وجهة نظر

المذكرات الانتخابية و الارتداد الديموقراطي من أجل التنفير السياسي من العملية الانتخابية

بعد دراسة متواضعة لمختلف مذكرات الأحزاب السياسية ببلادنا حول الانتخابات، تبين أنها لا تستجيب لتطلعات الشعب المغربي من أجل تطوير النظام الانتخابي بما يحصن أصوات الشعب،

و يجعل منها الوسيلة الوحيدة لانتداب من يمثله سواء لتسيير الحكومة أو مختلف المجالس المنتخبة، فالمذكرات المعنية مضامينها كانت مجرد وصفات تقنية تسطيحية تهدف إلى إدخال تغييرات بسيطة للحفاظ على المتوفر في أقصى المدى كما هو الشأن بالنسبة للمذكرة التي تقدم بها حزب العدالة و التنمية المُترئس للحكومة الحالية،

في حين باقي الأحزاب التحمت بشكل غريب، و بقدرة قادر، لتتحدث بلسان واحد من أجل محاصرة الحزب الأول في المغرب، و فرملة امكانية اكتساحة للاستحقاقات 2021 للمرة الثالثة على التوالي عن طريق عنونة المرحلة المقبلة ب “مرحلة الارتداد الديموقراطي، و التنفير السياسي من العملية الانتخابية” بمباركة أقلام “ولد زروال”.

كنا ننتظر أن يتحلى حزب ما، على الأقل، بالجرأة السياسية، و يسجل للتاريخ و للأجيال القادمة، بمشاريع تعديلاته الجريئة و المتقدمة مدى رغبته في الدفع بعملية البناء الديموقراطي نحو الأمام بما يقطع مع الريع الانتخابي،

و يشجع مختلف الفئات المقاطعة على مراجعة مواقفها، و يدفع بها نحو امكانية مشاركتها في مختلف العمليات القادمة مما يعزز المسار الديموقراطي بالبلاد، و يقوي الاجماع الوطني و يزيده تماسكا،

و ما يترتب على ذلك من تحصين للقرار السيادي أمام الخصوم الخارجيين بالخصوص، و ما أكثرهم، و يقوي مختلف المؤسسات، و خاصة المنتخبة منها، و لكن للأسف، فقد اختل ميزان الكيل، وتخلَّفت الأحزاب عن الموعد مع التاريخ مرة أخرى، و تستمر عائشة على عادتها القديمة، و إبقاء السمة البارزة للمرحلة متمثلة في ارتفاع منسوب العزوف إلى حين.

سنشهد، بلا شك، في القادم من الشهور، انتخابات بلا طعم إذ لن تختلف حرارتها عن سابقاتها مما يكرس العزوف و يثبته كقناعة عدم جدوى الانتخابات في ظل وجود فرق تجاوزها الوقت،

و بذلك نكون قد ضيعنا الزمن السياسي الثمين بسبب حسابات سياسيوية ضيقة لدكاكين سياسية، عفوا، لأحزاب سياسية أغلبها يشرعن للحفاظ على الكعكة الانتخابية، و يفتح الباب أمام سماسرة الريع السياسي، فيكون الوطن هو الضحية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *