مجتمع

مبادرة شبابية تخفف وطأة جائحة كورونا على أئمة ومؤذنين بمراكش (صور وفيديو)

التفت مجموعة من الشباب بمدينة مراكش إلى وضعية الأئمة والمؤذنين، في مبادرة فريدة للتخفيف من وطأة جائحة كورونا عليهم، خاصة بعد توقف الأنشطة الموازية التي يقومون بها  كالمناسبات والأفراح والولائم التي تدر عليهم دخلا إضافيا.

يوسف أنزيض، رئيس مؤسسة “رفقاء الخير” الساهرة على هذه المبادرة، قال إن “الفئة التي تم استهدافها في هذا النشاط، هي فئة الأئمة والمؤذنين الذين يشتغلون في المساجد الصغرى، والذين تضررت أوضاعهم الاجتماعية بسبب جائحة كورونا كسائر العديد من المواطنين الآخرين”.


وأضاف يوسف في تصريح مصور لجريدة “العمق”، متأسفا على عدم الاهتمام بهذه الشريحة المهمة داخل المجتمع، قائلا “للأسف الشديد لا أحد التفت لحالهم سواء الجهات الحكومية أو جمعيات المجتمع المدني، لذلك ارتأينا كمؤسسة رفقاء الخير أن نقدم لهم مساعدات عينية للتخفيف عليهم ولو قليلا من وطأة هذه الجائحة التي عصفت بكل القطاعات دون استثناء”.

وأوضح أنزيض ‘أن من بين الأئمة والمؤذنين من يتقاضى أجورا هزيلة تتكلف بجمعها ساكنة الدوار، وبحكم التعفف والقناعة التي يمتازون بها، تجدهم غير قادرين على طلب يد العون رغم الحالة المزرية التي يصلون إليها”.

“لكم أن تتخيلو أمس”، يحكي يوسف، أنه عند إعطاء القفة لأحد الأئمة، “ذرفت عيناه دموعا، وقال حامدا: الحمد لله أن هناك من فكر في حالنا وهمّ لمساعدتنا. لقد كان هذا هو المبتغى من هذه الحملة، هو أن يعرفوا أنهم في قلوب وعقول المغاربة جميعا وأننا نعي جيدا أحوالهم ونسعى للتخفيف عنهم”.

زهير المنتصر، عضو بمؤسسة رفقاء الخير، قال لجريدة “العمق” إنهم استهدفوا ستون إماما ومؤذنا، والهدف من هذه المبادرة كون “قوتهم اليومي الذي يحصلون عليه من المناسبات والولائم انقط جراء توقف هذه الأخيرة بسبب جائحة كورونا، علما أن الأجور التي يحصلون عليها هزيلة خاصة أولئك الذين يشتغلون في المساجد الصغيرة والذين ليست لهم أجرة من وزارة الأوقاف”.

يحكي زهير بروية  أن نظرات عيونهم عندما يأخذون ما جاد به المحسنون ترسم فرحات لا يمكن وصفها، “ولعل أكبر ما أثر فينا خلال هذه الحملة هو القناعة التي يتسم بها هؤلاء، لقد رفض أحد الأئمة أخذ القفة وطلب منا أن نعطيها لإمام آخر قد يكون أحوج منه، بالرغم من أننا نعرف وضعيته العائلية واحتياجه لها”.

وعن طريقة التوزيع، أوضح زهير أنه “سيرا على عادة مؤسسة رفقاء الخير في تفادي إحراج المستفيدين من أنشطتهم، فإنهم يتصلون هاتفيا بالمعنيين ويحددون معهم موعدا ومكانا بعيدا عن المسجد أو المنزل من أجل إعطائهم “البركة” كما يسمونها”.

وتهدف هذه الطريقة وفق المتحدث إلى الحفاظ على المكانة التي يحظى بها أئمة المساجد والمؤذنين في الوسط، رغم أن الجميع يعرف وضعيتهم التي تحتاج لكثير من الإهتمام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *