سياسة

التويمي: بلاغ النهج مسيء للوحدة الوطنية وشاذ عن ثوابت الأمة الجامعة

محمد التويمي بن جلون

انتقد نائب رئيس مجلس النواب، محمد التويمي بن جلون، موقف حزب النهج الديمقراطي بخصوص تأمين الجيش المغربي لمعبر الكركرات، واعتبره “إساءة للوحدة الوطنية وشذوذا عن الثوابت الجامعة للأمة”، وأشاد في الوقت نفسه بالتدخل “الحازم والاحترافي لقواتنا المسلحة الملكية بمعبر الكركرات من أجل ضمان حرية تنقل الأشخاص والبضائع”.

التويمي قال، في حوار مع جريدة “العمق”، إن الموقف الذي عبر عنه حزب النهج الديمقراطي بخصوص ملف الكركرات يخدم خوصوم المغرب ولو بشكل غير مباشر، مضيفا أن الحزب ارتكب “خرقا واضحا وخطأ جسيما” لقانون الأحزاب، وقد يؤدي في حالة تطبيقه إلى حل الحزب السياسي المعني.

• ما هو موقفكم من تدخل القوات المسلحة الملكية بمنطقة الكركارات؟

في البداية يجب أن نشيد بالتدخل الحازم والاحترافي لقواتنا المسلحة الملكية بمعبر الكركرات من أجل ضمان حرية تنقل الأشخاص والبضائع و الذي تم وفقا للشرعية الدولية، وهي مناسبة لنجدد التأكيد على وضوح موقف المملكة المغربية إزاء كل المناورات البئيسة لخصوم الوحدة الترابية لبلادنا في ملف يؤمن جميع المغاربة بعدالته وهو ما يترجم بالتزام بلادنا الحرفي بالمواثيق الدولية ومقررات الأمم المتحدة في ملف الصحراء المغربية بما يخدم حقوق المواطنين المغاربة بأقاليمنا الجنوبية، هذا الملف الذي عمر ما يكفي من الوقت بأروقة الأمم المتحدة نظرا لتعنت الجار الشرقي الذي يدفع بالكيان الوهمي إلى ممارسة المزيد من الاستفزازات، في خرق سافر للقانون الدولي الإنساني ولإتفاق وقف إطلاق النار، غير ملتفت للمصالح الفضلى للشعبين الشقيقين وللمنطقة المغاربية التي تستحق كل النماء والازدهار والتي ينتظرها واقع اقتصادي صعب جراء تداعيات الأزمة الصحية العالمية كوفيد 19 وما خلفته من آثار وخيمة على الاقتصاد العالمي.

• ما هو موقفكم من تفاعل حزب النهج الديمقراطي إزاء تدخل القوات المسلحة الملكية بالكركرات؟

أظن بأن الإطار المعياري الذي نحتكم إليه جميعا بالمملكة المغربية هو دستور 2011 الذي صوت عليه أزيد من 97 بالمائة من عموم المغاربة، والذي جعل من قضيتنا الوطنية الأولى “الصحراء المغربية” جزءا لا يتجزأ من الثوابت الوطنية أي “الوحدة الترابية للمملكة” والتي لا يجوز المس بها من أي جهة، داخلية كانت أو خارجية، وبلاغ حزب النهج الديمقراطي، انطلاقا من اعتباره لتدخل جنودنا البواسل لتيسير الحركة التجارية بمعبر الكركرات ولتأمين عبور الشاحنات التجارية والمواطنين بين بلدين جارين تجمعهما اللغة والدين والعرق والتاريخ تصعيدا وإعلانا لبداية حرب (بالصحراء الغربية) كما أسموها ببلاغهم، لا يمكن إلا أن يدخل في باب الإساءة للوحدة الوطنية وشذوذا عن الثوابت الجامعة للأمة.

وفي هذا الباب يجدر بنا أن نذكر بالإعلان الملكي السامي المضمن بنص الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى 34 للمسيرة الخضراء المظفرة، حينما أكد جلالة الملك حفظه الله أن وقت ازدواجية المواقف والتملص من الواجب قد انتهى، وأنه لم يعد هنالك مجال للغموض أو الخداع فإما أن يكون المواطن مغربيا أو غير مغربي، وإما أن يكون الشخص وطنيا أو خائنا.

• النهج الديمقراطي كحزب سياسي يكتسي صبغة قانونية داخل المجتمع، هل ترى بأن تعبيره عن موقف معاكس للتوجه الرسمي للمملكة على عكس كل حساسيات المجتمع المغربي يمس بوحدة الجبهة الداخلية؟

من دون شك فلجميع المؤسسات الحزبية الحق في أن تعبر عن مواقفها الرسمية من مختلف الأحداث التي تقع ببلادنا وهذا حق مكفول بمقتضى الوثيقة الدستورية وتمارسه جميع الأحزاب و النقابات وجمعيات المجتمع المدني والمواطنون، انطلاقا من مبدأ حرية الرأي و التعبير، غير أن هذه الحرية مؤطرة بالقانون. فحينما يعلن حزب النهج الديمقراطي من داخل المغرب عن موقف شاذ ومسيء له أولا وأخيرا فإنه ومن دون شك يخدم ولو بشكل غير مباشر خصوم بلادنا.

إن المس من قبل أي حزب سياسي بالسلاح الأساسي للمملكة كما سماه جلالة الملك بمتانة الجبهة الداخلية هو خرق واضح وخطأ جسيم من قبل هيأة سياسية للقانون المنظم للأحزاب السياسية والتي قد تؤدي في حالة تطبيقه إلى حل الحزب السياسي المعني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *