وجهة نظر

كورونا المغرب.. السفينة والبحر الهائج بأمواج الاستهتار‎

أمام الوضع الخطير، الذي يتسابق فيه العالم والعلم مع الزمن، بغية ايجاد دواء أو تلقيح ناجع وناجح، للوباء المرعب، هذا الرعب مرده لطريقة انتشاره السريع وقتله البطيء، وغموض زحفه المشؤوم على مجمل دول العالم، بما فيها بلدنا المغرب. أمام هذا وذاك! أمست تتقاطر علينا أخبار مستفزة للعقل السليم، عن تصرفات ثلة ممن تم صباغتهم باسم المواطنين والمواطنات، وبعض الأعمال المرتبطة بالفلاحة والصناعة، وفي ظل واقع خطير بكل المقاييس، هذا المعطى المستجد، الذي وضعنا فيه فيروس كورونا في سلة واحدة، مهددا في زحفه سلامة الأمة المغربية، بكل تلويناتها الثقافية والعرقية الاديولوجية.

إذ أن انخراط أغلب الأسر المغربية في البداية في منظومة الحجر الصحي، والتزامها بشروط النظافة، وأوقات الخروج للضرورات القصوى، بهدق قضاء أغراضها الحيوية المعيشية أو الصحية، قوبل بنقيض تام بعد رفع الحجر الصحي، ولعل الأخبار المتواترة ومؤسفة الآتية من القنوات الاخبارية والسلطات الصحية، حول تزايد أعداد المصابين بفيروس كورونا، وارتفاع نسيدبة الحالات الحرجة، وتزايد أعداد الوفيات، واتساع دائرة المخالطين ومخالطي المخالطين، واتجاه بعض أرباب عقول الربح لتكديس العمال وعد احترام الإجراءات الصحية المعمول بها، والتي أقل ما يقال عنها أن قذرة أنانية مستهترة، بمصير ملايين الأبرياء في هذا الوطن الذي يكافح من أجل سلامة الحميع رغم الإمكانات المحدود.

كيف يعقل للخرافة التي تبالي بخطر وحقيقة وجود الوباء أن تستهتر بالعلم وصحة المغاربة، والإجراءات القاسية التي اتخذتها الدولة المغربية والأسر التي تكافح ليل نهار بغية سلامة بناتها وأبنائها، لحماية سفينة المغرب من الميلان، والسقوط في محيط هائج، مليء فقط بالحزن ومأساة الألم، بسلوكات أقل ما يقال عنها أنها مخزية، وعقيمة في كل شيء. فالخروج الجماعي للفرح بشفاء شخص ما كما كان في البداية، أو التجول في الشوارع بدون مرعاة للاجماع الوطني حول ضرورة احترام التباعد الإجتماعي، والالتزام بالإجراءات الصحية خصوصا وضع الكمامات في الأماكن العامة والمزدحمة، والتحذيرات المتكررة للإعلام والسلطات الصحية بسهولة خطر انتشار العدوى، والتكدس في المقاهي لمشاهدة المباريات الكروية، والاكتظاظ في المستشفيات لإجراء التحاليل الخاصة باكتشاف الفيروس المستجد، يعد بكل المقاييس نوعا من الجبن، وطغيان تفاهة الخرافة واللامبالاة وعجرفة الأنا الأنانية، وسمو الفكر المتحجر، أمام وعي لفئة قليلة وهو وعي منقطع النظير يواجه باستهزاء من اللاوعي! ت أصبح الانصياع للأوامر التي تصدرها الدولة المغربية والسلطات الصحية من حين لآخر غير فعالة أمام قوة وجبروت طغيان جهل الاستهتار!

فهاهي موارد الدولة تتراجع، بفعل سنة فلاحية ضعيفة أو المردودية، وهاهي الترجعات الشديدة الاحتمال، في احتياطات البلاد من العملة الصعبة، نتيجة انعكاسات إغلاق جميع الحدود والمنافذ، خشية توسع انتشار هذا الفيروس المميت، وهاهي قطاعات حيوية لها تأثير كبير على معيشة السكان ونسبة النمو ترزح فى فلك المجهول. وهو ما سينعكس لا محالة على سوق الشغل، بل انعكست أصلا ونتج عنها تسريح عشرات الآلاف من اليد العاملة المتخصصة، وغير المتخصصة، والموسمية.

وهو ما انعكس عل مدخول الأسر والأجراء وألقى بظلاله جدريا على كل القطاعات خصوصا الخدماتية منها والصناعية، ناهيك لم لهذه الإجراءانت من أثر على مستوى معيشة ملايين الأسر المغربية، لكن ما العمل!؟ هل الاستهتار سيعيد عجلة الاقتصاد! هل الاستهتار سيوقف زحف الفيروس! هل….

في مقابل ذلك، ترفع بعض الشعارات من قبل بعض الطغاة والجهلة بمصير أمة بكاملها، وتنادي عند خرقها للقانون بضرورة عدم تقييد حرية الأفراد والجماعات، وذلك باسم حقوق الإنسان المفترى عليها، رغم أن سفينة البلاد، لا تزالت تتمايل في وسط خطير ومجهول في كل شيء.

خطر يتزعمه وباء، دخل في موجة ثانية من المرتقب أن تكون أشد فتكا حسب التوقعات، وهو ما تؤكده التقارير الطبية والتوقعات لدى الخبراء في دول الشمال( بعض دول الإتحاد الأوروبي) وغيرها من دول العالم، والتي تقف عاجزة أمام هذا الهول غير المتوقع، والذى لم تنفع معه المنظومة الصحية، والتي كانت توصف عندهم بالصلبة والمتطورة، فما بال المستهترين بمنظومتنا الصحية المتواضعة، والتي تعرف الكثير من الإكراهات وبشهادة أهل الميدان!

فأمام حالة الجهل التي يتزعمها أو يتبناها البعض، لا يمكن أن تلام الدولة في فترة الاستثناء؟ باللجوء للصرامة وفقا للتشريعات والقوانين الجاري بها العمل، لا الشطط في استعمال السلطة، وذلك بغية كبح جماح هذا الجهل المتعمد، المقدس لأفكاره المتحجرة، والذي لا يبالي بقيادة طاقم السفينة المتخصص في طريقة القيادة، وسط بحار ومحيطات مليئة بمختلف الدوامات، والمعرضة لتيارات خطيرة، المؤثرة على ثبات السفينة الجامعة لنا جميعا، في ظل امواج تلتطم بها من كل الجهات والجبهات!

إذن، الصرامة في اطار القانون فوق الجميع، ردع لطغيان الجاهل المستهتر! وهي أولوية قصوى في هذه المرحلة الحرجة، وذلم بهدف منع غرق سفينة، تحمل الكثير من الأبرياء، ابرياء قد تتقاذفهم الأمواج بعيدا عن حياة يريد أن يتمتع بها الجميع!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *