اقتصاد

الظروف المناخية تخفض إنتاج الحبوب بالمغرب وهذه معايير وكلفة الدعم

يقدر إنتاج الحبوب الرئيسية الثلاثة لموسم 2019 – 2020 بنحو 32 مليون قنطار، أي بانخفاض بحوالي 39 في المائة مقارنة بالموسم السابق. ويعزى هذا التراجع أساسا إلى الظروف المناخية غير المواتية التي ميزت الموسم  الحالي من حيث حجم وتوزيع الأمطار، حيث سجلت التساقطات المطرية خلال هذا الموسم 239 ملم مقابل 295 ملم خلال الموسم السابق وهو ما يمثل انخفاضا بنسبة 19 في المائة.

ويتوزع إنتاج الحبوب لموسم 2019 – 2020 بحسب النوع، إلى 17.7 مليون قنطار من القمح اللين و 7.9 مليون قنطار من القمح الصلب و 6.4 مليون قنطار من الشعير.

ووفق ما ورد في تقرير حول المقاصة مرفق بمشروع قانون المالية 2021، اتخذت الحكومة مجموعة من التدابير برسم الموسم 2020 – 2021 من أجل تحفيز ودعم المنتوج المحلي من القمح اللين، حيث أعلنت عن ثمن مرجعي في حدود 280 درهم للقنطار لتسويق المحصول الوطني من القمح اللين ذو جودة مرجعية، ويضم هذا السعر جميع التكاليف بما فيها تكاليف النقل والمصاريف الأخرى كالمناولات وكلفة نقل القمح اللين إلى المطاحن والهوامش.

كما عمدت إلى تحديد فترة التسويق من فاتح يونيو  إلى 31 يوليوز 2020، ومواصلة العمل بمنحة التخزين المحددة في درهمين للقنطار عن كل 15 يوما على مجموع كميات القمح التي تم اقتناؤها والمصرح بها من طرف مؤسسات التخزين خلال فترة التجميع.

وتحملت الدولة، بحسب التقرير ذاته، الدعم جزافي للتجميع وقدره 5 دراهم للقنطار، يمنح لجميع المشتريات من القمح اللين المصرح باقتنائها من طرف المتدخلين خلال موسم التسويق المكثف. فضلا عن العمل بنظام طلب العروض من طرف المكتب الوطني للحبوب والقطاني لتزويد المطاحن الصناعية بالقمح اللين لإنتاج الدقيق المدعم، حيث تتحمل الدولة الفارق بين السعر المرجعي لشراء الإنتاج المحلي للقمح اللين والسعر المستهدف عند المطحنة المحدد في 258.8 درهم للقنطار.

كلفة الدعم

بلغت الكلفة الإجمالية لدعم القمح اللين والدقيق في سنة 2019 ما يناهز مليار و 350 مليون درهم مقابل مليار و501 مليون درهم برسم السنة الماضية، أي بتراجع يقدر بحوالي 10 في المائة نتيجة لانخفاض تكاليف دعم التجميع الجزافي و منحة تخزين القمح اللين. وتجدر الإشارة إلى أن الإبقاء على حصة الدقيق المدعم في 6.5 مليون قنطار مكن من الحفاظ على تكلفة دعم الدقيق المدعم ثابتة في المستوى نفسه ( 1008 مليون درهم)، وحيث بقي السعر العالمي للقمح اللين في مستوى مقبول لم يتم اللجوء إلى آلية الدعم عند الاستيراد.

تمديد تعليق الرسوم

خلافا للسنوات الماضية، وبسبب الوضع الخاص الذي اتسمت به سلسلة الحبوب، سواء تعلق الأمر بالأزمة الصحية أو بالتساقطات المطرية الضعيفة التي عرفها الموسم الحالي، مددت الدولة التعليق المعتاد للرسوم الجمركية على واردات القمح طيلة سنة 2020، بما في ذلك فترة التسويق المكثف للمنتوج الوطني.

وبالنسبة لسنة 2019، قدرت الكميات المجمعة من القمح اللين بـ 10.3 مليون قنطار من أصل إنتاج بلغ حوالي 26.8 مليون قنطار، أي ما يعادل نسبة تجميع بـ 38 في المائة مقابل 18.4 مليون قنطار تم تجميعها سنة 2018.

وتجدر الإشارة إلى أن 94 في المائة من هذه الكمية تم تجميعها خلال فترة التسويق المكثف الممتدة من يونيو إلى شتنبر 2019، 82 في المائة منها تم على مستوى جهتي فاس – مكناس و الدار البيضاء – سطات، اللتين تتميزان بتركيز كبير للفاعلين في القطاع.

 واردات الحبوب

تميزت المبادلات الخارجية خلال الموسم 2019 – 2020 بدينامية قوية، إذ ارتفعت الواردات الإجمالية من الحبوب، باستثناء قمح العلف، بـ 45 في المائة أي 86.1 مليون قنطار مقابل 59.3 مليون قنطار برسم الموسم الماضي، مدفوعة أساسا بالارتفاعات التي شهدتها واردات القمح والشعير.

وخلال الموسم 2019- 2020 زادت واردات القمح اللين بنسبة 29 في المائة لتصل إلى 35.1 مليون قنطار مقابل 27.3 مليون قنطار خلال الموسم السابق، وهو ارتفاع من شأنه تعويض نقص الانتاج الوطني المسجل عقب رداءة الظروف المناخية.

فرنسا أول مزود  

استحوذت فرسنا على 50 في المائة من واردات القمح اللين الوطنية لتصبح بذلك أول مزود للمغرب بهذه المادة، تليها أوكرانيا بنسبة 16 في المائة وألمانيا بنسبة 12 في المائة ثم روسيا بـ 11 في المائة، ومزودين آخرين بنسبة 11 في المائة.

سعة التخزين

بحسب معطيات المكتب الوطني البيمهني للحبوب والقطاني، تبلغ سعة تخزين الحبوب والقطاني المتوفرة لدى الفاعلين المصرح بها لدى المكتب 64 مليون قنطار، دون احتساب سعة المخازن المينائية، منها ما يقارب ثلاث أرباع عند هيئات التخزين، وما يقارب 10 مليون قنطار عند المطاحن الصناعية وحوالي 9 مليون قنطار عند مصانع الأعلاف المركبة.

ويبلغ العدد الإجمالي للمطاحن الصناعية 154 وحدة نشيطة، موزعة ما بين 128 مطحنة للقمح اللين و 16 مطحنة للقمح الصلب و 10 مطاحن للشعير. وتبلغ طاقة السحق السنوية للمطاحن النشيطة حوالي 106 مليون قنطار تمثل منها السعة المخصصة لسحق القمح اللين 85 في المائة والقمح الصلب 12 في المائة، فيما تمثل سعة سحق الشعير 3 في المائة.

وتمثل المطاحن التي تقوم بسحق أكثر من نوع واحد من الحبوب حوالي 27 في المائة. وبلغ حجم الكميات المسحوقة من طرف المطاحن الصناعية خلال موسم التسويق 2019- 2020 حوالي 53 مليون قنطارا، يمثل منها القمح اللين 81 في المائة، وتجدر الإشارة إلى أن استعمال الطاقة الإجمالية للمطاحن الصناعية للقمح اللين لا تتجاوز 50 في المائة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *