وبحسب المصدر ذاته، فإنه ينبغي جعل موضوع الاندماج الإقليمي للمغرب في القارة الإفريقية ضمن الأولويات الوطنية، عبر اقتراح آليات لمواكبة تنفيذ مشاريع التنمية المشتركة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *