سياسة

لشكر: البوليساريو تعيش حالة هستيرية.. وكل صنائع الجزائر ستتكسر على صخرة المغرب

اعتبر إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أن جبهة البوليساريو الانفصالية تعيش حالة هستيرية، وأن ما قامت به بمعبر الكركرات عبارة عن “مغامرة انتحارية بتخطيط من الجزائر، لمحاولة تطويق المملكة ومنع امتدادها الإفريقي وجوارها مع موريتانيا”، مشددا على أن كل صنائع الجارة الشرقية ستتكسر على صخرة المغرب.

وقال لشكر في تصريح لجريدة “العمق”، إنه كان من الطبيعي أن تتحول الاستفزازات المتكررة للبوليساريو إلى “مغامرة انتحارية”، مشيرا إلى أن وضع قطاع الطرق بالكركرات كان يهدف إلى منع المغرب عن امتداده الإفريقي وجواره الطبيعي الذي هو موريتانيا، ليصبح الربط معها فقط عبر الطائرات والبواخر.

وتابع قوله: “إذا كان حكام الجزائر قد أغلقوا الحدود وفرضوا على الشعبين المغربي والجزائري التنقل عبر الطائرات، فإنه كان مرفوضا أن نقبل بتكرار ذلك مع الجارة موريتانيا، وهذه مؤامرة خُطط لها من طرف الجزائر في محاولة لتطويق المغرب من الشرق والجنوب ومنعه من امتداداته في الجوار وإفريقيا”.

وأشار زعيم حزب “الوردة”، إلى أنه “بقدر ما اتسم به المغرب من حكمة وتبصر ومحاولة لاستعاب كل استفزازت هذه العصابات، فإنه لم يكن هذه المرة ممكنا أن نظل ساكتين، والملك أعطى إشارة قوية في خطاب المسيرة بأن السيل قد بلغ الزبى، وكنا نتمنى لو تفهمها جيراننا الشرقيين كما تفهمها الرأي العام الدولي ومجلس الأمن”.

لذلك، يقول لشكر، “قام المغرب بعملية محسوبة لا تستهدف إطلاق النار، بل بالعكس هي دفاع على اتفاق وقف إطلاق النار من عبث العابثين، ولا تستهدف المدنيين كما يدعي الخصوم، لأنه يمكنهم التظاهر كما يشاؤون حتى في الداخل المغربي، لكن أن يصطف هؤلاء بالعنف ومنع الشاحنات من التنقل فهذا مرفوض”.

وشدد على أن عملية الجيش المغربي جاءت من أجل “إيقاف هذا العبث”، لافتا إلى أن الرأي العام الدولي الذي تفهم وجهة النظر المغربية وانخراطه في المشروع السلمي وقرارات الأمم المتحدة، سيتفهم أيضا هذه الخطوة التي تستهدف حماية السلم والأمن بالمنطقة، وقد بدا ذلك من ردود الفعل الأولى عبر بلاغات وزارات الخارجية عبر العالم.

“خطوات خرقاء”

وأضاف لشكر أنه لا يستبعد نهائيا أن تكون هناك “قرارات أخرى خرقاء من طرف البوليساريو، لأن الهزيمة لبستهم ليس فقط أمس، بل منذ سنوات عقب القرارات التي بدأت تصدر عن مجلس الأمن الدولي، ومنذ رجوع المغرب للاتحاد الإفريقي، وفتح مجموعة من الدول لقنصلياتها بالصحراء المغربية”، حسب قوله.

وفي هذا الصدد، يرى المتحدث أن القرارات التي يمكن أن تصدر عن حالة هستيرية يعيشها هؤلاء، لا شك أنها لن تكون قرارات عاقلة، مؤكدا على أن “كل المحاولات اليائسة لصنائع الجارة الشرقية للمملكة، ستتكسر على صخرة المغرب، في ظل وجود جبهة وطنية داخلية قوية مصطفة وراء قيادة الملك محمد السادس بكل حزم وقوة”.

وأردف لشكر قائلا: “لولا حكمة وتبصر الملك أمام الاستفزازات المؤطرة من طرف جيارننا في الشرق في مختلف المحطات، والتي كانت تستدعي الوقوف أمامها بقوة، لكانت الأمور تتطلب منذ سنوات خلت مطاردة هؤلاء في أماكن وجودهم وتأطيرهم وتمويلهم وأماكن التخطيط لكل عملياتهم التي تتم فوق الأراضي الجزائرية”.

وأشار إلى أن “الأمر تجاوز اليوم الاستفزاز إلى محاولة فرض الأمر الواقع، في مواجهة المكاسب التي حصلت عليها بلادنا في المنتديات والمؤتمرات واللقاءات الدولية، تحت القيادة الحكيمة للملك محمد السادس الذي أكد في مجموعة من خطبه على تدبير كل مخططات الخصوم بكل حكمة وتبصر”.

ومضى بالقول: “نحن مثلا في الاتحاد الاشتراكي موجودين في الأممية الاشتراكية والتحالف التقدمي، وهما إطاران يضمان أحزابا حاكمة في ديمقراطيات اشتراكية كنا نجد معهم في الثمانينات والتسعينات مقاومة وعدم فهم للأطروحة المغربية بشكل خطير، كان تقريبا الرأي العام الدولي كله ضدنا، خاصة التقدمي واليساري والاشتراكي”.

ولفت في هذا الصدد إلى أن حُسن إدارة وتدبير هذا الملف والمشروع التنموي والنموذج الذي نعيشه في المغرب، غيَّر المعادلة اليوم، خاصة بعد قرار العودة للاتحاد الإفريقي، والديبلوماسية الهادئة التي حققت مكاسب في القارات الخمس، الشيء الذي أدى إلى أنه لم يعد مقتنعا بأطروحة الجزائر سوى %15 من دول العالم”.

يُشار إلى أن وزارة الخارجية المغربية، كانت قد أوضحت أن القوات المسلحة الملكية المغربية، قامت بتعليمات من الملك، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، باستعادة حرية التنقل بمعبر الكركرات، بشكل سلمي ودون اشتباك أو تهديد لسلامة المدنيين، حسب وزارة الخارجية المغربية.

وأشار بلاغ للخارجية، أمس الجمعة، إلى أن هذه العملية الرامية إلى وضع حد نهائي للتحركات غير المقبولة للبوليساريو، تأتي بعد إعطاء الفرصة كاملة لإيجاد حل دبلوماسي من خلال المساعي الحميدة للأمم المتحدة.

وأضاف البلاغ، أنه في سنتي 2016 و2017، كانت الاتصالات بين الملك محمد السادس والأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قد مكنت من التوصل إلى حل أول، ومع ذلك، واصلت البوليساريو ممارساتها الاستفزازية وتوغلاتها غير القانونية في هذه المنطقة.

وبعد التوغل الذي قامت به البوليساريو يوم 21 أكتوبر 2020، يضيف البلاغ، أكد الملك الذي يدعم عمل الأمين العام للأمم المتحدة، في رسالة إلى  غوتيريش أنه “لا يمكن إطالة أمد الوضع القائم. وإذا استمر هذا الوضع، فإن المملكة المغربية، وفي احترام لصلاحياتها، وبموجب مسؤولياتها، وفي تناغم تام مع الشرعية الدولية، تحتفظ بالحق في التدخل، في الوقت وبالطريقة التي تراها ضرورية للحفاظ على وضع المنطقة وإعادة إرساء حرية التنقل والحفاظ على كرامة المغاربة”.

وشدد بلاغ الوزارة على أن “المغرب يظل متشبثا بقوة بالحفاظ على وقف إطلاق النار، والعملية التي قامت بها القوات المسلحة الملكية تروم، على وجه التحديد، تعزيز وقف إطلاق النار من خلال الحيلولة دون تكرار مثل هذه الأعمال الخطيرة وغير المقبولة التي تنتهك الاتفاق العسكري وتهدد الأمن والاستقرار الإقليميين”.

وفي ردود الفعل الدولية، عبرت 8 دول عربية عن تأييدها لتحرك الجيش المغربي لحماية معبر الكركرات من استفزازات البوليساريو، إذ أعلنت كل من قطر والإمارات والبحرين والسعودية والأردن وسلطة عمان والكويت واليمن، عن تضامنها مع المغرب وتأييدها لتحركات المملكة لفرض حماية ممر الكركرات الحيوي في وجه حركة المرور.

كما أعلنت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، ورئيس البرلمان العربي، عن تأييدهما للإجراءات التي اتخذتها المملكة المغربية لتأمين حرية التنقل المدني والتجاري في المنطقة العازلة للكركرات في الصحراء المغربية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *