وجهة نظر

الصحراء المغربية.. قضية شعب هنا و”مرتزقة” بلا شعب هناك

بات واضحا أن قضية الصحراء المغربية، ومنذ سنوات طويلة، لم تكن مطمحا لشعب الجزائر، ولا للمواطنين في بلاد المليون شهيد، وإنما كانت مطمعا ل” مرتزقة” مسنودة بنظام عسكري جزائري، انكشفت خيوط لعبتها بعد ثبوت تورطها في الاتجار بالمساعدات الإنسانية الموجهة للمحتجزين بمخيمات تندوف.

المواطن الجزائري نشر، في أكثر من صفحة، ما يفيد العلاقة التاريخية بين الشعبين الجزائري والمغربي، وردد الكثير من الجزائرين، أمس الجمعة، تزامنا مع نزول الجيش المغربي، لفتح معبر الكركارات، وتأمين حركة التنقل نحو موريطانيا، رددوا شعار ” خاوة خاوة”، وانتقدوا، في نفس الآن، جر البلاد نحو توتير العلاقة مع المملكة المغربية.

الانتقادات التي وجهها الجزائريون لنظامهم السياسي، لم تسلم منها وسائل الإعلام الرسمية التابعة ل” الجنرالات”، بعدما طالبوا نقل الحقيقة عما يجري في الكركارات، والابتعاد عن لغة التعتيم المتحاملة، في وقت تزايدت الأصوات الجزائرية المطالبة بفك الارتباط مع البوليساريو.

متتبعون للقضية الوطنية، وللنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، يبرهنون على أن المعركة الحالية هي معركة شعب وملك ضد مرتزقة، وهذا ما يجعل البون شاسع في كيفية التعاطي مع القضية، حيث شرع المغاربة، منذ سنوات، في رفع شعار ” لن نفرط في حبة رمل”، فيما رفع الأشقاء في الجزائر شعار ” لا حاجة لنا بالبوليزاريو”، خصوصا وأن مشاكل الشعب الجزائري مع النظام السياسي الحاكم ينذر بمزيد من التوتر، والاحتجاجات الشعبية ما زالت تخرج للشوارع من حين لآخر.

معركة الكركارات كشفت جوهر المغاربة، ومعدنهم النفيس بشأن رفع علم الوطن في كل شبر من ترابه، وهذا ما يجعل قضية الصحراء المغربية قضية شعب وملك ووطن، في مقابل قضية وهمية لفئة اختارت المتاجرة بمأساة محتجزين خارج مبدأ الشرعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *