منتدى العمق

نظرة السنيما المصرية للإخوان

تلعب السينما العالمية في زمننا الحالي دورا مهما اذ تسلط الضوء على مجموعة من الجوانب اليومية، وأصبحت تلعب دور المؤرخ إذ تؤرخ لمجموعة من الإحداث المعاشة و المعاصرة من كوارث طبيعية و حروب و اغتيالات سياسية الى آخره ، و غالبا ما تدخل هذه الأعمال حسابات سياسية ضيقة لتحرف الوقائع التاريخة و تشوهها . تشوه جماعة سياسية او دعوية لخدمة حزب او جماعة اخرى.وسنحاول في هذا المقال ان نسلط الضوء على بعض التشويهات التي لحقت جماعة سياسية مخالفة لنظام سياسي و هذا التشويه معول من اجل القضاء على هذه الحركة.

ان الحديث عن الظاهرة الاخوانية في مصر هو الحديث عن معانات أجيال وآخره الجيل الحالي الذي يقودهم الدكتور مرسي الذي اختاره الشعب المصري كرئيس شرعي للبلاد ، وتم الانقلاب عليه وإدخاله إلى السجن مع اخوانه و تشويه الحزب و الحركة التي ينتمي اليها من طرف الإعلام الانقلابي ، و برجوعنا للموضوع فان السينما المصرية ومنذ ثمانينيات القرن الماضي وهي تشن هجمات عشوائية على الإخوان بذريعة الإرهاب ويمكن اعتبار الزعيم كما ينادى عليه من اكبر الأشخاص الذين اسأوا للإخوان بأفلامه القدرة .

وسنستعرض لأبرز الأفلام التي اساءت للحركة الإسلامية في مصر و الإخوان بالخصوص ومن ابراز هذه الافلام فلم الارهاب الذي انتج سنة 1989 من بطولة فاروق الفيشاوي ونادية الجندي، ويليه فيلم الانفجار الذي انتج سنة 1990 بطولة كل من عزت العلايلي و فاروق الفشاوي و تأليف و اخراج سعيد محمد ، وفي سنة 1992 انتاج فيلم اخر هو الارهاب و الكباب بطولة عادل امام و يسرى و كمال الشناوي ، و يعتبر فيلم الارهابي الذي انتج سنة 1994 من ابرز الافلام التي نالت من الاخوان بشكل كبير وهذا الفيلم من بطولة عادل إمام، صلاح ذوالفقار، مديحة يسري وشيرين، وتدور قصة الفيلم حول شاب ينضم لإحدى الجماعات الإسلامية المتطرّفة، لكي يحارب أعداء الدين على حسب تفكيرهم، وينفذ أعمال عنف مثل قتل السائحين الأجانب و تنفيذ عدد من التفجيرات، ويضطر بعد إصابته للإقامة مع أسرة مصرية متحررة ….. و في سنة 1995 تم انتاج فيلم طيور الظلام ، من بطولة عادل إمام وشيرين سيف النصر، وفي سنة 1997 انتاج فيلم اخر وهو فيلم المصير بطولة نور الشريف، ليلى علوي، وتدور أحداثه في القرن الثاني عشر ميلادياً، في الأندلس حيث العالم ابن رشد، الذي يتعرض لحرق كتبه مرة من قبل الجماعات المتطرفة ومرة أخرى على يد الحاكم المنصور، الذي يتخلى عن صداقته له وينحاز لتلك الجماعات، حتى يقفوا بجانبه وولده في مواجهة الإسبان. و تأتي بعد هذه الافلام مجموعة اخرى مثل فلم الاخر و دم الغزال و امن دولة و انا مش معهحينم ميسرة.

وهذه الافلام تعتبر من بين ابرز الافلام التي حاولت تشويه صورة الاخوان لدى الشارع المصري و اعتبرت الحركة الاخوانية هي حركة مدفوعة من الخارج لتخريب الدولة المصرية و تدميرها ، وكذلك فرضت على المواطن المصري افكارا متخلفة رجعية تعود به للوراء ، وبرزت قيادات الاخوان المتحجرة التي لا تحب النقاش و لا تريد التفاهم من اجل الوصول الى حل يرضي الطرفين وكدلك صورت اتباع هذه الجماعة على انها تنفد فقط و لا تناقش مع قيادتها .

وللأسف الشديد هذه الافلام خدمت بشكل كبير الدولة المصرية بتهميش هذه الحركة و ادخال مجموعة من قيادتها السجن بتهمة الارهاب ، وكانت تقوم بتفجير معين تم تلصق هذه الافعال للجماعة الاسلامية على اساس ان هذه الجماعة متطرفة و لا اخلاق لها.

لكن رغم هذه الافعال التي قام بها الفنانون المصريون لتشويه الجماعة الاسلامية الا ان هذه الجماعة انتشرت بشكل كبير في المجتمع المصري ، واستطاعت هذه ان تكسب حب المصريين بالاعمال الخيرية التي قامت بها ، وبعد الرجة العربية شهدنا كيف استطاعت هذه الحركة ان تؤطر الجماهير الى جانب مجموعة من الجمعيات الاخرى في ثورة يناير ن وكيف استطاعت ان تفوز برئاسة الجمهورية بفعل حب الناس لهذه الحركة.

للأسف الحركة الاسلامية في العالم العربي ليس لها اعلام موازي يدافع ونعرف ان الاعلام يعتبر السلطة الرابعة ومن ركائز اي هيئة سياسية الى جانب الاقتصاد ، لهذا يجب على الحركة الاسلامية ان تفكر جليا كيف تبني اعلاما يقدها للشعب على حقيقتها و يدافع عنها