ملف

“مملكة التناقضات .. المغرب في مائة سؤال”: هل المغرب يحافظ على طبيعته؟ (ح 17)

أحوال الطقس

تنشر جريدة “العمق”، على حلقات، ترجمة حصرية لكتاب “مملكة التناقضات .. المغرب في مئة سؤال”* الذي قام بتأليفه المؤرخ الفرنسي الشهير بيير فيرمورين.

ويتكون الكتاب من مقدمة، بالإضافة إلى ثمانية أقسام؛ الأول تحت عنوان: “التاريخ .. مملكة ذات شرعية” ويشمل 14 فصلا، والثاني تحت عنوان: “الجغرافيا .. صلة الوصل بين فضائين كبيرين” ويشمل 8 فصول.

أما القسم الثالث فهو تحت عنوان: “المجتمع .. رصيد من التراكمات”، ويشمل 15 فصلا، في حين تمت عنونة القسم الرابع بـ “الديانة .. قوة إسلامية واعية بدورها”، ويشمل 10 فصول، أما القسم الخامس فقد جاء تحت عنوان: “السياسة .. تحت قيادة أمير المؤمنين”، ويشمل 15 فصلا.

القسم السادس، والمكون من 12 فصلا فقد جاء تحت عنوان: “الاقتصاد .. من الحمار إلى القطار فائق السرعة”، في حين اهتم القسم السابع المكون من 12 فصلا أيضا بالثقافة، بينما تم تخصيص القسم الثامن والأخير لمسألة العلاقة الدولية للمغرب، حيث “كل شيء من أجل الصحراء”.

وتكمن أهمية الكتابة في أنه يقدم نظرة حول المغرب بعيون مؤرخ فرنسي، حاول قدر الإمكان، أن يكون محايدا في قراءته لتاريخ المغرب، كما أن الكتاب سيكون وثيقة مهمة للباحثين المغاربة وغيرهم من أجل معرفة الشيء الكثير عن المغرب، الذي قال المؤلف إنه “مملكة التناقضات”.

الحلقة 17: هل المغرب يحافظ على طبيعته؟

المغرب وجهة سياحية ثقافية (المدن الإمبريالية) أو ساحلية (أكادير). كما يتم استغلال تراثه الطبيعي الغني فيأتي أمراء وأثرياء الخليج إلى هنا لصيد الغزلان بالصقور.

يتجول الرحالة الأوروبيون في جبال الأطلس، ومنهم محبو السيارات الرباعية الدفع والمسابقات و الدراجات النارية الذين يتجولون في الجنوب كما يحدث مع رالي باريس داكار Paris-Dakar الشهير أو المسابقة النسوية رالي الغزالات (Rallye des Gazelles).

إن عشاق الجبال وتسلق المرتفعات يعرفون جيدا الأطلس الكبير، ونادي جبال الألب يشتغل بنشاط. كما يوجد من يمارسون التزلج، والطيران الشراعي ورياضة المظلات والرياضات الانزلاقية (التي كان محمد السادس من بين هواتهاً) والإبحار، والمشي لمسافات طويلة، وما إلى ذلك. وإذا كانت هذه الأنشطة تستفيد من الفرص التي تتيحها البيئة الطبيعية، فإنها بالمقابل لا تخلو من مخاطر بيئية.

ولا يكاد يكون الهاجس البيئي حاضراً، وهذا النقص شائع في معظم البلدان النامية. هذا لا يعني أن المملكة يعيش فوق مستوى إمكانياته الطبيعية. إن المستوى المنخفض نسبياً للتنمية والإنتاج يجعله بلداً متناقضاً. وهذا الوضع ليس مرغوبا فيه بل يفرض نفسه على البلاد: في هذا المجتمع الذي يعتبر استهلاك لحوم الأغنام (…) هي قمة فن الطبخ (ولائم المشوي، الطاجين، الكسكس)، لا تزال غالبية السكان في الواقع الملموس لا تأكل اللحم أو السماك إلا قليلا بسبب الفقر الاقتصادي ولا تستمتع باللحم إلا بمناسبة عيد الأضحى، كما أن المغاربة لا يملكون سوى القليل من وسائل النقل أو التدفئة بسبب نقص الموارد.

إن المغرب يستنزف موارده الشحيحة وغاباته ومقالعه، ويفرط في استهلاك المياه. ولا يوجد ما يكفي من محطات لمعالجة المياه، كما أن عمليات إفراغ النفايات في البحر مستمرة بما في ذلك بالقرب من المدن الكبرى، على الرغم من أن الجهود الكبرى المبذولة في هذا المجال كما يتم صيد الأسماك والحيوانات البرية بشكل مفرط، ويعاني البلد من ويلات أخرى مثل انتشار أكياس البلاستيك.

في بداية القرن، منع الملك إنتاج مصنعيْ الميكا اللذان كانا ينتجان أكياس البلاستيك السوداء التي كانت تغطي كل المساحات حتى في الصحراء . تعتمد مجهودات حماية البيئة، سواء كانت تتعلق بالنفايات أو المياه أو الصرف الصحي …إلخ، على القرارات الملكية.ومع ذلك، بُذلت جهود بالقرب من طنجة، المدينة المفضلة لدى الملك لاستعادة شواطئها الملوثة.

ولكن أبعد من ذلك، هناك مسألة الموارد الطبيعية، التي طالما خضعت إلى مغامرات بعض الأفراد بل إلى النهب: اقتلاع أشجار النخيل في الصحراء لزرعها في الشمال وقطع أشجار الأرز ونهب الرمال من الشواطئ أو الوديان لتزويد مصانع الإسمنت، واستنزاف المياه الجوفية وإهلاك قطعان الغزلان واختفاء بعض الأنواع الحيوانية والنباتية .. إلخ. يجب على المغرب أن يتعلم بدوره أن الطبيعة محدودة الموارد.

ترجمة: العمق المغربي

يتبع …

تنويه: ما يرد في هذه السلسلة هو وجهة نظر الكاتب وليس تعبيرا عن رأي جريدة “العمق المغربي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *